ألعاب سباق كلاسيكية أسهمت في تطوير نوع ألعاب السباق ليكون كما هو اليوم – الجزء الخامس عشر - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

نستكمل مقالتنا 

Beetle Adventure Racing (1999)

تُعد من أعظم مُتَع ألعاب السباقات تلك الفرصة التي تتيح لك قيادة سيارات لا يمكنك الاقتراب منها في الواقع دون أن يتم طردك مباشرة من صالة العرض. وحتى في عام 1999، حين كان طراز “بيتل الجديدة” لا زال جديدًا فعلًا، لم يكن هذا الطراز جزءًا من أحلامنا في عالم السيارات، وهذا ما جعل صدور لعبة Beetle Adventure Racing على جهاز N64 مفاجئًا. لكن الأكثر مفاجأة فعلًا كان جودة اللعبة نفسها.

ias

هذه اللعبة المظلومة في التقييم بدأت حياتها، على ما يبدو، كمشروع يُعرف باسم Need for Speed 64، قبل أن يبرم أحد المدراء في شركة Electronic Arts صفقة ترخيص مع شركة Volkswagen، على الأرجح بعد غداء باهظ التكلفة. ومن هناك، اتخذ المشروع منعطفًا حادًا وتحول إلى لعبة سباق مرحة تتمحور حول سيارات مدمجة ذات تصميم كلاسيكي.

ورغم هذا التحول الغريب، فقد احتفظت اللعبة بنموذج تحكم فائق الدقة استفاد إلى أقصى حد من عصا التحكم التناظرية الخاصة بجهاز N64، وهو ما يشكل جوهر تجربة القيادة الممتعة فيها. وبفضل إضافة قدرات خاصة ومسارات سباق غير تقليدية، أصبح للعبة طابع فريد يميزها عن غيرها. أخذتك اللعبة إلى جزر بركانية وغابات مسكونة، وحتى إلى مضمار يُدعى Coventry Cove. وبما أنه سباق مليء بالبهجة وسط ريف إنجليزي ساحر، وليس ازدحامًا مروريًا في كابوس خرساني على طراز ما بعد الحرب، فمن الواضح أن الاستوديو الأمريكي Paradigm Entertainment لم يزر مدينة كوفنتري في التسعينيات أبدًا.

والأغرب من ذلك أن اللعبة نُشرت في أستراليا تحت اسم HSV Adventure Racing، حيث استُبدلت سيارة Beetle بسيارة Holden Commodore العضلية المزودة بمحرك V8 سعة 5.0 لتر، وهو ما جعل التجربة أقل إحراجًا بالنسبة للمراهقين الأستراليين.

Emergency Call Ambulance (1999)

لا توجد الكثير من تجارب ألعاب القيادة التي يمكن تصنيفها ضمن فئة “الرعب”. أقرب ما يختبره معظم الناس هو محاولة خوض سباق ليلي على حلبة نوربورغرينغ نوردشلايف في لعبة Gran Turismo. لكن ذلك فقط لأنهم لم يسبق لهم تجربة لعبة Sega التي تبدو بريئة ظاهريًا: Emergency Call Ambulance.

تبدو اللعبة، من الوهلة الأولى، وكأنها تجربة عادية تمامًا. تلعب فيها بدور سائق إسعاف في مدينة شيكاغو، مهمتك إيصال المرضى إلى المستشفى بأسرع ما يمكن. تشبه لعبة Crazy Taxi، لكن الحقيقة تظهر فور بدء اللعبة. المشهد الافتتاحي يصوّر حادث سيارة مروع، يُنتشل منه طفل يبلغ من العمر عشرة أعوام من بين الحطام بواسطة كلب العائلة، مما يثير تساؤلًا وجيهًا: ألم يكن هناك شخص مؤهل أكثر للقيام بذلك؟

ثم تقع على عاتقك مهمة القيادة، والطفل “جاك” في المقعد الخلفي، بينما تسابق الزمن للوصول إلى المستشفى وتتجنب الاصطدام بالمركبات الأخرى، لأن كل تصادم يؤدي إلى تسارع دقات قلبه وتدهور حالته. وبما أن الغرض الأساسي من ألعاب الأركيد هو استنزاف نقودك، فمن المرجح أنك ستفشل مرة واحدة على الأقل، مع نتائج صادمة لا تخلو من الأثر النفسي.

وجود لعبة كهذه أصلًا أمر مذهل بحد ذاته، ناهيك عن كونها تأتي في هيئة لعبة أركيد ملوّنة ومبهجة الشكل. ومع ذلك، فهي آلة ناجحة لجني الأرباح: لأن اللاعبين فعلًا كانوا يضخون النقود بكل ما أوتوا من طاقة حتى يتمكنوا من إيصال ذلك الطفل إلى المستشفى. لتُفاجئهم اللعبة في النهاية بإدخال الكلب إلى غرفة الطوارئ. تصرف غير صحي على الإطلاق.

Stunt Car Racer (1989)

توفّر منشآت الفورمولا 1 الحديثة مستويات أمان مذهلة. الانحراف عن المسار لا يُعد نهاية العالم، بل هناك عادة مساحات شاسعة من الأسفلت تشبه مواقف سيارات ديزني لاند تتيح لك العودة إلى الحلبة بأمان. لكن الأمر مختلف تمامًا مع لعبة Stunt Car Racer الصادرة عام 1989، حيث الخروج عن حدود المضمار المرتفع يشبه السقوط من ارتفاع لا يقل عن خمسين قدمًا، لينتهي بك الحال مغروسًا في الأرض كرمح طائش.

رغم هذا التناقض الظاهري، هناك قاسم مشترك غير متوقع. فقد جاءت Stunt Car Racer من عقلية Geoff Crammond، نفس العبقري المعروف بإنتاجه لسلسلة محاكاة الفورمولا 1 الواقعية Grand Prix. لكن هذه اللعبة تمثّل ما يحدث عندما يقرر مهووسو الفيزياء الترفيه عن أنفسهم: لعبة سباق خيالية تمامًا مبنية على نظام تعليق دقيق إلى حد السخرية. هؤلاء يعرفون كيف يحتفلون بطريقتهم الخاصة.

وبما أنها قائمة على محاكاة حقيقية، لم يكن الهدف في اللعبة مجرد الانطلاق بأقصى سرعة ممكنة، بل كان عليك الانتباه جيدًا من الهبوط العنيف بعد القفزات، لأن كل اصطدام عنيف يتسبب في ظهور شرخ في هيكل الأنبوب المحيط بالشاشة. كذلك، توجّب عليك إدارة استخدام ميزة “التيربو” بحذر، والتي تجعل المحرك المكشوف يتحول مؤقتًا إلى ما يشبه مشواة مشتعلة. وكان التحدي هنا لا يتمثل في نفاد التيربو مبكرًا، بل في تجنّب أن تُطلق نفسك عبر الهواء بسرعة جنونية لتخرج عن نطاق الجاذبية الأرضية دون قصد.

كل حلبة في اللعبة كانت أشبه بسيرك متوازن، حركة واحدة خاطئة بإحدى العجلات كفيلة بإسقاطك نحو الأرض. لكن أصعب اختبار في اللعبة كان مضمار Ski Jump في القسم الأعلى من التصنيف، وهو عبارة عن حلقة تضم سقوطًا حرًا يستمر خمس ثوانٍ كاملة في كل لفة. وإذا خرجت من تلك القفزة سالـمًا دون تدمير الهيكل الأنبوبي بالكامل، حينها فقط يمكنك اعتبار نفسك قد أحرزت اللقب غير الرسمي كـ “سيّد أخطر تحديات سباقات الـ16-بت”.

d6e0390408.jpg

لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق