الكويت الاخباري

المعرفة والابتكار.. قوة الأمم ومفتاح التفوق في عصر التحديات - اخبار الكويت

تم النشر في: 

14 أغسطس 2025, 4:21 مساءً

أكد نائب الأمين العام في جمعية عناية الصحية، مشاري محمد بن دليلة، أن التاريخ يثبت أن الأمم والدول التي امتلكت القوة والتأثير، كان أحد أهم أسرار نهضتها هو الاستثمار في المعرفة والابتكار، وهو استثمار يترك أثرًا عميقًا في النمو والرقي.

وأوضح أن إدارة المعرفة ليست مفهومًا حديثًا، بل تعود جذورها إلى العصور القديمة حين تناول أفلاطون هذا المصطلح في مؤلفاته، مشيرًا إلى أن المعرفة تتكون من البيانات والمعلومات والعلم والحكمة، وتُعرّف ببساطة بأنها معلومات مجمّعة ومنظمة تقود إلى الحلول والخبرة والسلوك الفعّال.

وبيّن أن المعرفة تنقسم إلى عدة أنواع، منها الصريحة التي تشمل الحقائق والوثائق، والضمنية المتمثلة في خبرات ومهارات الأفراد، والإجرائية التي تركز على الأداء والإجراءات، والمفاهيمية المعنية بالنظريات والعلاقات، والتجريبية القائمة على الملاحظة والتجربة. كما تشمل المعرفة الحسية المكتسبة عبر الحواس، والفلسفية المبنية على التأمل وحل المشكلات، والعلمية التي تعتمد على الملاحظة وصياغة الفروض والتنبؤ والتحكم بالنتائج.

وأشار إلى أن مصادر المعرفة متعددة، منها الداخلية مثل الدراسات والبحوث والخبرات المتراكمة وقواعد البيانات وورش العمل، والخارجية كالمكتبات والجامعات والمنافسين والموردين ومراكز الأبحاث ووسائل الإعلام. وعندما تُستثمر المعرفة بذكاء على مستوى الفرد أو المنظمة أو الدولة، تكون النتيجة مبهرة واستثنائية، لأن من يملك المعلومة يملك القوة والسيطرة.

وأضاف أن المعرفة هي البوابة الرئيسة للإبداع والابتكار والاختراع، فالإبداع هو توليد الأفكار الجديدة، والابتكار هو تحويل هذه الأفكار إلى واقع ملموس، أما الاختراع فهو إنتاج شيء غير مسبوق. وأكد أن المنظمات التي تتقن إدارة المعرفة والابتكار تحقق غالبًا ميزة تنافسية تنعكس على الإنتاجية والأرباح، وتمكّنها من تلبية احتياجات عملائها ومواجهة التحديات.

وحذّر من أن أكبر عائق للتقدم هو الاكتفاء بالفكر التقليدي دون الاستفادة من المعارف والبحوث الحديثة، لافتًا إلى أن المنظمات التي لا تطور منتجاتها وابتكاراتها، حتى وإن كانت متصدرة السوق، قد تجد نفسها في تراجع وخروج من المنافسة.

واختتم بالتأكيد على أن رؤية المملكة 2030 أولت اهتمامًا كبيرًا بالمعرفة والابتكار واستثمار البيانات، ما انعكس خلال السنوات الخمس الأولى في دفع عجلة التنمية وتعزيز مكانة الوطن. وخلص إلى أن الاستثمار الذكي في المعرفة والابتكار، بمختلف أبعادها، هو السبيل لصناعة الأثر المستدام على مستوى الفرد والمنظمة والمجتمع.

أخبار متعلقة :