يعد يوم 14 أبريل 1970أحد أبرز الأيام التى دخلت التاريخ كواحدة من أخطر اللحظات في تاريخ استكشاف الفضاء، حينما تحوّلت مهمة فضائية أمريكية إلى كفاح من أجل النجاة، إثر انفجار مدوٍ في خزان الأكسجين على متن مركبة الفضاء "أبولو 13"، مما شكّل تهديداً حقيقياً لحياة روّادها الثلاثة، وأعاد تعريف معنى "النجاة بأعجوبة" في قاموس المهام الفضائية.
حلم يتحول إلى كابوس
انطلقت مهمة "أبولو 13" في 11 أبريل 1970، كجزء من برنامج أبولو التابع لوكالة ناسا، وكان هدفها الهبوط على سطح القمر، بقيادة القائد "جيم لوفيل"، والطيار "جاك سويغرت"، و"فريد هايس"، لكن بعد حوالي 56 ساعة من الإقلاع، في مساء يوم 13 أبريل (بالتوقيت الأمريكي)، وقع انفجار مفاجئ في خزان الأكسجين رقم 2 في وحدة الخدمة، تبعه انخفاض سريع في الضغط الكهربائي وإضاءة أضواء الإنذار في المركبة.
الجملة التي أرعبت العالم: "هيوستن، لدينا مشكلة"
كانت هذه العبارة بمثابة إعلان عن بداية أزمة غير مسبوقة، فقد أدّى الانفجار إلى فقدان إمدادات الطاقة والهواء، ما جعل البعثة غير قادرة على الهبوط على سطح القمر، وتحولت المهمة فوراً إلى عملية إنقاذ معقّدة.
من الفضاء إلى الأرض: صراع ضد الزمن
اضطر الفريق إلى إغلاق وحدة القيادة والاحتماء بوحدة الهبوط القمري "الأكوايريس"، والتي لم تكن مصممة لدعم ثلاثة أشخاص لمدة طويلة. وبالرغم من محدودية الموارد، والبرد القارس، ومستويات ثاني أكسيد الكربون المتزايدة، عمل طاقم المركبة بالتعاون مع فرق ناسا في مركز التحكم الأرضي لإيجاد حلول مبتكرة، بما في ذلك تصنيع جهاز بدائي لتنقية الهواء من المواد المتاحة لديهم.
العودة المعجزة
في 17 أبريل 1970، وبعد أربعة أيام من العزلة القاتمة والقلق، عادت "أبولو 13" إلى الأرض بسلام، وهبطت في المحيط الهادئ. كان ذلك انتصارًا للعلم، للهندسة، وللروح البشرية في مواجهة المستحيل. واعتُبر ما حدث "فشل ناجح" — إذ فشلت المهمة، لكنها أنقذت الأرواح وأثبتت قدرة البشر على الصمود والتكيّف.
0 تعليق