حذّرت رئيسة صندوق النقد الدولي من تباطؤ الاقتصاد العالمي بسبب «إعادة تنشيط» التجارة العالمية بقيادة الولايات المتحدة، لكن الركود غير متوقع.
وقالت المديرة العامة كريستالينا جورجيفا، الخميس، قبيل اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي الأسبوع المقبل في واشنطن: «إن تصاعد الحمائية، الذي تغذيه دبلوماسية التهديد بالرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيُفاقم حالة من عدم اليقين المُكلف ويُبطئ النشاط الاقتصادي ويُعيق الإنتاجية».
وقالت في نص خطابها في العاصمة الأمريكية: «التجارة مستمرة، لكن الاضطرابات تُكلّف».
وأضافت: «ستشمل توقعاتنا الجديدة للنمو تخفيضات ملحوظة في الأسعار، لكنها لن تُسبب ركوداً»، في حين ستشهد بعض الدول أيضاً تسارعاً في التضخم.
التوقعات الجديدة
ومن المقرر أن يُصدر صندوق النقد الدولي توقعات جديدة في تقريره «آفاق الاقتصاد العالمي»، الثلاثاء. ويجتمع وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية في واشنطن، حيث يُشارك البنك الدولي في استضافة الاجتماعات، لتقييم البيئة العالمية التي زعزعتها جهود ترامب لإعادة هيكلة التجارة العالمية وعزل منافسه الرئيسي، الصين. ويأتي تخفيض صندوق النقد الدولي لتوقعاته للنمو لعام 2025 في أعقاب تخفيضات أخرى صدرت مؤخراً في التوقعات، بما في ذلك تقرير منظمة التجارة العالمية الصادر الأربعاء، والذي توقع انكماشاً في تجارة السلع العالمية هذا العام والذي يُعزى بشكل كبير إلى الولايات المتحدة.
وقد خفّض اقتصاديو بنك «إتش أس بي سي» هذا الأسبوع توقعاتهم للنمو العالمي هذا العام والعام الذي يليه إلى 2.3%، مقارنةً بتقديرات سابقة بلغت 2.5% و2.7% ويُمثّل خطر النمو الذي تُشكّله سياسات واشنطن التجارية تحولاً حاداً عن توقعات صندوق النقد الدولي في وقت سابق من هذا العام، عندما رفع توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي لعام 2025 إلى 3.3% قبيل تنصيب ترامب، على خلفية توسع أمريكي أفضل من المتوقع.
تآكل الثقة
وقالت جورجيفا في خطابها: «إن التوترات التجارية تتفاقم الآن ويعود ذلك إلى حد كبير إلى تآكل الثقة، سواء بين الدول أو على نطاق أوسع في الجانب الإيجابي للعولمة، لقد انتشل التكامل الاقتصادي العالمي أعداداً هائلة من الناس من براثن الفقر وجعل العالم ككل أفضل حالاً لكن لم يستفد الجميع»، كما قالت مشيرةً إلى نقل الوظائف إلى الخارج إلى المناطق ذات الأجور المنخفضة والتضخم الذي غذته اضطرابات سلاسل التوريد وأضافت: «يلوم الكثيرون النظام الاقتصادي الدولي على ما يرونه من ظلم في حياتهم».
اغتنام الفرصة
وقالت رئيسة صندوق النقد الدولي، التي تشغل منصبها الثاني لمدة خمس سنوات منذ حوالي سبعة أشهر: إنه ينبغي على الدول اغتنام هذه الفرصة لاتخاذ خطوات سياسية لبناء اقتصاد عالمي «أكثر توازناً ومرونة».
وأضافت: إنه يتعين على الصين تعزيز الاستهلاك الخاص، بينما يتعين على أوروبا زيادة تكاملها وخاصة أسواق رأس المال وأن تحذو حذو ألمانيا في زيادة إنفاقها على الدفاع والبنية التحتية، أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن «التحدي الجوهري لسياسة الاقتصاد الكلي» يتمثل في خفض الدين الحكومي.
وأضافت: «يكمن سر اغتنام الفرصة في تركيز كل الجهود، ليس على الحفاظ على القديم، بل على بناء الجديد». (بلومبيرغ)
أخبار متعلقة :