في تحوُّل نوعي يعكس مستقبل العمل الجمركي، وتسهيل التجارة عبر خدمات رقمية مبتكرة، أعلنت «جمارك دبي» أن منصة الجيل الجديد لتصنيف البضائع، «المنسق 2.0»، تقلص زمن تصنيف البضائع من يوم إلى ثانيتين وشهدت نسبة تبني الاستخدام 86% مقارنةً بأدوات التصنيف التقليدية.
وقامت 117 دولة حول العالم بتحميل المنصة المبتكرة التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة والتكامل مع منصات سلاسل الإمداد العالمية، ما جعلها تتفوق على الأنظمة التقليدية وتعيد رسم خريطة التعامل الجمركي.
وأطلقت «جمارك دبي» منصة «المنسق 2.0» فـي يناير/ كانون الثاني 2025، ليمثل خطوة غير مسبوقة فـي عملية تصنيف البضائع وفق رمز النظام المُنسق، (HS Code)، بالاعتماد على البرامج المتطورة للذكاء الاصطناعي محققةً دقة تنبؤ عالية ويُترجم هذا التطور في الجيل الجديد من الخدمات والإجراءات الجمركية إلى تخليص أسرع وتقليل الأخطاء وتحسين كبير في الامتثال على جميع المستويات، حيث يتيح التطبيق التعرف إلى كافة المعلومات الخاصة بالسلعة ووصفها ونسبة الرسوم الجمركية عليها وحالة المنع والقيد.
جيل جديد من الذكاء الاصطناعي
قال الدكتور عبد الله بوسناد، مدير عام (جمارك دبي): «هذه المنصة الرقمية المبتكرة لا تمثل فقط تطويراً تقنياً، بل هي إعادة تصميم كامل للمنظومة الجمركية التي تعتمد على الجيل الجديد فـي التقنيات الحديثة للذكاء الاصطناعي، رؤيتنا واضحة نحو قيادة التحولات الرقمية في العمل الجمركي لتحقيق السرعة والكفاءة والامتثال، استراتيجيتنا تهدف إلى ترسيخ موقع دبي على مؤشرات التنافسية العالمية وتعزيز مكانتها الرائدة في التجارة العالمية بما يحقق مستهدفات أجندتها الاقتصادية، وفق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، بالعمل على زيادة قيمة تجارة دبي الخارجية وأن تكون ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم.
وأضاف: «خطة الدائرة لتسريع تبني استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في العمل الجمركي تسير على النحو المخطط لها، لقد قلَّص «المنسق 2.0» وقت إنجاز خدمة تصنيف البضائع من يوم إلى ثانيتين فقط، ما أدى إلى تصفير البيروقراطية وتمكين تقديم الخدمة بشكل فوري وذكي».
كفاءة ومرونة
فيما قال جمعة الغيث، مستشار المدير العام، المدير التنفيذي للذكاء الاصطناعي فـي (جمارك دبـي): «صُمِّم نظام (المنسق 2.0) بنهج يعتمد على الذكاء الاصطناعي، مع الاستفادة من العنصر البشري للخبراء المسؤولين عن العمليات في تقديم اقتراحات موثوقة وهذا يضمن الكفاءة والمرونة والتعلم المستمر وهي سمات أساسية لكيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي في القطاع العام»، مؤكداً أن هذه الخدمة لا تقتصر على خفض التكاليف على الشركات والجهات الحكومية فقط، بل تدعم أيضاً عمليات تجارية أكثر ذكاءً من خلال تحسين جودة البيانات وتقليل المخالفات وتسريع عملية اتخاذ القرارات ويستفيد موظفو الجمارك والتجار على حد سواء من توصيات آنية وسريعة وموثوقة، ما يعزز زيادة العمليات والعوائد.
وتتوافق المنصة مع كافة الأجهزة الذكية وتتاح عبر متاجر التطبيقات المختلفة، بالإضافة إلى نسخة ويب سريعة الاستجابة للهواتف المحمولة، ما يضمن وصولاً سلساً للمستخدمين حول العالم، كما تم تصميم الصفحة الرئيسية لتوجيه المستخدمين بشكل تلقائي، لاختيار رمز النظام المنسق بكل سهولة ويسر دون أي تعقيدات.
ومنذ إطلاق البرنامج مطلع العام الجاري وحتى نهاية يونيو/ حزيران 2025، تم تحميل التطبيق لأكثر من 9000 مرة في 117 دولة وأنجز أكثر من 56000 طلب لتصنيف البضائع.
أخبار متعلقة :