كارين براون *
واصلت رهانات المضاربين على أسعار الذرة وفول الصويا في بورصة شيكاغو صعودها الأسبوع الماضي، على أمل أن تتقدم محادثات الولايات المتحدة مع شركائها التجاريين، ما قد يُحفز صادرات الحبوب الأمريكية.
ويأمل المزارعون الأمريكيون، أن تكون بداية الربيع لهذا العام واعدةً، في حين تتمتع المحاصيل في قارة أمريكا الجنوبية بآفاق جيدة، وكلا الجغرافيتين لا تدعم الأسعار بشكل كبير. لكن حالة عدم اليقين في السوق لا تزال مرتفعةً بما يكفي، حيث لم تظهر أي تطورات ملموسة حتى الآن على صعيد مفاوضات التجارة الأمريكية.
واحتفظ مديرو الأموال بمراكز شراء صافية في عقود الذرة الآجلة وخياراتها في بورصة شيكاغو التجارية منذ نوفمبر. وفي الأسبوع المنتهي في 22 إبريل، قلّصوا تلك المراكز إلى 112,805 عقود، من 124,573 عقداً في الأسبوع السابق.
وكانت هذه الخطوة مثيرة للاهتمام لأنها تضمنت أكبر زيادة أسبوعية في إجمالي مراكز البيع القصيرة في ستة أشهر. ومع ذلك، ظهر أيضاً عدد كبير من إجمالي مراكز الشراء الطويلة، ما يشير إلى تباين في الرغبات.
بدورها، شهدت عقود فول الصويا زيادة في كل من مراكز الشراء والبيع، ورفع مديرو الأموال صافي مراكزهم الطويلة في السلعة المدرجة في البورصة بنحو 5000 عقد ليصل إلى 31,067 عقداً آجلاً وعقد خيار.
واستقرت عقود فول الصويا الآجلة لشهر يوليو خلال الأسبوع المنتهي في 22 إبريل، لترتفع بنسبة 1.3% في الجلسات الثلاث الماضية، وصولاً الجمعة إلى أعلى سعر للعقد الأكثر نشاطاً منذ أوائل فبراير.
ويُعد فول الصويا الأمريكي واحداً من أبرز ضحايا حرب التعريفات التجارية بين واشنطن وبكين، فهو سلعة التصدير الرئيسية من الولايات المتحدة إلى الصين. وعليه، فإن ارتفاع الأسعار ربما يشكل فرصة مواتية لكلا البلدين من أجل التوصل إلى اتفاق، عاجلاً وليس آجلاً.
ومن المتوقع أن تُصدّر البرازيل المزيد من فول الصويا إلى الصين هذا العام بغض النظر عن الصراع التجاري الحاصل، وذلك كونها حصدت محصولاً قياسياً هذا العام. في المقابل، تدرس اليابان، ثاني أكبر مستورد للذرة الأمريكية وخامس أكبر المستوردين لفول الصويا الأمريكية، زيادة وارداتها من السلعتين من الولايات المتحدة كجزء من مفاوضات التجارة.
لقد تسبب عدم اليقين الحاصل في تداولات المحاصيل الزراعية، في تقلب معنويات المستثمرين بين الصعود والهبوط عدة مرات خلال الأشهر القليلة الماضية، على الرغم من أن الطلب العالمي القوي على زيت فول الصويا والصادرات الأمريكية كانا داعمين مؤخراً.
وتجاوزت عقود زيت فول الصويا الآجلة لشهر يوليو الأسبوع الماضي 50 سنتاً للرطل، وهي المرة الأولى التي يصل فيها العقد الأكثر نشاطاً إلى هذا المستوى السعري منذ ديسمبر 2023. في حين لا تزال صناديق الاستثمار تتوقع هبوطاً حاداً في عقود دقيق فول الصويا الآجلة وخياراتها المدرجة في بورصة شيكاغو التجارية، حيث ارتفع صافي مراكزها القصيرة إلى 73,511 عقداً حتى 22 إبريل، بزيادة 4 آلاف عقد خلال الأسبوع.
في غضون ذلك، حافظ مديرو الأموال على صافي مراكز قصيرة في عقود القمح الآجلة وخياراتها المدرجة في بورصة شيكاغو التجارية منذ يونيو 2022، وهو رقم قياسي لمدة 147 أسبوعاً متتالياً.
كما اشترت صناديق الاستثمار، بشكل معتدل، قمح بورصة شيكاغو التجارية للأسبوع الثالث على التوالي، على الرغم من أن صافي مراكزها القصيرة الناتجة، والبالغ 89,929 عقداً آجلاً وخياراً، أعلى بكثير من المتوسط لهذه الفترة.
أما عقود القمح الآجلة لشهر يوليو في البورصة، فقد انخفضت بنسبة 1% الأسبوع الماضي، وبنسبة 1% أخرى خلال الجلسات الثلاث الأخيرة، وذلك بفضل الطقس المواتي مؤخراً في مناطق زراعة القمح الشتوي الأمريكية، ووصول عقود القمح الآجلة الأوروبية إلى أدنى مستوياتها قبل أيام.
رغم التحركات الإيجابية الأخيرة في رهانات المستثمرين على عقود الذرة وفول الصويا، تبقى الأسواق الزراعية تحت رحمة المناخ السياسي والتجاري العالمي. فبينما يعزز الطلب القوي على بعض المنتجات جانباً من الثقة، لا تزال حالة عدم اليقين تؤثر في معنويات السوق. ويبدو أن الحذر والتقلب سيبقيان السمتين الغالبتين على تداولات الحبوب خلال الأشهر المقبلة.
* محللة أسواق الزراعة العالمية في «رويترز»
أخبار متعلقة :