الكويت الاخباري

الطفلتان ماريا وأنسام محاصرتان بالجراح واليتم والحرمان من العلاج - الكويت الاخباري

 

كتب خليل الشيخ:

 

تضع الطفلة ماريا معاذ ريحان يدها على كتف شقيقتها الصغرى "أنسام" التي تسير على عكازتين وتخطوان معاً بين الركام وأزقة الخيام في صورة تجسد حاجة الطفلتين الشقيقتين لمساندة بعضهما في مواجهة مستجدات الحياة.
ماريا (11 عاماً) فقدت بصرها بشكل شبه كامل ولم تعد ترى أمامها لكنها قادرة على السير، بينما تعجز شقيقتها عن السير اثر اصابتها بشظايا صاروخية في ساقيها، وبحاجة لمساندة عكازتين لكنها تستطيع أن ترى وتكون عيناً لشقيقتها الكبرى.
الطفلتان ريحان هما الناجيتان من الأسرة (والداهما واشقائهما) تعرضت لقصف منزلها في جباليا قبل عدة أسابيع بينما تقيمان في خيمة بظروف مأساوية لدى جدهما في مدينة غزة.
تقول ماريا إنها فقدت بالكامل عينها اليسرى واصيبت الثانية بجروح بالغة ولم تعد ترى سوى بنسبة ضئيلة جداً وأنها لن تبصر مرة أخرى إلا إذا وجدت فرصة علاج بالخارج.
وأضافت لـ"الأيام" إنها أصيبت بحروق تسببت بندوب في مختلف انحاء جسدها، كما تعاني من وجود شظية في قلبها، مؤكدة حاجتها للعلاج والمتابعة.
بدت الطفلة ماريا حزينة وهي تعبر عن حلمها الوحيد بعد موت عائلتها وقالت : أنا حلمي الوحيد اني أرجع أشوف، والحمد لله انو ضلت اختي الصغيرة معاي عشان تسندني.
واستذكرت الطفلة بعضاَ من تفاصيل قصف المنزل الذي كانت به عند استهدافه قائلة "كنا قاعدين ببيت خالي مع كل اهلي وفجأة انقصف المنزل وصرت ابكي وانادي على ابوي وامي، واختي صارت تصرخ كمان بس محدش رد علينا"، "ابوي وامي واخوي واختي الكبيرة كلهم استشهدوا ومضلش الا انا واختي انسام" قالت الطفلة بقلب موجوع وبصوت باكي.
أما شقيقتها أنسام (عشرة أعوام) فتعاني من كسور في ساقها اليمنى بينما تئن من حروق بالغة في ساقها اليسرى، ما جعلها لا تستطيع السير عليهما إلا باستخدام عكازتين تلازمانها منذ أن خرجت من المستشفى بعد إصابتها بعدة أيام.
كما تعاني من وجود شظية في الرأس وتنتظر عملية جراحية معقدة لإخراجها تفادياً لمضاعفات مستقبلية، بحسب ما أبلغها الأطباء والمقربون.
قالت أنسام لـ"الأيام": نفسي تخلص الحرب ونطلع نتعالج برات غزة، انا اتعالج من الشظية في رأسي وأعالج رجليّا وكمان اختي تتعالج لعينيها وان شاء الله بصير امشي وهي بتصيير تشوف".
لم تكن الجروح وحدها التي تسبب الألم لهاتين الطفلتين، فاليتم والمجاعة والحرمان نال منهما الكثير، فهما تعانيان من الجوع وندرة الطعام المناسب لطفلتين جريحتين.
أضافت أنسام "ياريت نشفى من كل اللي فينا ونصير نتعلم وندرس بالمدرسة وكمان نلاقي اكل كويس".
نجت الطفلتان بأعجوبة من القصف الدامي الذي افقدهما أسرتهما وباتتا يتيمتين بلا أي معيل سوى جدهما الطاعن في السن، وتحاول الطفلتان النجاة مرة أخرى من الظروف المأساوية وسط سيل من الحرمان من كل مقومات الحياة الكريمة.
وأعربت الطفلتان عن أملهما في إيجاد يد المساعدة من أجل الخروج من القطاع للعلاج والبحث عن حياة أفضل حتى يمكنهما تجاوز حالة اليتم والحرمان.
وقدرت أوساط طبية مطلعة وجود آلاف الأطفال الجرحى الذين ينتظرون فرصة لتلقي العلاج خارج القطاع، بعد أن انهار القطاع الصحي بداخله.

 

أخبار متعلقة :