معاليه أدوميم (الضفة الغربية)، تل أبيب - وكالات: قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن العمل سيبدأ في مشروع استيطاني مؤجل منذ فترة طويلة سيقسم الضفة الغربية ويفصلها عن القدس الشرقية، في خطوة وصفها مكتبه بأنها "ستدفن" فكرة إقامة دولة فلسطينية.
وقال سموتريتش، وهو نفسه من المستوطنين، وهو يقف في موقع المشروع الاستيطاني المزمع في معاليه أدوميم إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب أيدا إحياء مخطط إي1، ومع ذلك لم يرد أي تأكيد بعد من أي منهما.
وأوضح سموتريتش لرويترز أن الخطة ستدخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء.
وقال سموتريتش "كل من يسعى في العالم للاعتراف بدولة فلسطينية اليوم سيتلقى ردنا على أرض الواقع. ليس بالوثائق ولا بالقرارات ولا بالتصريحات، بل بالحقائق. حقائق المنازل، حقائق الأحياء السكنية".
وأوقفت إسرائيل خطط البناء في معاليه أدوميم في عام 2012، ومرة أخرى بعد استئنافها في 2020، بسبب اعتراضات من الولايات المتحدة وحلفاء أوروبيين وقوى عالمية أخرى اعتبرت المشروع تهديداً لأي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين.
وفي بيان بعنوان "دفن فكرة دولة فلسطينية"، قال المتحدث باسم سموتريتش إن الوزير وافق على خطة بناء 3401 منزل لمستوطنين إسرائيليين بين مستوطنة قائمة في الضفة الغربية وبين القدس.
وفي معاليه أدوميم، قال سموتريتش لرويترز إن الخطة ستدخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء.
وقال سموتريتش "من يريدون اليوم الاعتراف بدولة فلسطينية سيتلقون ردّنا على الأرض، عبر أفعال ملموسة: منازل، أحياء، طرق وعائلات يهودية تبني حياتها".
وأضاف "في هذا اليوم المهم، أدعو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)، والتخلي نهائياً عن فكرة تقسيم البلاد، وضمان أنه بحلول أيلول لن يكون أمام القادة الأوروبيين المنافقين ما يمكنهم الاعتراف به".
وتابع "إذا اعترفتم بدولة فلسطينية في أيلول، فسيكون ردّنا تطبيق السيادة الإسرائيلية على جميع أجزاء يهودا والسامرة، ولن يبقى أمامكم أي شيء لتتصوروه".
وجاءت مواقف سموتريتش خلال مؤتمر صحافي نظمه المجلس الإقليمي للمستوطنات "يشع" في مستوطنة "معاليه أدوميم"، إحدى المستوطنات الكبرى في الضفة الغربية، لشرح التقدم في مشروع E1 الذي يقع بينها وبين القدس.
وقال سموتريتش، إن "إعادة الاستيطان في قطاع غزة شرط للانتصار في الحرب"، مؤكداً أن ذلك "سيُسقط نهائياً فكرة الدولة الفلسطينية".
وأضاف سموتريتش أن على الحكومة "فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية"، مشيراً إلى أن كل الخطوات الجارية هناك "تتم بالتنسيق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وبدعم كامل من الإدارة الأميركية".
وشدد على ضرورة "الحسم في غزة وهزيمة حماس في معاقلها الأخيرة"، مؤكداً أن استعادة المخطوفين يجب أن تكون "دفعة واحدة وليس عبر صفقات جزئية".
وتابع أن حكومة نتنياهو "مهمة وحققت إنجازات كبيرة"، مضيفاً إن "أي دعم لإقامة دولة فلسطينية هو بمثابة انتحار لإسرائيل".
وقال سموتريتش إن "إقامة دولة فلسطينية تشكل خطراً وجودياً على إسرائيل، الدولة اليهودية الوحيدة في العالم"، مضيفاً أن الضفة الغربية "جزء من أرض إسرائيل بوعد إلهي"، وأن رئيس الحكومة نتنياهو يدعمه في هذا التوجه.
وكشف سموتريتش عن خطط لمصادرة آلاف الدونمات واستثمار مليارات الشواكل، بهدف إدخال مليون مستوطن جديد إلى الضفة، في إطار ما وصفه بـ"البناء اليهودي المتواصل للقضاء على حلم الدولة الفلسطينية".
وختم سموتريتش بالقول: "مستقبلنا لا تحدده مواقف الغرباء، بل يصنع بما يفعله اليهود على أرض إسرائيل".
وانتقدت منظمة "كسر الصمت" الإسرائيلية، وهي منظمة حقوقية أسسها جنود إسرائيليون سابقون، سموتريتش واتهمته بتشجيع النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية بينما ينصب اهتمام العالم على الحرب في غزة.
وقالت "هذا الاستيلاء على الأراضي والتوسع الاستيطاني لن يؤدي فقط إلى مزيد من تفتيت الأراضي الفلسطينية، بل سيزيد من ترسيخ الفصل العنصري".
من جهتها، قالت حركة "السلام الآن"، التي ترصد النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، إنه لا تزال هناك خطوات مطلوبة قبل البناء مثل موافقة مجلس التخطيط الأعلى الإسرائيلي. ولكن إذا تمت كل الخطوات، يمكن أن تبدأ أعمال البنية التحتية خلال بضعة أشهر، ويبدأ بناء المنازل في غضون عام تقريباً.
وأضافت الحركة في بيان "خطة إي1 تهدد مستقبل إسرائيل وأي فرصة لتحقيق حل الدولتين سلمياً. نحن نقف على حافة الهاوية، والحكومة تدفعنا للأمام بأقصى سرعة".
وهذا المشروع الاستيطاني الاستراتيجي والمسمى E1 سيقطع الضفة الغربية شطرين وسيَحول نهائياً دون قيام دولة فلسطينية تتسم بتواصل جغرافي، بحسب معارضيه.
أخبار متعلقة :