الكويت الاخباري

طائرات "كواد كابتر" تلاحق النازحين والفارين من القصف - الكويت الاخباري

غزة - "الأيام": "كان الشهيدان حمزة وباسل الشيش يسيران برفقة أفراد أسرتيهما بعدما غادرا منزليهما في حي "أصلان" غرب بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، تحت وطأة القصف الشديد، إلا أن طائرة "كواد كابتر" باغتتهم وأطلقت نحوهم عدة رصاصات ما تسبب باستشهادهما"، هكذا وصفت النازحة "أم سهيل"، تفاصيل استشهاد المواطنيْن "الشيش" أثناء نزوحهما، هرباً من الهجوم الذي تتعرض له بلدة بيت لاهيا، قبيل تقدم دبابات الاحتلال باتجاه المناطق الشمالية للبلدة.
وأشارت إلى أنها كانت تسبق العائلتين في السير على الأقدام بمسافة لم تزد على مائة متر، لافتة إلى أنها كانت قد اختبأت مع العائلتين تحت بناية عندما لاحظ الجميع وجود طائرات "كواد كابتر" تحلّق في سماء المنطقة على مسافات منخفضة جداً.
وأضافت: "فجأة واحنا بنمشي سمعنا صوت إطلاق نار وبعدها شفتهم واقعين على الأرض، وطلبت من أفراد عائلتيهما التماسك ومواصلة السير وأن يحاولوا الاتصال على الإسعاف".
ونقلت "أم سهيل" في الأربعينيات من عمرها، عن مصادر محلية من المنطقة بعد وصولها إلى ملاذ آمن نسبياً في مخيم الشاطئ، أن جثماني الشهيدين، وهما ابنا عم وفي الثلاثينيات من عمريهما، بقيا على الطريق، ولم يستطع أحد الوصول إليهما.
وأوضحت أنها تمكنت من النزوح إلى منطقة أقل تعرضاً للعدوان، فيما غادر غالبية المواطنين تلك المناطق في رحلات نزوح لم تخلُ من إطلاق النار والاعتداءات بمختلف أشكالها.
وروى شهود آخرون عن قيام هذه الطائرات بسلسلة من الإعدامات الميدانية للنازحين، وهو ما زاد من أعداد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات خلال الأيام القليلة الماضية.
كما نقلت سيارات الإسعاف العشرات من الجرحى الذين تعرضوا لشظايا قذائف مدفعية وصواريخ استهدفت منازل تقع في عدة محاور من البلدة.
"ليس أمامنا سوى الصمود والثبات واستمرار الدعاء" بهذه الكلمات بدأ المواطن "أبو فراس" حديثه حول الظروف التي تتعرض لها أسرته المحاصرة بالدبابات شمال غربي بلدة بيت لاهيا.
تحدث "أبو فراس" هاتفياً لـ"الأيام" حول معاناة أسرته التي لم يسعفها الوقت للنزوح والهرب، لتتفاجأ برتل من الدبابات تحيط بالمنزل ومنازل الجيران، وسط إطلاق نار كثيف.
وقال، "كنا قد حزمنا حقائبنا وبقيت دقائق معدودة لنغادر المنزل إلا أن الدبابات اقتحمت الحي وأطلقت النار في كل الاتجاهات، فيما حلّقت طائرات "كواد كابتر" على مسافات منخفضة جداً، وتجولت في الشوارع وهي تطلق النار".
وأضاف، "بعد مشاهدة الدبابات وسماع إطلاق النار فضلت المكوث في البيت، وأن نكثف من الدعاء"، معرباً عن تخوفه من قيام الاحتلال بقصف المنزل فوق رؤوسهم.
وكانت قوات الاحتلال، التي تواصل توغلها واجتياحها مناطق سكنية واسعة، قصفت عشرات المنازل والأهداف المدنية شمال بيت لاهيا، وشرق مخيم جباليا، ما تسبب باستشهاد وإصابة عشرات المواطنين، مع توسيع عملية برية تطلق حكومة الاحتلال عليها اسم "عربات جدعون"، وفقاً لما أعلنته وسائل إعلام عبرية.
ولم تكن عائلة المواطن "أبو فراس" هي الوحيدة المحاصرة في المنطقة ذاتها، بل نقلت وسائل التواصل الاجتماعي مناشدات لعائلات أخرى تتعرض للحصار من قبل الدبابات.

 

أخبار متعلقة :