الكويت الاخباري

لماذا لا نغيّر أسماء الاتحاد والهلال والأهلي والنصر ..!؟ - اخبار الكويت

تم النشر في: 

09 مايو 2025, 7:00 مساءً

تُعد العلامة الوطنية نقطة مؤثرة في تشكيل الآراء والأفكار والتصوّرات حول الدولة من زاوية الطابع السياسي والهوية الاجتماعية والصورة الحضارية والقيمة التاريخية والاقتصادية.

نعم؛ لا يوجد تعريف متفق عليه للعلامة الوطنية، لكن يمكن تعريفها بأنها "مجموع تصوّرات الأشخاص عن بلد ما عبر ستة مجالات، وهي:

الكفاءة الوطنية والحوكمة، الاستثمار والهجرة، الثقافة والتراث، الشعب، السياحة، الصادرات".

وتعود جذور مصطلح "العلامة الوطنية – Nation Branding" إلى عالم التسويق الخاص بالماركات أو العلامات التجارية، فكما تقوم الشركات بتسويق نفسها للحصول على صورة إيجابية في أذهان الناس ، تم تطبيق الأمر على الدول لتصبح الدولة كمنتج يتم تسويقه بما يحمله من سمات وخصائص، ويتبع نفس تقنيات تسويق العلامات التجارية، بغرض تحقيق أكبر قدر من الانطباعات الإيجابية عن الدولة في أعين الدول الأخرى وأصحاب المصالح والشعوب المختلفة.

إننا نعيش في عصر بناء العلامة التي تدل على جماليات المكان وقوة الكيان في هذا الوطن العامر بالعطاء والحامل للنجاح والمُقبل على الخير والتقدم والمنطلق من رؤية ٢٠٣٠ التي تسابق الزمن من أجل الوصول في القمة والشموخ من أجل الاستقرار في واجهة المستقبل .

ولأننا نعيش في عصر العلامة الوطنية ولأننا أيضاً نملك إرثاً تترجمه رؤيتنا المباركة لماذا لا نفكر في الأمور التالية :

* دمج نادي #الهلال الكبير مع نادي #الدرعية ، وبذلك يحمل أسم الدرعية التي تعكس العمق التاريخي والبُعد التأسيسي لهذا الوطن المعطاء ؟!

* دمج نادي #النصر العريق مع نادي #الرياض ليحمل اسم #الرياض ، عاصمتنا الحبيبة التي تحتل الحب الكبير في قلوبنا.

* تغيير اسم نادي #الإتحاد إلى ليكون اسمه الجديد نادي #جدة ، ليكون النادي بهذا الفعل حاملاً لاسم جدة وأيّ انتصار محلي أو عربي أو عالمي يُنسب إلى جُدة التي تعتبر الواجهة الغربية المهمة في هذا الوطن العظيم ؟!

* تغيير اسم النادي #الأهلي إلى نادي #البحر_الأحمر ، بحيث يحمل اسم جزء لا يتجزأ من هذا البحر الذي عُرِفت به جُدة وعُرِف بها وهو الثغر الذي يبتسم في وجوه المقبلين عليه وتناجيه النوارس والقصائد ؟!.

* تغيير اسم نادي #القادسية ونُطلق عليه نادي #أرامكو ، من أجل تجذير اسم هذه الشركة التي حفرت اسمها في وجدان العالم ويكون اسمها الثقيل يصب في خانة العلامة الوطنية لوطننا المعطاء ؟!

ولنا في تغيير الأسماء أسوة حسنة وهو نادي #الصقور الذي غُيّر اسمه إلى نادي #نيوم ، حتى يصب الاسم في خانة دعم العلامة الوطنية.

إنّ “رؤية المملكة 2030 ” كان لها الأثر الإيجابي في صياغة العلامة الوطنية الجديدة، والتي تُعبّر عن القوة السعودية الناعمة على منافسة دول العالم في تعزيز التنمية المستدامة، والحصول على مراتب متقدمة في التقارير الدولية التنموية والاقتصادية.

والآن جاء دور الأندية الرياضية لكي تدعم قوة ومكانة العلامة الوطنية.. لأنّ الرياضة هي أكبر بوابة يدخل منها الناس إلى عالم الدول .!؟

إنّ الهدف الرئيسي من تكثيف العلامة الوطنية هو طرح فكرة واضحة فريدة ومميزة؛ يمكن للأشخاص تفهُّمها والانجذاب إليها باختلاف ثقافتهم، ولكي تكون العلامة الوطنية مميزة يجب أن تشمل الأنشطة المختلفة للدولة كالسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى الرياضية.

في النهاية أقول:

جميعنا يعرف أنّ نادي #ريال_مدريد في أسبانيا ، ونادي #برشلونة في أسبانيا، ونادي #ليفربول في إنجلترا ، ونادي #نابولي في إيطاليا ، ونادي #الأخدود في نجران ، وناديا #أحد و #الأنصار في المدينة المنوّرة، ونادي #الاسماعيلية في مصر..

كل هذه الأندية تشير إلى أماكنها ، بينما أسماء مثل #الهلال #النصر #الاتحاد #الأهلي تجدها في دول متعددة، وإذا شاركت هذه الأندية في بطولات عربية أو قارية نضطر إلى أن نقول #النصر السعودي، و #الهلال السعودي، و #الاتحاد السعودي، واتحاد جدة … وهكذا.

لماذا لا نختصر المسافة ونجعل أي بُعد دلالي ، وأي عمق تاريخي ، وأي قوة ناعمة يتمتع بها هذا النادي أو ذاك تشير إلى المكان الذي انطلق منه ، وأظن أن أسماء مثل: الدرعية والرياض وجدة والبحر الأحمر وأرامكو؛ حفرت مكانتها في القلب قبل العين .. ولكن نريد هذه الأسماء أيضاً أن تسكن في قلوب سكان الأرضية مثلما سكنت في قلوبنا الندية .!

أخبار متعلقة :