فى اكتشاف قد يغير فهمنا لتكوين المجرات، أعلن علماء فلك عن رصد مرشح لمجرة مظلمة قريبة من مجرة درب التبانة، المجرة المظلمة هى نظام نظرى يفتقر للنجوم ويتكون فى معظمه من المادة المظلمة، ويُعتقد أنها قد توفر أدلة مهمة لتحسين نماذج تشكّل المجرات فى الكون.
تم رصد هذه المجرة المحتملة داخل سحابة غازية ضخمة وسريعة الحركة، تم اكتشافها لأول مرة فى ستينيات القرن الماضى، ووفقًا لما نشرته دورية Science Adviser، أظهرت صور عالية الدقة أن السحابة المعروفة باسم “ميثيل فورمات” تبدو كعقدة ضيقة من الغاز، ما يعزز احتمالية كونها مجرة مظلمة.
لكن الاكتشاف لا يزال محل جدل بين علماء الفلك، حيث يرى بعض الباحثين، مثل توبياس فيستماير، أن هذه الكتلة الغازية ليست سوى سحابة عادية تقع على أطراف مجرتنا درب التبانة، وليست مجرة مظلمة حقيقية.
ويشير التقرير إلى أن دراسات سابقة منذ مطلع الألفينات زعمت اكتشاف مجرات مظلمة، لكنها فيما بعد صنفت على أنها سحب غازية خاطئة التقدير. مع ذلك، يؤكد فريق الدراسة أن المجرة المفترضة ربما تكون قد تشكّلت بعد تصادم مع غاز كونى قرب مجرتنا.
العالم جين-لونغ شو من الأكاديمية الصينية للعلوم فى بكين، قال لمجلة Science News أن هذا الرصد قد يمثل أول دليل على وجود مجرة مظلمة فى الكون القريب.
وقد أُجرى هذا الاكتشاف باستخدام ثلاث تلسكوبات راديوية، من بينها تلسكوب “فاست” العملاق الواقع فى جنوب الصين، حيث تتبع العلماء سرعة الغاز الهيدروجينى واتجاهه واستنتجوا أن الجسم يقع على بُعد 900 ألف سنة ضوئية من الأرض.
ويُعَدّ هذا الاكتشاف خطوة مهمة لفهم المادة المظلمة وتطور المجرات، كما قد يسهم فى تحسين النماذج الحاسوبية الفلكية المستخدمة لمحاكاة نشأة وتطور الكون.
0 تعليق