الكويت الاخباري

سكان مدينة غزة بانتظار معجزة تنهي معاناتهم وتجنبهم التهجير والتدمير - الكويت الاخباري

 

كتب عيسى سعد الله:


بدأ المواطنون في مدينة غزة، والنازحون فيها، يدركون أن لا شيء يمكن أن يجنب مدينتهم الدمار، ويجنبهم النزوح ثم التهجير، سوى معجزة في زمن انتهت فيه المعجزات.
ومع إصرار الاحتلال على المضي في خططه العسكرية العميقة لاحتلال مدينة غزة وتدميرها، أسوة ببلدات ومدن جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا وخان يونس ورفح، ورفضه أي حلول سلمية أخرى، بدأ الأمل يتلاشى لدى المواطنين بإمكانية تجنيبهم هذا الخيار الكارثي.
وتسيطر حالة من الإحباط واليأس الشديدين على أكثر من مليون ومئتي ألف مواطن يسكنون وينزحون في غرب ووسط مدينة غزة، التي باتت الهدف القادم لآلة الحرب الإسرائيلية المدمرة، التي نجحت حتى اللحظة، في تدمير معظم المدن والتجمعات العمرانية والسكنية في قطاع غزة منذ بداية العدوان في السابع من تشرين الأول 2023.
ويراقب المواطنون بشدة الأخبار، إذ يتطلعون لسماع أخبار تحمل لهم البشرى بوقف المقتلة أو تأجيلها على الأقل، كما قال المواطن محمود الهالول، الذي بدا أكثر تشاؤماً بعد إعلان الاحتلال مساء أول من أمس، عن إدخال الخيام إلى منطقة رفح التي تسيطر عليها قوات الاحتلال، بهدف إسكان النازحين من مدينة غزة.
وأضاف: على ما يبدو أصبح الكابوس أمراً واقعاً، وسنغادر جميعاً مدينة غزة خلال أيام.
واعتبر الهالول أن هذا السيناريو هو الأخطر والأكثر سوءاً في حياته، مبيناً أنه من الصعب بل من المستحيل عليه أن يكرر تجربته في مقاومة النزوح التي مر بها منذ بداية العدوان، حيث نجح في البقاء والصمود في شمال غزة رغم ما تعرض له من عمليات تدمير وقتل وتشريد لأكثر من ثلثي سكانه.
وأشار إلى أن أساليب قوات الاحتلال للتعامل مع المواطنين اختلفت منذ بدء تنفيذه خطة الجنرالات مطلع شهر تشرين الأول الماضي في محافظة شمال غزة، حيث تعمدت قتل جميع مَن تبقى في المحافظة ورفض النزوح منها.
فيما توقع المواطن سامي النجار أن تستجيب الغالبية العظمى من المواطنين لأوامر الإخلاء بشكل فوري، لتجنب تعرضهم للمجازر كما حدث في اجتياح جباليا خلال الشهرين الماضين، عندما قصفت قوات الاحتلال المنازل فوق رؤوس ساكنيها الذين حاولوا مقاومة النزوح وأوامر الإخلاء.
وأوضح النجار، الذي نجا وأسرته في اللحظات الأخيرة من الموت المحقق بعد مغادرتهم منزلهم الواقع في جباليا قبل قصفه بدقائق، أنه من الصعب جداً على المواطنين تكرار التجربة المريرة في جباليا وغيرها من المناطق التي تعرضت للتدمير.
وبيّن النجار أن الأمل بدأ يتلاشى بإمكانية تجنب مدينة غزة سيناريو جباليا ورفح وبيت حانون، بسبب إصرار الاحتلال على فرض شروط تعجيزية ورفضه الانصياع للضغوط الدولية والمبادرات التي يقدمها الوسطاء للتوصل على الأقل لهدنة مؤقتة، تمنح المواطنين فرصة لالتقاط الأنفاس.
فيما اعتبر المواطن إحسان اسليم أن قطاع غزة بحاجة إلى معجزة لإنقاذه من المقتلة والمجزرة المقبلة "التي تنوي أميركا وإسرائيل تنفيذها في مدينة غزة". وقال: لا نعلم ما الذي سنفعله خلال الأيام القادمة، فالجميع هنا في وضع لا يحسدون عليه، ولا يعرفون ماذا سيفعلون.
ولفت إلى أن العدد الهائل المرشح للنزوح من مدينة غزة، إذا ما قرر الاحتلال تنفيذ تهديداته، سيؤدي إلى كارثة إنسانية محققة لعدم قدرة أي مكان على استيعابهم.
ولم يخفِ اسليم رغبته الشديدة في السفر خارج القطاع إذا ما أتيحت له الفرصة، داعياً إلى "فتح معبر رفح أمام الذين يرغبون في مغادرة القطاع وتجنب أهوال يوم القيامة التي تنتظرهم خلال قادم الأيام".
وطالب العالم خاصة العالم العربي، إلى التدخل بقوة من أجل حماية سكان قطاع غزة.

 

أخبار متعلقة :