عاجل

كيف استفادت وكالة الفضاء الأوروبية من أول كسوف اصطناعى لدراسة ظواهر طبيعية - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

اكتشفت وكالة الفضاء الأوروبية طريقة لإنشاء كسوف شمسى خاص بها، عند الطلب، وكل ما تطلّبه الأمر هو مركبتان فضائيتان آليتان تحلقان فى تشكيل دقيق، يفصل بينهما مليمتر واحد فقط، على بُعد آلاف الأميال من الأرض، فكسوف الشمس الكلى يُعدّ من أكثر ظواهر الطبيعة إثارة ورعبا، ويرتبط كلٌّ من هذا الكسوف المذهل والمرعب بوضوح بمأساة اكتساح الشمس لطبقة متصاعدة من الظلام، وندرة حدوث مثل هذه الحالات، وبينما يحدث كسوف الشمس مرة كل 18 شهرا فى مكان ما على الأرض، فإن المسار الضيق جدا للكسوف على سطح الكوكب الكروى يعنى أن احتمالات حدوث كسوف كلى فى مكان ما تبلغ فى المتوسط مرة كل 375 عاما، وهى مسافة كافية لإخافة جيل كامل.


كسوف اصطناعي للشمس

لا عجب أن البشر، منذ عصور ما قبل التاريخ، قد ابتكروا طرقا للتنبؤ بالكسوف، وأن إحدى وظائف حاسوب ستونهنج هى العمل كجهاز حاسوب عملاق للكسوف، مع أننى أفهم أنه يمكنك الآن الحصول على تطبيق أصغر حجما لهذا الغرض، وفقًا لموقع newatlas.

اليوم، ازداد الاهتمام بالكسوف الكلى، إن لم يكن أكثر، فإلى جانب السياحة ومتابعى الكسوف المتفانين، يحرص العلماء بشدة على الكسوف الكلى، لأنه بحجب ضوء الجسم الرئيسى للشمس، يُمكن إلقاء نظرة مفصلة على غلافها الجوى أو هالتها، مما يُقدم أدلة على أسرار كيفية عمل أقرب نجم إلينا.

المشكلة هى أن مثل هذه الكسوفات ليست نادرة فحسب، بل غالبا ما تحدث فى مواقع نائية، بل إنها لا تستمر سوى لبضع دقائق فى أى بقعة، لذلك عادة ما ينفق علماء الفلك ثروة صغيرة على طائرات الأبحاث لمتابعة مسار الكسوف الكلى قدر الإمكان.

ما يريده العلماء هو إيجاد طريقة لإنشاء كسوفاتهم الخاصة عند الطلب - ويفضل أن تكون تلك التى تستمر لساعات وتكون خارج الغلاف الجوى للأرض.

هذا هو الأساس المنطقى وراء مهمة بروبا-3 التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.

أُطلقت مهمة بروبا-3 عام 2024، بتكلفة 200 مليون يورو ما يعادل 230 مليون دولار وهى مهمة تجريبية تكنولوجية تهدف إلى إظهار كيفية استخدام أحدث تقنيات الطيران التشكيلى الدقيق لإنشاء كسوف شمسى اصطناعى، كما فعلت المركبة الفضائية الخيالية كروزر C57D فى فيلم الخيال العلمى الكلاسيكى " forbidden planet".

تتكون المهمة من قمرين صناعيين صغيرين يُطلق عليهما اسم "كوروناغراف" و"أكولتر"، يبلغ حجم كل منهما حجم الغسالة تقريبا، إلا أن التشابه بينهما ينتهى عند هذا الحد، وتدور هذه المركبات حول الأرض فى مدار بيضاوى الشكل كل 19.6 ساعة، على مسافة تتراوح بين 373 ميلا و37610 أميال، وتعمل كوحدة واحدة، حيث تحلق كل منها على بُعد 492 قدما (150 مترا) من الأخرى، بفارق مليمتر واحد.

هذا النوع من الطيران المدارى الضيق ليس جديدا، فقد استخدمت العديد من البعثات فى الماضى هذه التقنية لأشياء مثل رسم خرائط شذوذ الجاذبية الكوكبية والمجالات المغناطيسية، لكن هذا لا يُسهّل الأمور، ذلك لأن الطيران التشكلى للمركبات الفضائية يختلف تماما عن الطيران بالطائرات أو ربط الأقمار الصناعية ببعضها بخيوط، فالطيران التشكلى هو فى الواقع استعارة أرضية لتغطية تمرين معقد للغاية فى ميكانيكا الأجرام السماوية.

فى الواقع، لا تحلق المركبتان الفضائيتان فى تشكيل واحد، من الأدق القول إنهما يدوران فى مدارات متوازية، حيث يبذل الثنائى قصارى جهدهما لإبقاء أحدهما خلف الآخر، وكلاهما على خط واحد مع الشمس، ويحققان ذلك باستخدام برامج ذاتية متطورة، ونظام تحديد المواقع العالمى (GPS)، وأجهزة تتبع النجوم، وأجهزة تتبع الشمس، وترتيب يعمل فيه جهاز الاحتجاب الأمامى كمركبة فضائية "رئيسية"، بينما يعمل جهاز الإكليل الخلفى كـ "تابع" يتبع جهاز الاحتجاب.

حاليًا، تُعلن وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) عن أولى صور كسوف الشمس الاصطناعى المُلتقطة من الفضاء.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق