•• •• ••
مع حاستي الداخلية بالزمن، والأخبار والمعلومات المتدفقة علينا من كل مكان كحرب لا تنتهي؛ كانت أجمل لحظات الأسبوع سعادة، احتفالنا بزواج (د. لارا) ابنة أخي «فؤاد»، يرحمه الله، من المهندس مازن أبو الخير.. ظللت ليلة الاحتفالية أتحاور مع أفكاري إلى ساعة متأخرة من الليل.. وحين كنا نستقبل ضيوفنا ليلة الفرح؛ اغرورقت عيناي بالدمع من أثر المشهد.. لم يعانقني أحد إلا ويترحم على «الفؤاد»، خصوصاً صديقه الوفي «المستشار يوسف المحمدي»، السائل الدائم عن أحوال أبناء صديقه، بل أخيه.
وفي رفة عين، وبذاكرة أصبحت أقل؛ تذكرت وصيتي أبي وأمي.. تذكرت أصدقاء أبي، خصوصاً صديقه الوحيد الذي أوصاني وإخوتي به.. حدثتني نفسي: كيف، وأنا كشجرة تحلم بالثمار، نسيت أصدقاء أبي في زحمة الحياة وهم مثل الشمس توزع ضوءها على كل الأشياء دون استثناء.. انقضى الوقت وأنا مستغرق في تفكيري.. كيف نسيت هؤلاء الرجال المسنين أصدقاء أبي، وتلك النسوة الحنونات صديقات أمي؟.. كيف لي نسيانهم وهم مصدر تكملة مشوار «البِر».
ألهمني المولى سبحانه حينها إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه)، وآخر عن أبي أسيد؛ قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاء رجل من بني سلمة، فقال يا رسول: هل بقي من بِر أبويَّ شيء، أبرهما به بعد موتهما؟ فقال: (نعم؛ الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بِهما، وإكرام صديقهما).. حديثان شريفان عبرة لكل معتبر.
•• •• ••
وفي ليلة السعادة لي ولأهلي وأحبتي بزواج «لارا»؛ تفاجئني شقيقتي (عبير) باتصال هاتفي وهي في قمة البهجة، إذ جمعت تلك الليلة حدثين سعيدين لها؛ فرحتها بـ«لارا»، وسعادتها بحصول ناديها المفضل (النادي الأهلي) على «كأس النخبة الآسيوية»، ثم حصوله بعد أيام على بطولة الدوري السعودي في كرة السلة، تهنئة عميقة خاصة لك يا عبير.
بتلك الفرحتين؛ انسدلت «عبير» كالحرير على ياقة والابتسامة تملأ أسنانها.. ومن فرحتها بفريقها البطل أغلقت عينيها على العالم لتعيش سعادتها.. مازحتها حينها لأزيد من بهجتها، وتفوهت بالكلمات التالية: يا إلهي؛ فرحتان تزوران «عبير» في ليلة واحدة، فاللهم اجعل فرحتها دائمة.. ثم دندنت بترديد جملة: الحياة تعني لنا الفرح والسعادة.
أخبار ذات صلة
أخبار متعلقة :