الكويت الاخباري

قنابل الاحتلال تلاحق المواطنين حتى في نزوحهم - الكويت الاخباري

غزة - "الأيام": "سقطت قنبلة جنبنا بحوالي عشرة أمتار، واشتعل حريق في الشارع، وهربنا بعيداً عن النار"، هكذا قالت المواطنة "أم سليم" التي نجت مع أطفالها الأربعة من القصف المدفعي، وحمم نيران الأسلحة التي أطلقتها قوات الاحتلال في شارع "السكة" شرق حي الزيتون في مدينة غزة.
وأضافت "أم سليم": "نجونا من القنبلة الحارقة بأعجوبة، وكل الناس هربوا بسرعة، ولو تباطأنا بالهرب لكانت أصابتنا شظاياها المشتعلة".
وتابعت: "مكناش نتوقع انا ننزح وكنا بدنا نضل صامدين بالخيام والبيوت، بس فجأة قصفونا بالقذائف المدفعية وأجبرونا على ترك منازلنا".
شعرت "أم سليم" بالارتياح بعدما وصلت إلى منطقة "السرايا" وسط مدينة غزة، وشاهدت تجمعات النازحين الذين أتوا من كل صوب وحدب من المناطق الشرقية للمدينة، هرباً من نيران الاحتلال.
وأجبرت قوات الاحتلال عشرات الأسر على النزوح، بعدما شرعت منذ مساء الخميس الماضي، باستهداف خيامهم ومنازلهم بالقذائف المدفعية الحارقة والدخانية، فيما حلّقت طائرات "كواد كابتر" المسيّرة وطالبتهم بمغادرة المكان على الفور.
وبينت "أم سليم" أنها ستبيت في الشارع لقضاء ساعات الظلام، وفور بزوغ النهار ستبدأ بنصب خيمتها، مشيرة إلى أنها ستبحث عن مكان نظراً لتكدس الخيام في تلك المنطقة.
واكتظت الشوارع والمفترقات والساحات بالخيام وتجمعات النازحين، في أعقاب زيادة أعداد المواطنين الذين يضطرون لمغادرة مناطق سكناهم تحت وقع القصف المدفعي والجوي، الذي تنفذه قوات الاحتلال منذ نحو شهر، لا سيما في الأحياء الشرقية لمدينة غزة وبلدات جباليا وبيت حانون، شمال القطاع.
قالت وكالة الغوث "الأونروا" في بيان محدث، إن أعداد النازحين وصل إلى نحو 420 ألفاً منذ انهيار وقف إطلاق النار في الثامن عشر من شهر آذار الماضي، مشيرة إلى أن نحو 69% من سكان قطاع غزة يخضعون لأوامر التهجير النشطة.
من جهته، أكد النازح معين دلول (40 عاماً) أنه هرب بأسرته تحت وقع إطلاق النار من قبل طائرات مروحية من طراز "أباتشي"، مشيراً إلى أنه سلك طريقاً لم تكن من بين الطرق المستهدفة بإطلاق النار.
وقال: "الأباتشي كانت تحلّق من الغرب إلى الشرق فتوجهت نحو الغرب وفي الطريق كنا نختبئ تحت أسقف إسمنتية أو في مفترقات محمية من إطلاق النار. لم يكن أمامنا سوى الهرب والتوجه نحو مكان أقل خطورة وهو ما جعلنا نقضي الليل في العراء". وأضاف: "الحمد لله وصلنا إلى هنا بأمان وأطفالي بخير والآن سأبدأ بالبحث عن مأوى جديد".
أما المواطن "أبو أيمن" (45 عاماً) فأشار إلى أن أطفاله يشعرون بالجوع بعد أن تركوا الطعام في المنزل وهربوا تحت وقع القذائف، لافتاً إلى أنه سيبدأ رحلة جديدة من النزوح والتشرد.
ولفت إلى أنه استطاع تجميع بعض الأغطية والأقمشة لعمل خيمة والسكن فيها، إلى حين التمكّن من العودة إلى خيمته في حي الزيتون، لكن أكثر ما يؤلمه هو شعور الأطفال بالجوع معظم الوقت.

 

أخبار متعلقة :