الكويت الاخباري

الاحتلال يتعمّد تعميق أزمة المياه في جباليا - الكويت الاخباري

 

كتب خليل الشيخ:

 

"كنا قد استبشرنا خيراً مع قرب الانتهاء من تنفيذ أعمال حفر بئر مياه "غاطس" في منطقة الصفطاوي غرب بلدة جباليا، شمال قطاع غزة، قبل أن تقصفه طائرات الاحتلال، وتقتل خمسة من العاملين في إنشائه".
هكذا قال "أبو جمال" الذي يسكن في حي عباد الرحمن "الصفطاوي"، معرباً عن يأسه من فشل محاولات توفير مياه لآلاف المواطنين والنازحين في تلك المنطقة.
وأضاف: "بعدما توفر تمويل لحفر غاطس وشارف العمل فيه على الانتهاء، قامت قوات الاحتلال بشن غارة جوية على مكان العمل بالقرب من مدرسة عباد الرحمن، وقتلت خمسة من العاملين، وجرحت آخرين من الجيران، ونتج عن القصف، تدمير البئر التي كانت مخصصة لتوفير المياه لأكثر من خمسة آلاف شخص في محيط المنطقة".
وتعاني المناطق الغربية لبلدة جباليا من أزمة مياه خانقة منذ عدة أشهر، لكنها تفاقمت بعد وصول مئات الأسر النازحة من مناطق بيت لاهيا وشرق جباليا، في أعقاب تصعيد العدوان الإسرائيلي.
وتابع "أبو جمال" في الأربعينيات من عمره: "لم يكتفِ الاحتلال بإغلاق القطاع وتشديد الحصار وتدمير شبكات وآبار المياه، بل عمد إلى تدمير ما قد يخفف من الأزمة، لتبقى تلك المنطقة كما غيرها من المناطق في قطاع غزة تعاني من نقص شديد في مياه الشرب، ومياه الاستخدام المنزلي".
"انتظرنا بفارغ الصبر الانتهاء من العمل وأملنا بتزويدنا بالمياه، إلا أن الاحتلال كان يتربص بحاجتنا الماسة لهذه المياه"، قال المواطن فايز عمران (53 عاماً) الذي بدا عصبياً وهو يتحدث عن أزمة المياه الخانقة في جباليا.
وتشهد منطقة "الصفطاوي" اكتظاظاً شديداً بالنازحين، الذين باتوا بأمسّ الحاجة للمياه، سواء تلك الصالحة للشرب أو اللازمة لاستخدامات المواطنين في خيامهم ومنازلهم.
وأضاف عمران: "لا يعقل أن تمر أيام طويلة من دون أن نحصل حتى على جالون مياه غير عذبة لأغراض التنظيف والغسل لأسرة مكونة من سبعة أفراد يعيشون في شقة سكنية متضررة"، مشيراً إلى أنه يبذل جهداً كبيراً ويجوب المنطقة ذهاباً وإياباً، من أجل الحصول على "جالون" واحد من هذه المياه طوال اليوم.
ولفت إلى أزمة الحصول على مياه صالحة للشرب عندما قال إنه يحرص على الجري خلف شاحنة توزيع المياه ليحجز دوراً في طابور طويل بهدف ملء "جالون" مياه صالحة للشرب، رغم تأكده من تلوثها نسبياً.
من جهتها، قالت بلدية جباليا إنها تقف عاجزة أمام حاجة الناس المتزايدة للمياه، مؤكدة أنها تبذل كل جهد ممكن من أجل التخفيف من الأزمة.
وأوضحت البلدية في بيان لها، أن حركة النزوح الأخيرة ساهمت بشكل كبير في مضاعفة الأزمة، فضلاً عن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على مصادر المياه في مناطق النفوذ، وطواقم البلدية العاملة في مجالها.
وذكر البيان أن المياه التي تصل للمواطنين تكون في غالبية الأحيان ملوثة بفعل نقص المواد والمعدات اللازمة لتنقيتها قبل إيصالها للمواطنين، مطالباً المنظمات الدولية بالضغط لإدخال هذه المواد اللازمة لإنشاء آبار تنتج مياهاً محلاة.

 

أخبار متعلقة :