الكويت الاخباري

الاحتلال يقضم مساحات واسعة من الأراضي شمال غزة بصمت - الكويت الاخباري

 

كتب عيسى سعد الله:


بات جيش الاحتلال يحتل ويسيطر على مساحات واسعة من شمال غربي محافظة شمال قطاع غزة، امتدت حتى عمق ثلاثة كيلو مترات داخل المنطقة الساحلية.
ولم تكتفِ قوات الاحتلال بالسيطرة على هذه المنطقة، التي تصل حدودها حتى المشارف الغربية لحي السلاطين، بل تقوم كل يوم بتنفيذ مناورات برية واسعة إلى الجنوب من المنطقة، وصولاً إلى منتجع "بيانكو" الذي يبعد مئات الأمتار إلى الجنوب من أعمق موقع عسكري أقامته قوات الاحتلال في المنطقة، خلال الأيام الأخيرة.
وعمد جيش الاحتلال إلى تنفيذ عمليات التوغل والاجتياح في المنطقة بشكل بطيء بالتوازي مع إقامة مستعمرات عسكرية كبيرة على طول الشريط الحدودي، وبشكل خاص في محيط منتجع الواحة السياحي المدمر، حيث أفاد شهود عيان بإقامة الاحتلال موقعاً عسكرياً يضم عشرات الدبابات والآليات العسكرية وأبراج المراقبة.
ورغم أن عمليات التوغل والاحتلال تقتصر على الشريط البحري بعرض كيلو متر إلى الشرق، إلا أن عمليات السيطرة والتقدم باتجاه الشرق تتواصل وإن كانت بشكل بطيء، وسط عمليات نزوح متواصلة لسكان تلك المناطق، خاصة حيي العطاطرة والسيفا، وصولاً إلى المشارف الشمالية لحي السلاطين جنوباً.
ويستعد سكان الحي المدمر بشكل شبه كامل تقريباً، إلى مغادرة خيام أقاموها على أنقاض منازلهم، على وقع تقدم جيش الاحتلال في المنطقة، وتكثيف قصفه وعمليات التمشيط التي تمتد يومياً من ساعات الصباح الباكر وحتى ساعات الظهيرة، كما ذكر عدد من سكانه لـ"الأيام".
وعطّل احتلال جيش الاحتلال للمنطقة عمل الصيادين والمزارعين وحرم المواطنين من الاستفادة من المحاصيل الزراعية التي نمت زراعتها في أعقاب سريان التهدئة في التاسع عشر من كانون الثاني الماضي.
وأوضح المواطن محمود السلطان، من سكان حي السلاطين، أن التحرك في المنطقة صعب جداً وينطوي على مخاطر عالية، بسبب اقتراب جيش الاحتلال منها، والسيطرة النارية للطائرات المسيّرة عليها.
وأشار السلطان إلى أن العديد من سكان الحي غادروه في ظل عمليات التقدم المتواصلة لقوات الاحتلال من الناحية الشمالية الغربية، والتي تترافق مع عمليات قصف وإطلاق نار مكثفة تؤدي بشكل يومي إلى ارتقاء شهداء وإصابات في صفوف مواطني المنطقة.
فيما نوّه المواطن رائد زايد من سكان المنطقة، والذي قرر النوم خارج الحي والاكتفاء بالتواجد داخله في النهار، إلى إقامة جيش الاحتلال مواقع عسكرية ثابتة في المنطقة التي يوجد فيها، خاصة إلى الشمال مباشرة من منتجع الواحة.
وقال زايد إن قوات الاحتلال أفرغت الأحياء المجاورة من سكانها بشكل كامل، خاصة حيي السلاطين والسيفا، معرباً عن مخاوفه من إقدامها على احتلال منطقته خلال الساعات أو الأيام القادمة على أبعد تقدير.
ولفت إلى أن الحياة في الحي تزداد قسوة وصعوبة حيث إن هامش التحرك والدخول والخروج من الحي أصبح ينطوي على خطورة بالغة، لاسيما من الناحية الغربية.
وفي صورة تعكس خطورة الأوضاع الأمنية والعسكرية هناك، أكد زايد عدم قدرة السكان هناك على سحب جثامين بعض الشهداء الملقاة في مناطق قريبة من الحي، بسبب رصاص القناصة الذي ينطلق من كل مكان.
وبيّن أنه شاهد الكلاب تنهش أجساد عدد من الشهداء ملقاة في أراضٍ ليست بعيدة عن الحي، ولكن أكثر من شخص تعرض لإطلاق النار خلال محاولته سحب وإجلاء هذه الجثامين.

 

أخبار متعلقة :