في إنجاز لافت يعكس عراقة النادي وصلابة فريقه الأول لكرة القدم، سطَّر نادي الاتحاد سطرًا جديدًا في كتاب أمجاده بعد أن أنهى موسم 2024–2025 من دوري روشن السعودي دون أي خسارة على أرضه، ليُتوَّج باللقب مقرونًا بسجلٍّ ناصع البياض داخل معقله، ويصبح بذلك ثاني فريق في تاريخ الدوري يحقق هذا الإنجاز بعد نادي الهلال.
ختام مثالي.. وتتويج مستحق
اختتم "العميد" موسمه الاستثنائي بانتصار ثمين على حساب ضمك بنتيجة 1-0، في مواجهة جرت على ملعب الإنماء بمدينة الملك عبد الله الرياضية (الجوهرة المشعة) بجدة، وسط أجواء احتفالية شهدت تتويج الاتحاد رسميًا بدرع الدوري.
وسجل هدف اللقاء الوحيد النجم الهولندي ستيفن بيرجوين في الدقيقة 72، ليضع بصمته في ليلة لا تُنسى، أكدت تفوق الاتحاد على مدار الموسم، وعززت مكانة الفريق كبطل مستحق للدوري السعودي.
أرقام مبهرة على ملعب "الإنماء"
على مدار الموسم، خاض الاتحاد 17 مباراة على أرضه، حقق خلالها 16 فوزًا وتعادلًا وحيدًا، كان أمام الأخدود بنتيجة 1-1، دون أن يتذوق طعم الخسارة، ما يعكس الانضباط التكتيكي، والاستقرار الفني، والدعم الجماهيري الكبير الذي رافق الفريق في كل مباراة على ملعبه.
ولم يكتفِ الاتحاد بالأداء الجيد، بل قدَّم كرة قدم هجومية منظمة وصلبة دفاعيًا، جعلت من "الجوهرة المشعة" حصنًا عصيًا على كل خصومه.
الاتحاد يسير على خطى الهلال
وبتحقيقه هذا الإنجاز، دخل الاتحاد قائمة نخبوية من الفرق التي حققت اللقب دون خسارة على أرضها، إذ سبق للهلال أن فعلها أربع مرات:
موسم 2009–2010
موسم 2010–2011
موسم 2017–2018
موسم 2022–2023 (دون خسارة على أرضه وخارجها)
لكن ما يُميز إنجاز الاتحاد هذا الموسم أنه جاء بعد عشر سنوات من آخر ألقابه في الدوري، ليكون التتويج أكثر رمزية لجماهيره التي انتظرت طويلًا هذا الإنجاز الكبير، وتوّج صبرها بفرحة استثنائية على أرضهم.
رسالة من المدرج الجداوي: "الاتحاد عاد كبيرًا"
المدرج الجداوي، الذي لطالما اشتهر بحماسه وتأثيره، لعب دورًا محوريًا في هذا النجاح. فالحضور الجماهيري الكبير الذي ملأ مدرجات "الجوهرة" طوال الموسم، كان وقودًا لا يتوقف للنجوم داخل الملعب.
ومع التتويج في الجولة الختامية على أرضه، أرسل الاتحاد رسالة قوية لبقية المنافسين مفادها: "الاتحاد عاد كبيرًا.. وعاد ليبقى".
بطولات جديدة تلوح في الأفق
مع التتويج بلقب الدوري دون خسارة على أرضه، وامتلاك مجموعة متجانسة من النجوم المحليين والأجانب، يبدو أن الاتحاد لا ينوي التوقف عند هذا الإنجاز، بل يستعد للذهاب بعيدًا في البطولات القارية، وعلى رأسها دوري أبطال آسيا وكأس العالم للأندية المقبلة.
وفي ظل استقرار إداري وفني، ودعم جماهيري لا محدود، قد تكون هذه بداية عصر ذهبي جديد للاتحاد.