نستكمل معكم الجزء الثاني من هذا المقال ضمن سلسلة مقالات Top 10 أو توب 10 الحديث الذي بدأناه أول مرة عن الجزء الأول من مقال “One Piece: الأنمي أم المانغا – أيهما الأفضل؟“، هذه المرة سنسلط الضوء على ماتبقى من المقال وسنتحدث عن أشياء مثيرة وجديدة من خلال المقارنة بين الأنمي والمانغا One Piece من ابداع Eiichiro Oda.

الفن والأسلوب (“يتفوق المانغا في هذه الناحية”)

شهدت رسومات المانغا تطورًا ملحوظًا على مدى مئات الفصول، فمثلًا تختلف لوحات الغلاف والتنسيق الفني في الفصل 1 عن الفصل 1000 اختلافًا كبيرًا.

لوحات فنية مذهلة: بعض الصفحات تمتاز بتفاصيل خلفية معمارية وشخصيات ثانوية متفرقة، حتى قد يستغرق القارئ دقائق لاستكشاف جميع العناصر فيها.

أسلوب Oda التعبيري: استخدام الخطوط المتغير سمكها وتنسيق الفقاعات الحوارية يساعد في نقل الإيقاع الدرامي؛ كالصفحات ذات الإطارات الصغيرة المتتالية لإظهار السرعة، أو الإطار الكبير لصورة شخصية في لحظة مفصلية.

التصميم المقصود: المانغا هي الوسيط الأصلي لـ Oda، ما يجعلها أرقى طريقة للاستمتاع بفنه الخالص دون اقتطاع أو تعديل من استوديو Toei.

لقد تطور عمل Oda تدريجيًا، فبعض لوحات المانغا آسرة حقًا. خطوطها المعبرة ولوحاتها تجعل الشخصيات تنبض بالحياة على الصفحة. خلفيات كل لوحة غنية بالتفاصيل، مليئة بشخصيات مجهولة الهوية، ​​وتفاصيل أخرى قد تقضي ساعات في تأملها. مع أن الأنمي جميل بحد ذاته، إلا أن المانجا مميزة، مما أكسبها المركز الأول.

الطول والزمن المستغرق (“يتعادل هنا كل من المانغا والأنمي”)

عند الحديث عن وتيرة الأحداث، لا بد من التطرق إلى مسألة طول كل من الأنمي والمانغا. إذا كنت تحاول اللحاق بالقصة بأسرع وقت ممكن، فإن المانغا ستكون الخيار الأنسب، إذ أن قراءة فصل واحد يستغرق وقتًا أقل بكثير من مشاهدة حلقة كاملة من الأنمي.

ولكن، إن كنت من الأشخاص الذين يستمتعون بالرحلة أكثر من الوصول إلى النهاية، فقد لا يُشكل طول الأنمي مشكلة بالنسبة لك. في الواقع، هناك من يرى أن وجود أكثر من 1000 حلقة هو ميزة بحد ذاتها، لأنها تعني المزيد من المحتوى للسلسلة المفضلة لديهم. لهذين السببين، يُمكن اعتبار هذا الجانب متعادلًا بين النسختين.

المحتوى الإضافي (“يتعادل هنا كل من المانغا والأنمي”)

يمتلك كل من الأنمي والمانغا على محتوى إضافي خارج الحلقات والفصول الرئيسية، وكلاهما جدير بالمشاهدة، بالنسبة للأنمي، هناك أكثر من اثني عشر فلما تم إصدارها على مدار السنين، تسهم في توسيع عالم السلسلة وتقديم شخصيات جديدة. ورغم أن هذه الأفلام ليست جزءًا من القصة الأصلية، إلا أن بعضها يُعد من الأعمال الممتعة والمحبوبة وتستحق المشاهدة لدى الجماهير.

أما في المانغا، فيأتي المحتوى الإضافي عبر ركن الأسئلة (SBS Question Corner)، وهو جزء خاص في كل مجلد يُجيب فيه المؤلف Eiichiro Oda على رسائل وأسئلة المعجبين.

وعلى الرغم من أن هذه الأسئلة والإجابات قد تكون طريفة أو غير جدية (سخيفة) في كثير من الأحيان، إلا أنها تحتوي على معلومات ممتعة ومفيدة، مثل أعمار وأعياد ميلاد أعضاء الطاقم، وتفاصيل مُضحكة وغريبة عن شخصيات ثانوية لم تأخذ حيزًا كبيرًا في القصة.

صحيح أن هذا الركن لا يُضاهي فيلمًا كاملًا من حيث الإنتاج، لكن كل من الأفلام وركن الأسئلة يساهمان بطريقتهما في توسيع عالم العمل.  ولهذا، يُعتبر هذا الجانب متعادلًا أيضًا بين الأنمي والمانغا.

يعاني الأنمي أحيانًا من مشاكل في الإيقاع واستخدام الحلقات الحشو التي لا ترتبط بالقصة الأصلية، فتجد نهايات الحلقات لا تتزامن مع أفضل اللحظات الدرامية. فقد يبدو واضحًا أن المشاهد يُحرم من مشاهد القتال بدافع الحشو، إذ يقضي الأبطال حلقة كاملة في مونولوجات طويلة بدلًا من الانخراط في المعارك. هذه الحلقات المطوَّلة تسبب إحباطًا للمشاهدين، بينما لا تعاني المانغا من هذه المشكلة؛ فبفضل وتيرتها الأسرع وخلوها من الحشو، يُنهي كل فصل بنهاية أكثر إرضاءً حتى لو كان نهاية معلَّقة.

الخلاصة أو الحكم 

في المجمل، يمتلك كل من الأنمي والمانغا نقاط قوة تميز كل منهما، والاختيار بينهما يعتمد بشكل كبير على تفضيلاتك الشخصية. إذا كنت تبحث عن مشاهد قتال حماسية وتجربة غامرة مدعومة بالصوت والموسيقى، فالأنمي سيكون خيارك الأفضل.

من ناحية أخرى، تتميّز المانغا بإيقاعها المُحكم ورسوماتها الجميلة، مما يجعلها مثالية لمن ينزعج من الإطالة في السرد. ورغم أن الفارق بين النسختين من حيث القصة ليس كبيرًا، فإن المانغا تقدم تجربة أكثر إحكامًا وعمقًا.

وبغض النظر عن النسخة التي تختارها (أو ربما الاثنتين معًا)، فلا يوجد خيار خاطئ.

 يُعد هذا العمل من أكثر السلاسل شعبية وتأثيرًا في تاريخ الأنمي والمانغا، وأيًا كان الطريق الذي تسلكه، فأنت أمام رحلة تستحق الاكتشاف.

إلى هنا نأتي إلى ختام مقالنا هذا… والذي تحدثنا فيه عن مقارنة خاصة بأنمي One Piece بين الأنمي أم المانغا أيهما الأفضل، أترككم مع قراءة مقالنا السابق بعنوان “أفضل 10 أفلام One Piece حسب ترتيبها من الأدنى إلى الأعلى جودة وقوة”.