الكويت الاخباري

إدانات دولية لاستهداف الاحتلال برصاصه وفداً دبلوماسياً في جنين - الكويت الاخباري

 

كتب محمد بلاص:

 

أقدمت قوات الاحتلال، أمس، على استهداف وفد دبلوماسي بالرصاص على مشارف مخيم جنين، وذلك في إطار زيارة هدفت للوقوف على تداعيات العدوان المستمر للشهر الرابع على التوالي على حياة المواطنين في المحافظة، ما قوبل بتنديد دولي واسع واستدعاء سفراء إسرائيليين.
ورداً على الحادث، توالت ردود الفعل الأوروبية المنددة، فيما قررت كل من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال استدعاء سفراء إسرائيل لديها.
فقد أكد أحمد الديك، مساعد وزير الخارجية أن "قوات الاحتلال وفي خرق للأعراف الدبلوماسية، أطلقت الرصاص الحي عند وصول وفد دبلوماسي مكون من 35 سفيراً وقنصلا ودبلوماسياً إلى أحد مداخل المخيم".
وأوضح شهود عيان، أن جنود الاحتلال المتمركزين على بعد عشرات الأمتار من البوابة الحديدية التي أقامها جيش الاحتلال على المدخل الشرقي للمخيم، أطلقوا الرصاص الحي باتجاه الوفد أثناء وجوده في محيط المخيم للاطلاع على أوضاع المخيم والحصار المفروض عليه.
وفي أعقاب الاعتداء على الدبلوماسيين، أعربت دول أوروبية عديدة، وأخرى عربية، عن غضبها وإدانتها لإطلاق النار بشكل مكثّف ومباشر.
فقد أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أن باريس ستستدعي السفير الإسرائيلي عقب إطلاق نار "غير مقبول" من جانب الجيش الإسرائيلي في اتجاه الدبلوماسيين الأجانب، وبينهم فرنسي.
وكتب بارو عبر منصة "إكس"، أن "زيارة إلى جنين شارك فيها أحد دبلوماسيينا، تعرضت لإطلاق نار من جنود إسرائيليين. هذا أمر غير مقبول. سيتم استدعاء السفير الإسرائيلي لتقديم توضيحات. نؤكد دعمنا الكامل لموظفينا في المكان ولعملهم المتميّز في ظل هذه الظروف الصعبة".
وأعلنت وزارة الخارجية الإيطالية استدعاء السفير الإسرائيلي في روما، وأفاد وزير الخارجية الإيطالي، أنتونيو تاياني، عبر منصة "إكس"، بأنه أصدر تعليماته "باستدعاء السفير الإسرائيلي في روما، للحصول على توضيحات رسمية، بشأن ما حدث في جنين".
وذكر تاياني أنه تواصل مع نائب القنصل الايطالي اليساندرو توتينو و"هو بخير"، موضحاً أن الأخير "كان بين الدبلوماسيين الذين تعرضوا لهجوم بإطلاق عيارات نارية قرب مخيم جنين للاجئين".
وقال: "نطلب من الحكومة الإسرائيلية توضيحات فورية لما حصل. والتهديدات في حقّ الدبلوماسيين غير مقبولة".
وطالب وزير الخارجية البلجيكي، مكسيم بريفو، إسرائيل، بـ"توضيحات مقنعة".
وقال بريفو إن الدبلوماسي البلجيكي "بخير لحسن الحظ"، مؤكداً أن "هؤلاء الدبلوماسيين كانوا يقومون بزيارة رسمية لجنين، تم تنسيقها مع الجيش الإسرائيلي، ضمن موكب يضم عشرين مركبة، يمكن تحديد هويتها بوضوح".
وندّدت وزارة الخارجية الإسبانية "بشدّة"، بإطلاق الجيش الإسرائيلي، النار باتّجاه الدبلوماسيين.
وجاء في بيان مقتضب أن "الوزارة تحقّق في كلّ ما جرى. كان إسباني ضمن مجموعة الدبلوماسيين وهو بخير. ونحن نتواصل مع بلدان أخرى معنيّة بالمسألة لتقديم ردّ مشترك على ما حصل، وهو أمر نندّد به بشدّة".
وأدانت ألمانيا "بشدة" إطلاق جنود إسرائيليين النار على الدبلوماسيين. وأوضحت وزارة الخارجية في بيان، أمس، أن الوفد كان يضم دبلوماسياً ألمانياً وسائقاً يعمل في بعثة برلين بمدينة رام الله.
وقالت إن الحادثة غير مبررة، مؤكدة أن الدبلوماسيين كانوا بالضفة الغربية في إطار أنشطتهم الدبلوماسية وبالتنسيق مع السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي.
وأضافت إن دور المراقب المستقل الذي يؤديه الدبلوماسيون على الأرض أمر لا غنى عنه ولا يشكل بأي حال من الأحوال تهديداً للمصالح الأمنية لإسرائيل.
وطالبت وزارة الخارجية الألمانية الحكومة الإسرائيلية، بتقديم توضيح بشأن الحادثة على الفور واحترام حصانة الدبلوماسيين.
وأدان سيمون هاريس نائب رئيس وزراء أيرلندا، "بشدة" فعل الجيش الإسرائيلي. وقال: "أشعر بالصدمة والرعب من التقارير التي تفيد بأن مجموعة من الدبلوماسيين، بمن في ذلك دبلوماسيان إيرلنديان مقيمان في رام الله، تعرضوا لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي أثناء زيارتهم لجنين".
وأضاف هاريس، ويشغل أيضاً وزير الخارجية والدفاع، في منشور عبر منصة "إكس": "هذا أمر غير مقبول على الإطلاق وأدينه بشدة"، مشيراً إلى أن أحداً لم يصب بأذى في الحادث.
وأدانت وزارة الخارجية البرتغالية، الهجوم الإسرائيلي على الوفد الدبلوماسي بمخيم جنين، مؤكدة أنها "ستتخذ إجراءات دبلوماسية مناسبة".
واعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن أي تهديد لحياة الدبلوماسيين هو "غير مقبول".
وأضافت كالاس للصحافيين في بروكسل: "ندعو إسرائيل إلى التحقيق في هذه الحادثة ونطلب محاسبة المسؤولين عنها".
ودانت القاهرة، "بأشد العبارات" إطلاق الجيش الإسرائيلي "طلقات نارية.. خلال زيارة عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية من دول مختلفة لمدينة جنين، ومنهم السفير المصري".
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان: "تشدد جمهورية مصر العربية على رفضها المطلق لتلك الواقعة التي تعد منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية، وتطالب الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات تلك الواقعة".
‏كما دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، بأشدّ العبارات، إطلاق النار.
‏وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير د. سفيان القضاة رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لهذا الاستهداف الذي يُعدّ انتهاكاً للاتفاقيات والأعراف الدبلوماسية، خصوصاً اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية العام ١٩٦١ التي تحدد الإجراءات والضوابط الخاصة بالعمل الدبلوماسي وتمنح الحصانات للبعثات الدبلوماسية.
كما استنكرت وزارة الخارجية التركية إطلاق النار، وقالت الوزارة في بيان لها إن "هذا الهجوم، الذي عرّض حياة الدبلوماسيين للخطر، دليل آخر على تجاهل إسرائيل الممنهج للقانون الدولي وحقوق الإنسان"، مضيفة أن دبلوماسيا من قنصليتها في القدس كان من بين المجموعة.
وتابعت "يُشكل استهداف الدبلوماسيين تهديداً خطيراً ليس فقط لسلامة الأفراد، وإنما للاحترام والثقة المتبادلين اللذين يشكلان أساس العلاقات بين الدول".
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده أطلقوا "طلقات تحذيرية" بعدما "انحرفت" الزيارة، التي يقوم بها دبلوماسيون أجانب عن المسار المتفق عليه.
وقال في بيان: "انحرف الوفد عن المسار المعتمد ودخل منطقة لم يُصرح له بالوجود فيها"، مؤكداً أن "الجنود الذين كانوا في المنطقة أطلقوا طلقات تحذيرية".
وأضاف إنه "يأسف للإزعاج الذي تسببت به الحادثة"، مشيراً إلى أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وكان الوفد الدبلوماسي، زار المحافظة التي تعاني جراء تداعيات العدوان الإسرائيلي المتواصل عليها لليوم الـ 121 على التوالي.
وأطلع محافظ محافظة جنين كمال أبو الرب، الوفد على انتهاكات الاحتلال في المحافظة وتأثيرها على مرافق الحياة كافة.
وقال أبو الرب إن ما تقوم به قوات الاحتلال هو انتهاك صارخ بحق أهالي المحافظة، حيث تعرضت جنين ومخيمها إلى 16 اقتحام متواصل منذ العام 2023، ويعد هذا الاقتحام المستمر حتى الآن هو الأعنف.
وتطرق إلى حجم الأضرار التي طالت القطاعات الحيوية، حيث دمر الاحتلال البنية التحتية وهدم مئات المنازل، واستشهد خلال الاقتحام 40 مواطناً، فيما أصيب 200 آخرون برصاص الاحتلال، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف هذا العدوان.
وأكد أن الحكومة تسعى لتأمين الدعم والإسناد للنازحين، والبالغ عددهم 22 ألفا، بينهم 17 ألف مواطن من مخيم جنين، وتشكيل خطة لإيوائهم وإعادة الإعمار، بالشراكة مع القطاع الخاص.
وجرى خلال اللقاء استعراض حجم الأضرار التي أثرت بشكل مباشر على واقع الأداء في مؤسسات جنين، إضافة إلى المعاناة الاقتصادية المتصاعدة بسبب الحصار، وإغلاق حاجز الجلمة العسكري، الذي يعتبر الشريان الاقتصادي لمدينة جنين، وما تبع من ذلك توقف شبه كامل للحياة الاقتصادية والتجارية للمدينة، مطالبين برفع الحصار، ودعم القطاعات المتضررة في المحافظة.
يذكر أن الوفد ضم سفراء مصر، والأردن، والمغرب، والاتحاد الأوروبي، والبرتغال، والصين، والنمسا، والبرازيل، وبلغاريا، وتركيا، وإسبانيا، وليتوانيا، وبولندا، وروسيا، وتركيا، واليابان، ورومانيا، والمكسيك وسيريلانكا، وكندا، والهند، وتشيلي، وفرنسا، وبريطانيا وعدداً من ممثلي الدول الأخرى.

 

أخبار متعلقة :