يتطلب الذكاء الاصطناعي قوة حوسبة هائلة لمعالجة المعلومات المتراكمة في قواعد بيانات ضخمة. هذه الحقيقة تؤكد أنه لا يمكن أن ينخفض الطلب في خضمّ السباق نحو الهيمنة على الذكاء الاصطناعي، التي تُغذّي شركات التكنولوجيا توسّعًا غير مسبوق في مراكز البيانات. تُشغّل هذه البنى التحتية الرقمية كل شيء، من محرّكات البحث إلى الحوسبة السحابية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكلٍ متزايد. ومن انعكاسات، هذا الارتفاع الهائل في طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة الحاسوبية، تتزايد أيضًا بصمته في استهلاك الطاقة التقليدية.
المؤكد أن عصر تسارع الذكاء الاصطناعي اليوم يتميّز بارتفاع هائل في الطلب على الطاقة بكافة أشكالها، حيث تتطلب التطبيقات خاصة تلك التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي أجهزة متخصصة كثيفة الاستهلاك للطاقة. كما أن الانتشار السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي يدفع استهلاك الطاقة في مراكز البيانات إلى مستويات غير مسبوقة.
مع التحول الكبير نحو مراكز البيانات لتكون ركيزة أساسية للاقتصاد الرقمي، يبقى التحدي قائمًا ولا يمكن لقطاع التكنولوجيا مواءمة النمو السريع للذكاء الاصطناعي مع أهداف التخلي عن الطاقة التقليدية. ونتيجة لتلك العوامل، سيُمثل استهلاكها للطاقة قضية حاسمة في مكافحة تغير المناخ.
اليوم إبقاء محطات الوقود الأحفوري قيد التشغيل لتلبية الطلب المتزايد القادم من الثورة الصناعية الرابعة ليس خيارًا، بل ضرورة لا يمكن إنكارها. حتى وإن تعهدت شركات التكنولوجيا الكبرى بتشغيل مراكز البيانات بالطاقة المتجددة، فإن الواقع هو أن التوسع في الذكاء الصناعي وأدواته يفوق وتيرة التوسع في تبني مصادر الطاقة النظيفة. فالطاقة المتجددة ببساطة لا تتوسع بالسرعة الكافية لمواكبة نمو الذكاء الاصطناعي.
أخبار ذات صلة
أخبار متعلقة :