أثارت دراسات حديثة تساؤلات حول ما إذا كانت المشروبات شديدة السخونة قد تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان المريء، مما يدفع عشاق الشاي والقهوة إلى التساؤل عن سلامة هذه العادة اليومية.
وفي هذا السياق وعما إذا كانت المشروبات الساخنة قد تسبب السرطان، قال استشاري جراحة الأورام بمستشفيات KIMS في ثين بالهند، الدكتور هيتيش سينغهافي، لموقع «only my health»: «المشكلة ليست في القهوة أو الشاي بحد ذاتهما، بل في درجة الحرارة العالية، ففي عام 2016، صنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، المشروبات شديدة السخونة (65 درجة مئوية/149 فهرنهايت فأعلى) على أنها ربما مسرطنة للإنسان، ووضعتها في الفئة 2A، إلى جانب أمور مثل اللحوم الحمراء أو دخان الحطب الداخلي».
وأكد في هذا الإطار، أن السبب ليس المشروب نفسه، بل تأثير درجة الحرارة العالية على بطانة المريء، مشيرًا إلى أن تصنيف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان يعكس قوة الأدلة وليس بالضرورة مدى الخطورة في الحياة اليومية.
وتتركز معظم الدراسات البشرية في مناطق مثل أمريكا الجنوبية (حيث يُشرب الـ«ماتيه» ساخناً)، وبعض أجزاء آسيا والشرق الأوسط، حيث يستهلك الناس مشروبات شديدة السخونة تقليدياً.
وتشير تحليلات شاملة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون طعاماً أو مشروبات ساخنة بانتظام لديهم احتمالية أعلى بنسبة 60% للإصابة بسرطان المريء الحرشفي، مع نسبة مخاطر نحو 1.6 للمشروبات الساخنة مقارنة بالمشروبات الدافئة أو الباردة.
وفي دراسة بريطانية شملت نحو نصف مليون مشارك، تبين أن من يفضلون الشاي أو القهوة شديدة السخونة لديهم معدل إصابة أعلى بسرطان المريء الحرشفي، وهذا الارتباط ازداد بشكل تدريجي بغض النظر عن نوع المشروب.
وفي عام 1991، صنفت الوكالة الدولية القهوة في الفئة 2B (ممكن أن تكون مسرطنة)، لكن بعد مراجعة أكثر من 1000 دراسة، تم إزالتها من القائمة لعدم وجود أدلة كافية.
وأشار الدكتور «سينغهافي» إلى دراسة صينية وجدت أن شرب الشاي بدرجات حرارة عالية يرتبط بزيادة مخاطر سرطان المريء، خصوصا عند دمجه مع التدخين أو استهلاك الكحول المفرط، لكن هذه الدراسة اعتمدت على تقارير ذاتية قد تكون غير دقيقة.
وأوضح أن الفكرة هي أن تناول السوائل شديدة السخونة بشكل متكرر قد يسبب حروقاً دقيقة أو تلفاً في بطانة المريء، وعندما يحل الجسم محل الخلايا التالفة باستمرار، تزداد احتمالية تحول هذه المناطق إلى آفات سرطانية.
وأظهرت تجارب على الحيوانات في دراسة عام 2021 أن الماء الساخن (70 درجة مئوية) يزيد من انقسام الخلايا والآفات ما قبل السرطانية.
وتابع: ليس بالضرورة أن نشعر بالقلق حيث لا توجد أدلة قوية تثبت أن المشروبات الساخنة وحدها تسبب السرطان، خصوصا في السياق الغربي حيث يكون سرطان المريء الغدي (وليس الحرشفي) أكثر شيوعاً، وفقاً لمركز ميموريال سلون كيترينغ للسرطان، فهناك عوامل أخرى مثل التدخين، استهلاك الكحول المفرط، السمنة، والارتجاع الحمضي تشكل مخاطر أكبر بكثير».
ونصح الطبيب الهندي بعدة تعليمات لتناول المشروبات الساخنة بأمان:
- ترك المشروب يبرد: الانتظار دقيقة أو التحريك قد يخفض درجة الحرارة 10-15 درجة مئوية.
- اختيار درجة حرارة دافئة بدلاً من شديدة السخونة: تجنب المشروبات التي تزيد على 65 درجة مئوية.
- تناول رشفات صغيرة: تجنب شرب كميات كبيرة من السوائل شديدة السخونة لتقليل تأثيرها على المريء.
- التركيز على عوامل الخطر الرئيسية مثل الإقلاع عن التدخين وتقليل الكحول، وهي أكثر تأثيراً على مخاطر السرطان.
واختتم الطبيب الهندي تصريحاته قائلاً: «هناك ارتباط محتمل بين المشروبات شديدة السخونة وسرطان المريء الحرشفي، لكن المشكلة تكمن في درجة الحرارة وليس المشروب، كما تزداد المخاطر مع درجات الحرارة العالية (65 درجة مئوية فأكثر) وكميات كبيرة على مدى طويل، خصوصا مع عوامل مثل التدخين والكحول».
أخبار ذات صلة
أخبار متعلقة :