الكويت الاخباري

الإمارات تضع الذكاء الاصطناعي في صلب استراتيجياتها التنموية - الكويت الاخباري

بينما لا تزال دول العالم تضع خرائطها الأوّلية للتحول الرقمي، تمضي دولة الإمارات بخطى واثقة نحو المستقبل، واضعة الذكاء الاصطناعي في قلب استراتيجياتها التنموية.

وأكد مسؤولو حكومات وشركات ل«الخليج»، على هامش «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي 2025»، أن الذكاء الاصطناعي في الإمارات لم يعد مجرد أداة تقنية، بل أصبح محركاً رئيسياً لإعادة رسم ملامح الخدمات الحكومية، ورافعةً ذكية لقطاعات الأعمال، من الطاقة والنقل إلى الصحة والتعليم.

قال المسؤولون: إن الدولة تتعامل مع المستقبل كما لو أنه واقع معيش، حيث تتوالى المبادرات وتُسابق التقنيات الزمن، حيث تقود ثورة معرفية رقمية غير مسبوقة في المنطقة.

وأضافوا، لم تعد الروبوتات والأنظمة الذكية محصورة في المختبرات، بل أصبحت جزءاً من تجربة المتعامل اليومية، وأداة لصانع القرار في استشراف تحديات الغد، وبوابة عابرة للمستقبل، جعلت من الدولة بيئة نموذجية لتطبيقاته المتقدمة.

فلسفة تقديم

اتفق المتحدثون على أن نجاح تطبيقات الذكاء الاصطناعي يتوقف على جودة البيانات وإدارتها، إن ما تشهده الإمارات اليوم ليس مجرد «تحول رقمي»، بل تحوّل في فلسفة تقديم الخدمات وصناعة القرار، تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتدعمه قيادة طموحة وتشريعات مرنة.

وبينما تتقدم الإمارات بخطى واثقة نحو المستقبل، تبقى تجربتها نموذجاً يحتذى به في كيفية تسخير التكنولوجيا لخدمة الإنسان.

تحول بالخدمات

قال خالد بن كلبان، مدير إدارة الذكاء الاصطناعي في هيئة كهرباء ومياه دبي: إن الهيئة أطلقت خريطة طريق، تهدف إلى أن تصبح أول مؤسسة خدماتية قائمة على الذكاء الاصطناعي عالمياً، عبر دمج هذه التقنية في جميع عملياتها الأساسية، انسجاماً مع استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031.

ويعد «رمّاس»، الموظف الافتراضي المدعوم بالذكاء الاصطناعي وتقنية ChatGPT، أحد أبرز تطبيقات الهيئة في هذا المجال، فمنذ إطلاقه في 2017، أجاب هذا الموظف على أكثر من 10.6 مليون استفسار، حتى نهاية 2024، منها مليونان في عام واحد فقط.

يُقدم «رمّاس» 11 خدمة إجرائية، ويتيح معلومات عن 200 خدمة وخاصية، مما جعله أداة فعالة لتحسين تجربة المتعاملين باللغتين العربية والإنجليزية.

وأضاف بن كلبان: «توسعت الهيئة في استخدام الذكاء الاصطناعي عبر منصة «رمّاس» في العمل»، لدعم قطاعات مثل الإنتاج، والهندسة المدنية، والموارد البشرية، وتبنت الهيئة أدوات«مايكروسوفت كوبايلوت» و«سيكيورتي كوبايلوت»، لتصبح أول جهة حكومية في الإمارات، توظف هذه التقنية لأتمتة سير العمل وتعزيز التعاون المؤسسي.

تفاعل أذكى

أشار زكريا حلتوت، نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في«UiPath»، إلى أن مؤسسات التعليم في دولة الإمارات، بدأت في استخدام الذكاء الاصطناعي وأتمتة العمليات لتخصيص تجربة التعلم، وتخفيف الأعباء الإدارية، حيث قامت إحدى الجامعات في الدولة بأتمتة عمليات القبول والمساعدات المالية، ما أدى إلى تقليص الوقت المستغرق بنسبة تجاوزت 70% وتحسين تجربة الطالب بشكل كبير.

وأضاف، أن المؤسسات التعليمية تتجه نحو استخدام الذكاء الاصطناعي الفاعل (Agentic AI)، لتوفير أدوات تدعم المعلمين والطلاب، عبر رؤى سياقية تعزز اتخاذ القرار داخل الفصول الدراسية.

وأوضح أن مستشفيات بدأت بالفعل في استخدام أدوات مثل «وكيل تلخيص التقارير الطبية»، المعتمد على نماذج Vertex AI وGemini من Google، لتقليل الأعمال الورقية وتمكين الأطباء من التركيز أكثر على المرضى.

وأشار حلتوت، إلى إن المؤسسات في الصحة والتعليم، غالباً ما تواجه «صوامع بيانات» وأنظمة معلومات قديمة.

محتوى تعليمي

أكد نك ماغنسون، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في شركة Qlik، أن التعليم لم يعد مقيداً بالمناهج التقليدية، بل أصبح أكثر تكيفاً مع قدرات كل طالب بفضل نماذج الذكاء الاصطناعي التنبّئِية والتوليدية، التي تقدم محتوى تعليمياً مُصمماً بدقة وفق احتياجات المتعلم.

وأشار إلى أن دمج الذكاء الاصطناعي التنبّئِي والتوليدي، يمكن أن يحدث ثورة في تشخيص الحالات، ووضع خطط العلاج في وقت شبه فوري، لكنه شدد في الوقت نفسه على أهمية الشفافية وبناء الثقة في هذه الأنظمة، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي لا يحل محل الأطباء، بل يعزز من قدراتهم.

وأوضح ماغنسون أن المؤسسات التي تدقق في جاهزية بياناتها وتديرها وفق معايير شفافة، ستكون أكثر قدرة على الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي، وتحقيق نتائج ملموسة على المدى الطويل.

رعاية دقيقة

قال حيدر عزيز، نائب رئيس منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا في«فاست داتا»: إن الذكاء الاصطناعي في الصحة، ينتقل من مرحلة الاستجابة إلى مرحلة التنبؤ، من خلال تحليل التاريخ الطبي والاختبارات التشخيصية، وتقديم خطط علاج مخصصة.

وأضاف أن من أبرز التحديات التي تواجه تبني الذكاء الاصطناعي في هذا القطاع: تشتت بيانات المرضى، وغياب الشفافية في القرارات، وضعف جاهزية البنية التحتية.

وأوضح عزيز، أن شركة فاست داتا تعمل على توفير منصة متكاملة لمعالجة هذه التحديات، من خلال تخزين بيانات صحية متعددة الوسائط وتوفير بيئة تحليلية آمنة وسريعة.

أخبار متعلقة :