أحدثت لعبة Look Outside، من تطوير فرانسيس كولومب ونشر Devolver Digital، صدمة حقيقية في عالم ألعاب الرعب، حيث فاجأت اللاعبين بتجربة نفسية وكونية غير متوقعة. اللعبة، المتوفرة حاليًا فقط على منصة Steam، تأخذ اللاعب في رحلة مرعبة داخل مبنى سكني محاصر بكارثة غامضة تجعلك تتساءل: هل من الأفضل البقاء في الداخل، أم المخاطرة والنظر إلى ما هو في الخارج؟

يبدأ اللاعب بدور شخصية تُدعى “سام” (مع إمكانية تغيير الاسم)، والذي يستيقظ من حلم غريب بدافع لا يمكن مقاومته للنظر خارج النافذة. لكن هذا الفعل البسيط قد يكون بداية لكارثة لا يمكن التراجع عنها، إذ أن كل من يخرج أو ينظر خارجًا يتحول بطرق جسدية مرعبة وصادمة.

ما يزيد من توتر اللعبة هو شخصية “سيبيل”، الجارة الغامضة التي لا تظهر إلا من خلال فتحة في الجدار وتعدك بأن كل شيء سينتهي خلال 15 يومًا، إذا التزمت بالبقاء. وبين جمع الموارد، والتفاعل مع جيران تتراوح صفاتهم بين الغرابة والتهديد، تبدأ الأسئلة الأخلاقية بالظهور: هل ستساعد الآخرين؟ هل تثق في الغرباء؟ وهل القرارات التي اتخذتها كانت فعلًا ضرورية؟

اللعبة تقدّم أسلوب لعب قائم على الأدوار، حيث تُتاح لك الفرصة للقتال، أو الهرب، أو حتى الحوار مع كائنات بعضها يبدو ودودًا، لكن لا شيء مؤكد. الغموض يخيّم على كل شيء، وحتى في لحظات الراحة في شقتك، لا يمكنك الشعور بالأمان التام.

تصميم الكائنات في اللعبة مذهل ومقزز في آن، باستخدام فن البيكسل الذي يوازن ببراعة بين الرعب والعبث، مع لمحات من الفكاهة السوداء التي تذكرك بإنسانيتك وسط الكارثة. وحتى المهام اليومية مثل الاستحمام أو تنظيف أسنانك تلعب دورًا مهمًا، مما يضيف جانبًا واقعيًا ساخرًا للنجاة في وسط نهاية العالم.

أما المبنى نفسه، فهو متاهة متغيّرة بأسلوب يذكّر برواية House of Leaves، بدون خريطة أو توجيه، مما يعزز الإحساس بالضياع والاختناق، والموسيقى التصويرية، من تأليف إيريك شوماكر، تواكب هذه الأجواء بشكل مذهل وتستحق إشادة خاصة.

تتعدد نهايات اللعبة بشكل يغير نظرتك للتجربة بأكملها، ويجعل من Look Outside واحدة من أبرز ألعاب الرعب الكوني في السنوات الأخيرة. كل قرار تتخذه يترك أثرًا، وكل زاوية في المبنى تخفي سرًا ينتظر أن يُكتشف.