وبهذا الفوز أيضًا حصد المدرب الفرنسي مع الفريق الباريسي الثلاثية المحلية للموسم الثاني على التوالي، ليعادل عدد ألقاب مارسيليا في بطولة الكأس، لكن سعادة بلان تلاشت بعد لقاء جمعه ورئيس نادي باريس سان جيرمان، في الـ3 من يونيو، وصف فيه موسم الفريق بالفشل، بسبب الخروج من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي، ثم في 27 يونيو نفسه أعلن باريس سان جيرمان عن تغييرات واسعة قبل بداية الموسم الجديد، أولها رحيل بلان.
ركود اختياري
رحيل بلان لم يكن إلا هدنة معتادة في حياة مدرب، مثله قبل الانتقال للمحطة التالية، لا سيما أن سيرته الذاتية تشمل تدريب منتخب فرنسا لعامين، ثم قيادة باريس سان جيرمان للهيمنة المحلية 3 سنوات، فكان في انتظار الارتقاء درجة أو حتى الثبات في هذا المستوى.
غير أن ما حدث له كان خارج التوقعات، إذ دخل نفق الركود بعد شائعات عن تدريبه مانشستر يونايتد، تشيلسي، منتخب أمريكا، وبعض الأندية الإنجليزية والإيطالية والإسبانية، والألمانية أيضًا دون تأكيد عملي.
ويمكن القول إن بلان أسهم في تجميد نفسه بنفسه عندما ألمح إلى رغبته في البقاء داخل فرنسا، ورفض تمامًا تدريب أي منتخب آخر لا يتحدث الفرنسية، خشية الاصطدام بحاجز اللغة.
مرحلة اليأس
مر عامٌ تلو الآخر، وبلان يصرح برغبته في العودة للتدريب تارة، ويشكو غياب العروض الفرنسية تارةً أخرى، حتى وصل إلى مرحلة اليأس.
في نهاية 2020، أدلى بلان بتصريحات مؤثرة، قال فيها: «لا زلت أرغب في العودة إلى التدريب، ولكن كلما مر الوقت قل إيماني بإمكانية حدوث ذلك»، وأضاف: «متأكد من أنني سأعود، ولكن لن يكون ذلك مع الكبار، ربما يكون ذلك مع الأطفال، لدي الكثير لأفعله مع المبتدئين».
إنقاذ عربي
لكن بعد أيام قليلة من تلك التصريحات، عاد لوران بلان للتدريب من بوابة الريان القطري، ورغم تراجع الريان مع بلان من المركز السادس إلى الثامن في الدوري القطري، وودع دوري أبطال آسيا من دور المجموعات، لكنه وصل معه إلى نهائيين.
غير أن الحظ لم يبتسم للمدرب الفرنسي، فخسر نهائي كأس نجوم قطر أمام السيلية، ثم خسر نهائي كأس أمير قطر أمام السد.
في الموسم التالي، تعاقد الريان مع، جيمس رودريجيز، وستيفن نزونزي، وياسين براهيمي، على أمل تحسن النتائج تحت قيادة بلان، لكن ذلك لم يحدث، فأقيل في فبراير 2022، بينما كان الفريق بالمركز التاسع.
بعد 10 أشهر، قاد بلان فريق ليون، خلفًا للمدرب الهولندي، بيتر بوش، وصعد به لنهائي كأس فرنسا، قبل الهزيمة من نانت، كما أنهى الدوري الفرنسي في المركز السابع، لكن باريس سان جيرمان وجه ضربة جديدة إلى بلان، إذ تسبب في إقالته من ليون، في سبتمبر 2023، عقب الفوز عليه 4/ 1.
الخسارة كانت الثالثة في أول 4 مباريات لفريق ليون في الدوري الفرنسي، فيما انتهت مباراة أخرى بالتعادل، وبات الفريق في المركز قبل الأخير بنقطة وحيدة، وقررت الإدارة الإطاحة ببلان، لقد كانت تلك عودة ناقصة لعالم التدريب، إذ مارس المدرب مهنته المفضلة، غير أنه لم يصل إلى أي شيء.
عودة مفاجئة
انتظر بلان 10 أشهر أخرى، إذ أعاده الاتحاد للأضواء بترشيح من كريم بنزيما، وتعاقد معه العميد لمدة موسمين حتى صيف 2026.
لقد كان الاختبار ثقيلا على الجانبين: إدارة الاتحاد التي رأى كثيرون أنها راهنت على مدرب عاطل، وبلان نفسه الذي كان يريد نفض الغبار عن نفسه عبر مسابقة اجتذبت إليها الأضواء العالمية من أوسع الأبواب.
وكالعادة كانت الوصفة الفرنسية المفضلة حاضرة، إذ دعم الاتحاد صفوفه بنجوم يتحدثون الفرنسية، على غرار موسى ديابي، وحسام عوار، إلى جانب القائد كريم بنزيما، ونجم الوسط نجولو كانتي.
الرقصة الأخيرة
عاد بلان؛ ليعود للذهب بعد 9 سنوات من تتويجه الأخير، في الـ21 من مايو 2016، إلى منصات التتويج، ولم تكن العودة عادية، إذ نجح في قيادة النمور للجمع بين الدوري وكأس الملك للمرة الأولى في تاريخه، ويبدو أن التتويج الثنائي لن يكون الرقصة الأخيرة للمدرب الفرنسي، ففي حال استمرار بلان في الموسم المقبل، كما هو مُتوقع، فستكون أمامه 4 ألقاب للمنافسة عليها، بدءًا من كأس السوبر السعودي، ثم الدوري والكأس السعوديين، إضافة إلى المهمة الثقيلة: دوري أبطال آسيا للنخبة، بحثًا عن أول لقب قاري في مسيرته.
-21 مايو 2016 كان أخر تتويجات بلان بالذهب.
- 9 سنوات من الصراع قضاها الفرنسي قبل العميد.
- الاتحاد تعاقد مع بلان في مغامرة كبرى.
- تتويج الاتحاد بالدوري ثم الكأس أنهى صراع النحس مع بلان.
- الفرنسي حقق الثنائية للمرة الأولى في تاريخه كمدرب.
- 4 بطولات كبرى تنتظر بلان كاختبار صعب في الموسم المقبل.
0 تعليق