الكويت الاخباري

النازحون على شواطئ غزة .. عين على زوارق الاحتلال وأخرى على الأمواج - الكويت الاخباري

غزة - "الأيام": في ظل امتلاء الساحات والمساحات الفارغة في مدينة غزة، اضطر نازحون لنصب خيامهم على شاطئ البحر، ليصبحوا فريسة سهلة لنيران زوارق الاحتلال الحربية، وأمواج البحر التي تضرب خيامهم بين الفينة والأخرى.
ويومياً، يتعرض هؤلاء لهذه الأخطار، خاصة من زوارق الاحتلال التي تتعمد إطلاق النار باستمرار باتجاه شاطئ البحر، لإرهاب النازحين ودفعهم للنزوح مرة أخرى.
ووصف بعض النازحين خلال أحاديث منفصلة مع "الأيام" رحلة النزوح على شاطئ البحر بالشاقة والخطيرة، بسبب انكشافهم على الزوارق الحربية التي تجوب مياه البحر بشكل دائم، وعلى بعد مئات الأمتار فقط.
وذكر المواطن أحمد أبو جراد، الذي يسكن بجوار عدد من النازحين على شاطئ البحر قبالة مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة، أن الحياة هناك قاسية وصعبة ولا تحتمل، ولكن عدم وجود بديل آخر وانعدام المساحات الفارغة المتاحة في مدينة غزة أجبراهم على النزول إلى شاطئ البحر، باعتباره المكان المتاح الوحيد في مدينة غزة.
وأشار أبو جراد إلى أنه اضطر قبل خمسة أيام، للنزوح من شمال بيت لاهيا بسبب شدة القصف. وقال، عندما وصلنا إلى وسط مدينة غزة وأحيائها الشمالية لم نجد مكاناً فارغاً ننصب خيامنا فيه، واضطررنا بعد نصيحة عدد من الناشطين والنازحين إلى التوجه لشاطئ البحر باعتباره المكان الوحيد المتاح، وقمنا بنصب الخيام برفقة عدد آخر من الأسر التي تواجه نفس الصعوبات.
وأوضح أبو جراد أنهم يواجهون خطر الموت بسبب عمليات إطلاق النار الكثيفة التي تنفذها زوارق الاحتلال على امتداد الشاطئ، إضافة إلى خطر مد الأمواج عند ارتفاعها واشتداد الرياح.
أما المواطن ناصر عبد الدايم فاعتبر أن النزوح على شاطئ بحر مدينة غزة، رغم المخاطر المركّبة والمزدوجة، يبقى أفضل من النزوح باتجاه الجنوب.
وتحدث عبد الدايم عن الأخطار المحدقة بوجوده في المكان، مؤكداً أنه يواجه لحظات رعب شديد بسبب إصابة أطراف الخيمة في أحيان كثيرة بطلقات نارية تطلقها الزوارق الحربية، وكذلك اقتراب المد البحري.
ولفت عبد الدايم في الأربعينيات من عمره، إلى أنه يحاول قدر الإمكان التكيف مع الواقع الجديد، وإقناع أفراد أسرته بالبقاء في المكان لعدم وجود خيار آخر.
ومع استمرار تدفق النازحين من محافظة شمال غزة بسبب شدة القصف الإسرائيلي، يشهد شاطئ البحر اكتظاظاً بالخيام والنازحين، ما دفع البعض منهم إلى نصب الخيام في المنطقة الشمالية لمخيم الشاطئ، وهي منطقة خطرة بسبب قربها من محافظة شمال غزة التي تسيطر قوات الاحتلال على أجزاء واسعة من شريطها الساحلي والمنطقة الغربية، وبشكل خاص على حيي السلاطين والعطاطرة.
وأوضح النازح يوسف زايد أنه يتناوب مع أبنائه الكبار على السهر ليلاً للتعامل مع المد البحري الفجائي الذي يشهده شاطئ البحر في هذه الأوقات من السنة، بناءً على نصيحة عدد من الصيادين في المنطقة.
وأشار إلى أن الصيادين والقاطنين في المنطقة أخبروه بأن خيمته وبسبب قربها من مياه البحر معرضة للغرق في كل لحظة، وعليه فإنه يحرص على تجنب ذلك من خلال مراقبة ارتفاع أمواج البحر.
وأقر زايد بأن الخطورة لا تتمثل فقط في رصاص زوارق الاحتلال وإنما بالظروف الجوية المتقلبة في هذه الأوقات.
وتزيد أعداد النازحين على الشاطئ من معاناة زايد والنازحين الآخرين بسبب تضييق المساحات، وعدم قدرتهم على نقل خيامهم في حال ساءت الأحوال الجوية، لا سيما مع ضيق الشاطئ الذي لا يتجاوز العشرين متراً، وهي منطقة تصبح جميعها في مرمى المد البحري عند ارتفاع أمواج البحر.

 

أخبار متعلقة :