الكويت الاخباري

الإمارات مركز لوجستي يربط طرق التجارة العالمية شرقاً وغرباً - الكويت الاخباري

قال طارق هنيدي، نائب رئيس عمليات شركة فيديكس لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، إن دولة الإمارات تعتبر مركزاً لوجستياً حيوياً، يربط طرق التجارة العالمية بين الشرق والغرب، في قلب منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر موطناً لعدد من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم.

أكد طارق هنيدي أنه بفضل الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي تتمتع به الإمارات، إلى جانب العديد من مبادراتها المحفزة، مثل الأجندة الوطنية لتنمية قطاع إعادة التصدير، تبرز أهمية الدولة في تعزيز التجارة عبر الحدود ودفع النمو الاقتصادي الإقليمي، ويلعب قطاع الخدمات اللوجستية دوراً مهماً جداً في دعم هذه الأجندات الوطنية، كما يُسهم بنحو 8% في ناتجها المحلي الإجمالي.

مركز خدمات

أضاف هنيدي: في شهر فبراير/ شباط من العام الماضي 2024، أطلقت الشركة مركزها، ويمثل إطلاقه استثماراً طويل الأمد، يزيد على 1.3 مليار درهم (350 مليون دولار) في اقتصاد الدولة، وذلك من خلال البنية التحتية والتقدم التكنولوجي، التي وفّرناها في مركزنا المتطور في مطار آل مكتوم الدولي «دبي وورلد سنترال». وتعمل هذه المنشأة اليوم كمركز رئيسي لمنطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وإفريقيا، حيث تقوم بتشغيل 69 رحلة أسبوعية للشركة، تربط الإمارات من أو إلى عدد من المطارات في الولايات المتحدة وبلجيكا وفرنسا والهند وهونغ كونغ وإيطاليا وجنوب إفريقيا وكينيا والصين وسنغافورة، وذلك من أجل ضمان التعامل مع الشحنات بطرق أسرع وأعلى كفاءة، وتُسهم الشركة بشكل فعال في أجندة دبي الاقتصادية D33، من خلال استثماراتها المهمة في شبكات الخدمات اللوجستية المتقدمة والمرافق والحلول متعددة الوسائط.

نقل متعدد

أوضح هنيدي: تقدم الشركة خدمات النقل متعدد الوسائط في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يساعد في تمكين الشركات، بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة، ومساعدتها على تجاوز مشاكل سلاسل التوريد المعقدة، إلى جانب تعزيز البنية التحتية للتجارة والخدمات اللوجستية.

ومن خلال دمج خدمات النقل الجوي والبري والبحري بسلاسة، تحت جهة خدمة واحدة متكاملة، تعمل الشركة على تبسيط عمليات الشحن، وبالتالي لا تكون هناك حاجة بالنسبة إلى الشركات للتعامل مع العديد من شركات الشحن.

ويساعد هذا النهج في التقليل من تعقيد العمليات التشغيلية، كما يوفر الوقت، وبالتالي يكون بمقدور العملاء التركيز على نموهم وإحراز المزيد من التوسع في السوق.

وإضافة إلى شبكتنا الجوية الشاملة التي يتم تشغيلها من خلال مركز «فيديكس» في مطار آل مكتوم الدولي، فإننا نقدّم أيضاً خدمات النقل بالشاحنات من خلال شبكة الطرق الخاصة بنا في الشرق الأوسط. وتوفر هذه الشبكة خدمات اقتصادية إقليمية فعالة من حيث التكلفة، وتكون محددة الوقت للشركات، بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، لطرودها وبضائعها غير المستعجلة، التي يتم شحنها بين الإمارات والبحرين والأردن والكويت وعُمان والسعودية.

كما تقدم الشركة خدمة تجمع بين شبكات المحيطات والطرق المعروفة باسم «شحن فيديكس بأقل من حمولة الحاوية ذات الأولوية»، التي تربط منطقة آسيا والمحيط الهادئ بالأسواق الرئيسية في الشرق الأوسط، عبر دولة الإمارات، وصُمّمت هذه الخدمة لتكون أسرع من الشحن البحري وأكثر فعالية من حيث التكلفة من الشحن الجوي، وذلك بالاستفادة من شبكة طرق الشركة في الشرق الأوسط، كونها تعدّ مكوناً أساسياً لتوفير عملية إعادة توزيع سلسة داخل المنطقة.

نمو اقتصادي

بيّن هنيدي: تعتبر الشركات الصغيرة والمتوسطة مهمة جداً لدفع النمو الاقتصادي، حيث تُسهم بأكثر من 63.5% في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في الإمارات، ويُعدّ قطاع الخدمات اللوجستية عامل تمكين لمساعدة الشركات، خاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، لمساعدتها على توسيع نطاق عملها عالمياً والتواصل مع قواعد عملاء جديدة وأكبر.

ومن خلال توفير أدوات رقمية متقدمة ورؤى تعتمد على البيانات وحلول شحن مصممة على حسب رغبة الشركات، تعمل الخدمات اللوجستية على تمكينها من تسهيل العمليات واتخاذ قرارات صحيحة.

وتشكل الشركات الصغيرة والمتوسطة نسبة كبيرة من الاقتصاد الوطني في الإمارات، حيث تمثل أكثر من 94% من إجمالي الشركات، وتوفر فرص عمل لأكثر من 86% من القوى العاملة في القطاع الخاص، ورغم دورها المحوري في الاقتصاد والابتكار، إلا أن محدودية بنيتها التحتية في مجال اللوجستيات، قد تؤثر على قدرتها على التعامل مع زيادة الطلبات الموسمية.

وعلاوة على ذلك، فإن دورها في تعزيز الاتصال، ودعم مرونة سلسلة التوريد من شانه أن يضمن تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من تجاوز تعقيدات التجارة العالمية بكفاءة، والوصول إلى الأسواق التي تعاني من نقص الخدمات، وتلبية المتطلبات المتطورة باستمرار للعملاء في جميع أنحاء العالم.

واعتماداً على الشبكة العالمية الواسعة للشركة، وخدماتها المصممة خصيصاً، وحلولها الرقمية، يمكنها ربط الشركات الصغيرة والمتوسطة بشكل أسرع وأكثر سلاسة بعالم لا محدود من الفرص. وفي هذا الإطار، توجد خدمة «فيديكس» للشحن الدولي ذي الأولوية بطريقة محسنة للمصدرين، وتوفّر يوماً واحداً على الأقل في أوقات العبور إلى الأسواق الرئيسية، وتعمل أداة «فيديكس» الخاصة بالاستيراد على تبسيط عملية الاستيراد، وتعزيز الكفاءة والامتثال، وضمان رحلة شحن شاملة من البداية إلى النهاية.

تجارة إلكترونية

لفت نائب رئيس عمليات الشركة إلى تقديم الدعم أيضاً لشركات التجارة الإلكترونية، من خلال عدد من الحلول، مثل خدمة Connect Plus الدولية من «فيديكس»، وهي خدمة فعالة من حيث التكلفة، ومحددة في اليوم للطرود التي يصل وزنها إلى 20 كيلوجراماً، ما يضمن التسليم في غضون 3 إلى 4 أيام عمل.

وتتضمن مجموعتنا المتنوعة من الحلول الرقمية المستندات التجارية الإلكترونية، لتبسيط عملية التخليص الجمركي وأداة إدارة الشحن لتبسيط إدارة الشحنات للعملاء، ولا يقتصر عملنا على الخدمات اللوجستية، بل يتجاوز ذلك، من خلال العمل كمستشارين يمكن الوثوق بهم، لمساعدة الشركات الصغيرة على الاستفادة من إمكاناتها الكاملة.

ومن خلال برنامج التجميع Cluster Program، قمنا بتطوير منصة شاملة لتبادل المعرفة لتزويد الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات بالمعلومات والإرشادات، عبر مختلف القطاعات حول التجارة الدولية، بما في ذلك السيارات والصناعة والبتروكيماويات والتجزئة والضيافة وخدمات الطباعة، وتُمكّن هذه المنصة الشركات من التنقل عبر التجارة العالمية بكل سهولة، الأمر الذي يتيح لها توسيع نطاق وصولها، والاستفادة من الفرص الجديدة عبر الحدود.

تحول جذري

تُعد التجارة الإلكترونية تحولاً جذرياً في طريقة تسوق المستهلكين، حيث توفر مستويات غير مسبوقة من الراحة، وتشكيلة أوسع من المنتجات بأسعار تنافسية، فضلاً عن إمكانية التسوق في أي وقت ومن أي مكان، كما تتيح للمستهلكين إمكانية مقارنة للأسعار وخيارات تسليم أسرع، إلى جانب الوصول السهل إلى تجارب وآراء الآخرين حول المنتجات.

ومع استمرار هذا النمو، من المتوقع أن تصل إيرادات التجارة الإلكترونية عالميًا إلى 6.35 تريليون دولار، بحلول عام 2027، أما في دولة الإمارات، فمن المتوقع أن يصل حجم هذا السوق إلى 13 مليار دولار (47.7 درهم)، بحلول عام 2028، بعد أن كان 7.5 مليار دولار فقط في عام 2023. وفي ظل هذه الأرقام، تزداد تحديات الشركات لمواكبة الطلبات المتزايدة وضغوط التسليم السريع والكفء، خاصةً في مواسم الذروة. هنا يأتي دور الدعم اللوجستي المخصص، الذي يُمكّن الشركات الصغيرة والمتوسطة من تلبية متطلبات عملائها بكفاءة ومرونة.

أخبار متعلقة :