كشف إيلون ماسك، أن شركته سبيس إكس لا تزال تستهدف المريخ العام المقبل بمركبتها العملاقة "ستارشيب"، على الرغم من بعض العثرات الأخيرة التي واجهتها مع الصاروخ العملاق، وقال إن سبيس إكس ستطلق أكبر مركبة فضائية انشأتها هذا العام، في خطوة ثابتة تجاه خططها لمساعدة البشرية على استيطان الكوكب الأحمر، فمن المتوقع أن تنطلق النسخة 3 قريبًا، حيث يهدف إلى الإطلاق لأول مرة في نهاية هذا العام.

وفقا لما ذكره موقع "space"، قال ماسك في العرض التقديمي الذي استغرق 42 دقيقة، والذي نشرته سبيس إكس على X، في إشارة إلى العمل الجاري مع ستارشيب: "يُقاس التقدم بالجدول الزمني لإنشاء حضارة مكتفية ذاتيًا على المريخ".

يتكون الصاروخ الضخم من عنصرين، كلاهما مصمم ليكون قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل وبسرعة: معزز يسمى سوبر هيفي، ومرحلة علوية يبلغ ارتفاعها 171 قدمًا (52 مترًا) تُعرف باسم "ستارشيب".

أجرت ستارشيب تسع رحلات تجريبية، ووصلت إلى الفضاء في المهمة الأخيرة ولكنها واجهت مشكلة بعد ذلك بوقت قصير، على ما يبدو بسبب تسرب الوقود؛ فقدت سبيس إكس السيطرة على المركبة، وسقطت عائدةً إلى الأرض في عملية إعادة دخول غير منضبطة فوق المحيط الهندي.

واجهت المركبة الفضائية أيضًا مشاكل في رحلتيها 7 و8، اللتين أُطلقتا في يناير ومارس من هذا العام على التوالي، وفي كلتا المرتين، انفجرت المركبة بعد أقل من 10 دقائق من انطلاقها، مما أدى إلى تساقط الحطام على المحيط الأطلسي.

بدا ماسك مطمئنًا بعد إطلاق الرحلة 9، مشيرًا إلى تحسن أداء المركبة مقارنةً بعمليتي الإطلاق السابقتين، ومؤكدًا أن الشركة تمتلك ثروة من البيانات لتحليلها مستقبلًا.

وأضاف: "لذا، مع كل عملية إطلاق، وخاصةً في الأيام الأولى لستارشيب، يتعلق كل إطلاق بتعلم المزيد حول ما هو مطلوب لجعل الحياة متعددة الكواكب وتحسين المركبة الفضائية إلى الحد الذي يسمح لها بنقل مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين، من الناس إلى المريخ".

وتعد "ستارشيب" هى أكبر وأقوى مركبة على الإطلاق؛ حيث يبلغ ارتفاع النسخة الحالية حوالي 121 مترًا (397 قدمًا)، لكنه سيزداد حجمًا في السنوات القادمة، إذا سارت الأمور وفقًا للخطة.

وأوضح ماسك، أن النسخة التالية من المركبة، والمعروفة باسم النسخة 3، سيبلغ ارتفاعها 124.4 مترًا (408 أقدام) عند اكتمالها، ويُتوقع أن يكون هذا الطراز قادرًا على الطيران إلى المريخ والمساعدة في استيطانه.

وأضاف ماسك أنه سيكون قابلًا لإعادة الاستخدام بشكل موثوق وسريع، وسيتم تزويد المرحلة العليا بالوقود في مدار الأرض، وهي قدرة ضرورية للسفر في الفضاء، لأن الإطلاق بكل الوقود اللازم على متنه سيترك كتلة محدودة متاحة للحمولة، وأضاف أنه إذا سارت الأمور على ما يرام، فقد تتجه ستارشيب إلى المريخ بعد عام أو نحو ذلك.