الكويت الاخباري

غزة: اتساع رقعة الاعتداء على الممتلكات التجارية والخاصة والمؤسساتية - الكويت الاخباري

 

كتب عيسى سعد الله:

 

توسّعت خلال الساعات الأخيرة رقعة الاعتداءات والسطو على المرافق التجارية الخاصة ومخازن المؤسسات في مناطق متفرقة من قطاع غزة، وبشكل خاص في مدينة غزة، وسط اشتباكات عنيفة بين المعتدين ومسلحي الفصائل.
وشهد حيّا الرمال والنصر ذروة هذه الأحداث، مساء أول من أمس، وأسفر عنها مقتل عدد من المواطنين وإصابة العشرات، بعد اشتباكات دامية في أكثر من مكان وموقع، في أعقاب قيام مجموعات مسلحة بمحاولة الاعتداء والسطو على مخازن تجارية خاصة وأخرى تابعة لمؤسسات، في شوارع الوحدة والثورة والنصر وعمر المختار.
واستنفرت هذه الأحداث عائلات قطاع غزة، التي تسابقت على إصدار بيانات الاستنكار والإدانة لمثل هذه الأحداث، والدعوة إلى وقفها فوراً، كما أعلنت "كتائب القسام" عن نيتها الضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه الاعتداء على الممتلكات العامة أو الخاصة، والمنخرطين بما سمّته الفوضى المدعومة من الاحتلال.
وبدأت ذروة هذه الأحداث، عصر أمس، خلال محاولة مجموعات مسلحة سرقة مخازن عدد من المؤسسات في شارع الثورة، ما دفع عدداً من مسلحي الفصائل للتصدي لهم وملاحقتهم، قبل أن يتعرضوا للقصف من طيران الاحتلال، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم، حسب ما أفاد شهود عيان ومصادر فصائلية.
وتوالت الأحداث في أكثر من مكان سجل خلالها مقتل ستة مواطنين، حسب ما أعلنت بعض الفصائل، إضافة إلى إصابة العشرات.
واشتكى مواطنون، عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، من تعرضهم لاعتداءات شخصية ومحاولات سطو من قبل مسلحين ومواطنين مجهولين في مناطق متفرقة من مدينة غزة.
وعبّر المواطنون عن مخاوفهم من اتساع رقعة الفلتان وظاهرة السطو والاعتداء عليهم، ورفضهم ربطها بما يتعرض له قطاع غزة من مجاعة مميتة، بسبب استمرار الاحتلال بإغلاق المعابر منذ أكثر من شهرين.
ويحاول بعض المشاركين في هذه الأحداث ربطها بالمجاعة ونفاد المواد الغذائية من منازلهم، إلا أن جميع العوائل في قطاع غزة أصدرت بيانات إدانة واستنكار وبراءتها من كل المشاركين في الأحداث.
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية في غزة أن الأجهزة الأمنية والشرطية باشرت ميدانياً بملاحقة من سمّتهم العملاء والمارقين، الذين يقفون ويشاركون في هذه الأحداث، ومعاقبتهم وقطع الطريق أمام محاولاتهم لإثارة الفوضى وترويع الآمنين.
وقالت: إنه أثناء عمل هذه القوات في ملاحقة المنفلتين تعرضت قوة تأمين لاستهداف مباشر وأكثر من مرة من قبل طائرات الاحتلال في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، ما أدى إلى استشهاد ضابط شرطة وطفل وإصابة عدد آخر من القوة الأمنية والمواطنين.
وبدأت هذه الأحداث منتصف الأسبوع الماضي، عندما أقدم مسلحون على السطو على مخازن مطابخ "غزة العزة" الخيرية، التي أسسها رجل الأعمال بشار المصري منذ بداية العدوان، من خلال شركتَي باديكو ومجموعة الاتصالات، وسرقة محتوياتها.
وتوقفت الغالبية العظمى من المطابخ المجتمعية و"التكايا" عن العمل وتوزيع الوجبات الغذائية الساخنة، بعد نفاد مخزونها من المواد الغذائية، كما سبقها بالتوقف أكثر من خمسين مخبزاً كانت تعمل ضمن مشروع إغاثي لتوزيع الخبز على المواطنين بأسعار رمزية، ممول من برنامج الأغذية العالمي.
ويواجه المواطنون مجاعة مميتة حذرت من تداعياتها الكارثية جميع المؤسسات الأممية والدولية والمحلية، بعد نفاد المواد الغذائية لدى المواطنين، ومن مخازن المؤسسات الخيرية.
وشهدت الأسعار ارتفاعات جنونية ووصلت إلى مستويات قياسية، خاصة المواد الغذائية الأساسية كالطحين الذي وصل سعر الكيلو الواحد منه إلى ستين شيكلاً، والسكر إلى تسعين شيكلاً، والأرز ستين شيكلاً، وزيت الطهي ثمانين شيكلاً للتر الواحد، ونحو ثلاثين شيكلاً لكيلو المعكرونة.
فيما تواصل أسعار الخضراوات ارتفاعات ملموسة وصلت إلى أكثر من أربعين شيكلاً لكيلو الباذنجان والكوسا والبصل والفلفل، وخمسة وعشرين شيكلاً لكيلو البندورة، فيما تخلو أسواق قطاع غزة بشكل كامل من جميع أصناف وأنواع اللحوم وكذلك الفواكه.
وأعلنت مصادر طبية في غزة، أمس، وفاة الطفلة جنان السكافي في مستشفى الرنتيسي بغزة بسبب سوء التغذية.
بدورها، قالت منظمة الصحة العالمية: إن الوضع في غزة كارثي في ظل الحصار المستمر منذ شهرين، وأكدت في بيان لها، أمس، أن سكان غزة جائعون، والأطفال ضعفاء بسبب سوء التغذية الذي سيترك آثاراً دائمة على حياتهم.

 

أخبار متعلقة :