وعندما كنت أستمع للتسجيل الدائر بين جمال ومعمر القذافي، أسقط في يدي عشرات المواقف التي كان الساسة العرب يطنطنون بها في القمم، وعلى التلفازات المختلفة. كان قادة دول المواجهة تجاراً بالقضية وتحديداً أصحاب القضية، وسير كل منهم يتم كشفها بعد أن ماتوا، ومات معهم ملايين البشر الذين كانوا حطباً لحروب الشعارات والمواجهات.. مساكين جيل الخمسينات والستينات تم غسل أدمغتهم بالشعارات الكاذبة (الناصرية والقومية والبعث)، ومعها شعارات لاحقة بهم في السبعينات والثمانينات وإلى الغد سيكون هناك ضحايا للشعارات الكاذبة.
وما وصلت إليه القضية الآن في عام 2025 هي مراوحة على ما مضى من شعارات، تذكرت الرئيس أبورقيبة حين نصح باقتسام الأرض فتم تخوينه، والتعريض به خلال كل السنوات الماضية، الآن يحلم الجميع بحل أبورقيبة، لكن هيهات.
ضحايا الشعارات - وتحديداً (الناصريين) - لا يزال البعض منهم أحياء، ولا يزالون ينافحون عن جمال حين تم بث ذلك التسجيل الفضيحة. الغريب أن أحد الناصريين العتاة يقسم أن ما تم بثه من التسجيل ما هو إلا نتاج للذكاء الاصطناعي، ويؤكد (ذلك الناصري)، أن أعداء الناصرية لم يستطيعوا هزيمتها عبر السنوات، فلجأوا إلى الذكاء الاصطناعي؛ لينالوا من الزعيم العظيم!
كيف يمكن للواقع أن يكون صائباً بينما بناء الماضي كان هشّاً ومن غير قاعدة؟!
أخبار ذات صلة
أخبار متعلقة :