21 مايو 2025, 7:35 مساءً
أكد المستشار في الموارد البشرية الدكتور خليل الذيابي، في حديثه لـ”سبق”، أن العمل القائم على خمسة أيام أسبوعياً مع يومين للراحة، لم يعد يتناسب مع طبيعة العصر الحالي، داعياً إلى إعادة النظر في النماذج التقليدية للعمل وتبني صيغ مرنة تُحقق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية.
وأوضح “الذيابي” أن هذا النموذج الذي نعتبره اليوم طبيعياً، لم يكن موجوداً دائماً، بل بدأ في عام 1926 حين قرر هنري فورد، مؤسس شركة فورد للسيارات، منح موظفيه يومي راحة أسبوعياً بدلاً من يوم واحد، وذلك لرفع كفاءتهم وتحفيزهم على الإنفاق. ومنذ ذلك الحين، انتشر نموذج “خمسة أيام عمل ويومان راحة” حتى أصبح معياراً عالمياً.
وأشار إلى أن العالم تغيّر جذرياً، وبتنا نعيش في عصر التقنية الرقمية، حيث أصبح بالإمكان إنجاز الأعمال في وقت أقل، في حين تصاعدت الضغوط النفسية والمهنية. وأضاف: “أصبح من الضروري التفكير في عدد أيام وساعات العمل، وطريقة تنظيمها بما يواكب الواقع الجديد”.
واستعرض “الذيابي” تجارب دول مثل آيسلندا وبريطانيا واليابان وكندا، التي خفضت أيام أو ساعات العمل، وحققت نتائج إيجابية من حيث راحة الموظفين دون المساس بالإنتاجية، بل شهدت بعضها تحسناً ملحوظاً في الأداء العام.
وتابع: “في المملكة، نمضي بثبات ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تضع جودة الحياة وتطوير بيئة العمل في صلب أولوياتها، وتعمل على تمكين الكفاءات الوطنية لبناء اقتصاد متوازن ومستدام، يضع الإنسان في قلب التنمية”.
وأكد أن تقليل عدد أيام العمل أو تقليص ساعات الدوام، أو اعتماد خيارات مرنة، لم يعد فكرة مثالية أو بعيدة المنال، بل أصبح خياراً منطقياً يُعزز الصحة النفسية والإنتاجية في آنٍ واحد.
وختم الدكتور الذيابي تصريحه لـ”سبق” بالقول: “نظام الخمسة أيام كان ملائماً لزمن مضى، أما اليوم، فالمطلوب هو تبني نماذج عمل عصرية وفعالة تعكس تغيرات العصر وتُحقق التوازن المنشود، فالهدف لم يعد مجرد العمل، بل الحياة المتوازنة التي تُحقق النجاح الحقيقي”.
أخبار متعلقة :