الكويت الاخباري

الحرب التجارية.. اتهامات بالاستقواء على العالم لكن باب التفاوض «مفتوح» - الكويت الاخباري

تبادلت الصين وأمريكا الاتهامات بممارسات تجارية غير عادلة خلال اجتماع غير رسمي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الأربعاء وسط تصاعد حربهما التجارية وفي إطار مساعي كل منهما لتصوير الآخر كطرف يمارس الاستقواء على العالم.
وطلبت بكين عقد الاجتماع لمناقشة «تأثير الاستقواء والسياسات الأحادية على العلاقات الدولية» في إطار سعيها إلى موقف متشدد تجاه واشنطن بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جمركية مرتفعة على السلع الصينية.
وقال مبعوث الصين لدى الأمم المتحدة فو كونغ إن الرسوم الأمريكية تضع «مصالح الولايات المتحدة فوق المصلحة المشتركة للمجتمع الدولي».
وقال فو «لا يمكننا السماح لمن يملك قوة أكبر بفرض الأشياء... الاستقواء على الضعفاء والتهديدات والإكراه وفرض الإرادة على الآخرين لن يحظى بتأييد شعبي وسيؤدي في النهاية إلى نتائج عكسية».
ووصفت واشنطن الاجتماع الذي طلبته بكين بأنه «مناورة استعراضية» تفتقر إلى الجوهر والمصداقية. واتهمت ممثلة الولايات المتحدة تينغ وو الصين باتباع ممارسات تجارية أحادية الجانب وغير عادلة تضر باقتصادات السوق حول العالم.
وقالت «تدعي الصين أنها دولة نامية، بينما تستغل في الوقت نفسه مشاريعها التنموية ووضعها كدولة مانحة للاستقواء على الأعضاء من الدول النامية».
وأضافت «كفى (عند هذا الحد). الرئيس ترامب يعيد تشكيل البيئة التجارية بحيث لا تستطيع الصين استغلال الوضع».

الباب مفنوح


ورغم ذلك، أكدت الصين أن الباب «مفتوح» لإجراء محادثات تجارية مع واشنطن، متلقفة إشارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أكد إمكان خفض الرسوم الجمركية المفروضة على بكين «بشكل كبير».
منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية إضافية نسبتها 145 في المئة على العديد من المنتجات الصينية.
وتشمل الرسوم تلك التي فُرضت بداية على خلفية دور الصين المفترض في سلاسل إمداد الفنتانيل ولاحقا على خلفية ممارسات تعتبرها واشنطن غير منصفة.
وردّت بكين بفرض رسوم جمركية مضادة نسبتها 125 في المئة على المنتجات الأميركية، لكنها شددت الأربعاء على أنها مستعدة للدخول في محادثات تجارية.
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية غوو جياكون في مؤتمر صحافي في بكين إن «الصين أشارت منذ البداية إلى أن أي طرف لن يخرج منتصرا في الحروب التجارية وحروب الرسوم الجمركية»، مضيفا أن «الباب مفتوح على مصراعيه أمام المحادثات».

الموعد النهائي


ومساء الأربعاء، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض إنّ الموعد النهائي لخفض الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها على الصين «رهن» ببكين، مؤكّدا في الوقت نفسه أن إدارته على تواصل «يومي» مع الصين.
وأضاف الرئيس الأميركي «أتّفق بشكل جيّد جدا مع الرئيس شي (جين بينغ) وآمل أن نتمكّن من التوصّل إلى اتفاق».
من جهته، قال ستيفن ميران المستشار الاقتصادي لترامب «أنا متفائل بأنّنا سنتوصل إلى اتفاق مع الصين، وأنا متفائل بأنّنا سنتمكّن من تهدئة الأمور قليلا».
وأتى تصريح ترامب بعد أن حذّر شي الأربعاء من أنّ الحروب التجارية «تقوّض الحقوق المشروعة لكل البلدان ومصالحها وتضر بالنظام التجاري المتعدد الأطراف وتؤثر على النظام الاقتصادي العالمي».
وأتى رد الفعل الصيني بعدما أقرّ ترامب بأن نسبة 145 في المئة «مرتفعة جدا»، لافتا إلى أنها «ستُخفض بشكل كبير».
وقال «لن تكون قريبة إطلاقا من هذا الرقم» لكنها «لن تكون صفرا» أيضا.
وأضاف «في نهاية المطاف، يتعيّن عليهم التوصل إلى اتفاق».
وجاءت تصريحاته بعدما قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أثناء مناسبة مغلقة الثلاثاء إن الرسوم الجمركية ترقى إلى حظر تجاري متبادل.
وأفاد الوزير بأنه يتوقع خفضا في التصعيد في المستقبل القريب، بحسب مصدر كان حاضرا.
ومن شأن تطور مماثل أن يخفف الضغط عن الأسواق بعض الشيء، بحسب ما أفاد خلال مناسبة استضافها مصرف «جي بي مورجان تشيس»، لم تكن مفتوحة للصحافة.

«أداء جيّد جدا»


وأفاد بيسنت بأنه ما زال هناك الكثير من العمل الذي ينبغي التعاون مع بكين بشأنه في نهاية المطاف، بينما شدد على الحاجة إلى تجارة منصفة وقال إن على الصين العمل على إعادة موازنة اقتصادها.
وأكد وزير الخزانة على أن الهدف ليس فك الارتباط مع الصين، لافتا إلى أن حجوزات الحاويات بين البلدين تراجعت أخيرا مع تفاقم حدة التوترات التجارية.
وقالت الناطقة بالسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحافيين إن واشنطن «تبلي بلاء حسنا في ما يتعلّق بالتوصل إلى اتفاق تجاري محتمل مع الصين».
ومساء الأربعاء، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض إنّه لا ينوي حاليا خفض الرسوم الجمركية على واردات بلاده من السيارات، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه قد يلجأ إلى زيادة الرسوم الجمركية على السيارات الكندية.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز الأربعاء أنّ ترامب يدرس إعفاء مكوّنات تستخدم في صناعة السيارات من الرسوم الجمركية من أجل تخفيف الضغوط على قطاع صناعة السيارات في بلاده.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء المال وحكام المصارف المركزية من مختلف بلدان العالم في واشنطن هذا الأسبوع بينما تتركز الأنظار على التقدّم في المحادثات التجارية على الهامش في وقت تحاول البلدان التعامل مع رسوم ترامب الجمركية واسعة النطاق.
وأجرى وزير الخارجية الصيني وانغ يي أيضا اتصالات هاتفية مع نظيريه البريطاني والنمساوي الثلاثاء، داعيا المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى العمل مع بكين لحماية التجارة الدولية.
وتتطلع اليابان أيضا، بحسب تقارير، إلى الزيارة الثانية التي يجريها موفدها المسؤول عن الرسوم الجمركية ريوسي أكازاوا إلى واشنطن الأسبوع المقبل، بينما ذكرت وسائل إعلام محلية أن طوكيو تفكّر في تقديم تنازلات لإرضاء ترامب.

اتفاقات


وقال مدير المجلس الاقتصادي بالبيت الأبيض كيفن هاسيت إن الممثل التجاري الأمريكي سيعقد 14 اجتماعا هذا الأسبوع مع وزراء تجارة من دول أخرى تسعى للتوصل إلى اتفاقات بشأن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة.
وأضاف هاسيت خلال مقابلة مع فوكس نيوز أن الممثل التجاري الأمريكي تلقى 18 عرضا مكتوبا من وزراء تجارة من دول أخرى.

الحليف الياباني


في السياق، أفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية يوم الخميس بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخطرت الوفد التجاري الياباني بأنها لا تستطيع منح اليابان معاملة خاصة بشأن الرسوم الجمركية، وذلك ردا على طلب من طوكيو خلال المفاوضات الوزارية التي أجريت في وقت سابق من الشهر الجاري.
ونقل التقرير عن عدة مصادر حكومية القول إن وزير الاقتصاد الياباني ريوسي أكازاوا طالب خلال المحادثات بمراجعة الرسوم الجمركية على السيارات والصلب، لكن الجانب الأمريكي قال إنه «لا يستطيع منح معاملة خاصة لليابان وحدها».
وورد في التقرير أن أكازاوا يعتزم المطالبة بمراجعة الرسوم مرة أخرى في المفاوضات المقبلة وتأكيد إدراجها موضوعا للمناقشة.
وقالت قناة أساهي التلفزيونية يوم الأربعاء إن أكازاوا قد يتوجه إلى الولايات المتحدة للمشاركة في الجولة الثانية من محادثات الرسوم الجمركية في وقت قريب قد يكون 30 أبريل نيسان.

الجانب الأوروبي


على الصعيد الأوروبي، قال مفوض الاقتصاد فالديس دومبروفسكيس في واشنطن إن الاتحاد الأوروبي يفضل التوصل إلى حل تفاوضي مع الولايات المتحدة بشأن التجارة، ولكن إذا لم تؤت المناقشات ثمارها، فإن التكتل سيرد بإجراءات مضادة.
وأضاف دومبروفسكيس، خلال حديث له في اجتماع الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، أن الاتحاد الأوروبي عرض بالفعل شراء كميات أكبر من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي وتقليل الرسوم على بعض السلع، مضيفا أن بروكسل تأمل في الحصول على مزيد من الوضوح من واشنطن بخصوص توقعاتها.
وتابع أن التكتل لا ينوي التخلي عن شراكة تعتبر الأقرب والأهم، وهي علاقته مع الولايات المتحدة، التي تقدر قيمتها في المجال الاقتصادي والتجاري بحوالي 9.5 تريليون دولار.
وقال «الاتحاد الأوروبي يتمسك بشراكاته الحالية وينوي تعميقها، لكننا سنعقد أيضا شراكات جديدة في أنحاء العالم لتعزيز أمننا الاقتصادي الداخلي».
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يتمتع بصفة الشريك التجاري الموثوق به، وسيستمر في ذلك.
وقال إن التكتل المكون من 27 دولة لديه بالفعل اتفاقيات تجارية مع 76 دولة، كما اختتم مؤخرا محادثات لشراكات جديدة أو لتحسين شراكات قائمة بالفعل مع المكسيك وسويسرا وأربع دول في أمريكا الجنوبية في مجموعة السوق المشتركة لدول أمريكا الجنوبية (ميركوسور)، ويواصل التفاوض مع الهند وتايلاند والفلبين وإندونيسيا، وأطلق محادثات تجارية مع الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف «تسعى هذه الاتفاقيات التجارية إلى إقامة شراكات تعود بالفائدة على الطرفين، تكون موثوقة ومستندة إلى قواعد».
ويتجنب المسؤولون الأوروبيون استخدام تعبيرات قاسية في ردودهم على انتقادات حادة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأبرزوا الحاجة إلى علاقات تجارية موثوقة ومستدامة.
في العاشر من أبريل/ نيسان، قرر الاتحاد الأوروبي تعليق أولى الإجراءات المضادة ضد الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب لمدة 90 يوما لكن أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية أكدت أن جميع الخيارات لا تزال متاحة بشأن الإجراءات المضادة. 

أخبار متعلقة :