يُعد المطوّرون هم النبض الحقيقي لصناعة ألعاب الفيديو، فهم من يقررون ليس فقط ما الذي سيأتي لاحقًا، بل أيضًا ما يستحق العودة إليه من الماضي، وما الجوانب الرسومية وأسلوب اللعب التي يجب الاستمرار في تطويرها، وكيف يمكن تقديم ألعاب تتماشى مع أذواق اللاعبين وتدفع القصص والأنماط والتقنيات إلى الأمام.
لكن رغم الكم الكبير من الألعاب المميزة التي يقدمها هؤلاء المطوّرون، تنسى بعض الشركات أن تتوقف قليلًا لتتأمل ما أنجزته وتُقدّر نجاحها، إذ ينتقل كثير منهم مباشرة إلى المشروع التالي دون أي التفات. وبينما حققت بعض هذه الألعاب شعبية عند صدورها، إلا أن هناك ألعابًا أخرى لم تلقَ نفس الاهتمام، وفشلت في ترك أثر دائم داخل ساحة الألعاب، وكأنها وجّهت رسالة محبطة لمن صنعوها.
وبسبب عوامل عديدة، منها إفلاس بعض الاستوديوهات، أو تغيّر ذوق اللاعبين مع الزمن، أو انحسار الاهتمام بسلاسل معينة، طُمست بعض العناوين الرائعة مع مرور الوقت. لكن لا يجب أن يستمر هذا الإهمال، لأننا هنا لنذكّركم بعشر ألعاب مذهلة طواها النسيان، وقد تكون جديرة باهتمامكم في المستقبل.
Justice League Task Force (Blizzard)
صدرت هذه اللعبة في عام 1995، قبل وقت طويل من ظهور Injustice، وكانت Justice League Task Force أول محاولة حقيقية لاستغلال اسم Justice League في لعبة قتال.
طُوّرت اللعبة لجهازي SNES وSega Genesis من قِبل Blizzard وCondor (التي تم ضمها لاحقًا إلى Blizzard بشكل ساخر)، وجمعت بين أبرز أبطال DC المعروفين مثل Superman وBatman وAquaman وGreen Arrow وFlash. يتحكم اللاعب بأحد أعضاء الفرقة ويخوض سلسلة من المعارك ضد نسخ آلية من باقي الشخصيات، بالإضافة إلى أشرار مثل Cheetah، بهدف الوصول إلى Darkseid وإحباط هجومه على كوكب الأرض.
استفادت اللعبة بشكل واضح من شعبية ألعاب القتال الشهيرة آنذاك مثل Street Fighter، لكنها امتلكت ميزة خاصة تمثلت في تقديم شخصيات محبوبة ومعروفة ضمن معارك تدور في مواقع أيقونية من عالم DC. كما احتوت على طور للعب الجماعي، ما كان من المفترض أن يجعلها تجربة قتال تخلّد في ذاكرة المعجبين.
لكن رغم استنادها إلى عالم القصص المصورة، لم تنجح في تجاوز الهيمنة المطلقة التي فرضتها Street Fighter، وتلاشت مع الوقت، تاركة جمهور DC دون تجربة قتال حقيقية حتى وصول Injustice بعد نحو عشرين عامًا.
.Crash Bash (Eurocom/Cerny)
لم تعد شركة Eurocom موجودة اليوم، لكنها خلال أكثر من 25 عامًا في تطوير الألعاب تركت خلفها مجموعة كبيرة من العناوين المعروفة والناجحة، وقدّمت أعمالًا في سلاسل مثل Crash Bandicoot وSpyro و007 (بما في ذلك نسخة GoldenEye المعاد تطويرها). ومع ذلك، لم تكن جميع ألعابها موفقة؛ فالجميع يتذكر Crash Bandicoot: The Wrath of Cortex على جهاز GameCube، لكن ماذا عن لعبتهم الأخرى في سلسلة Crash التي صدرت قبلها بعامين فقط؟
تُعد Crash Bash اللعبة المنسية من سلسلة Crash Bandicoot، كما كانت تجربة فريدة لمن يبحث عن اللعب الجماعي المحلي، حيث أتاحت حتى أربعة لاعبين عبر جهاز PS1 باستخدام أداة Multitap. وقدمت أوضاعًا متعددة مثل نمط القتال، ونمط القصة، ومجموعة من الألعاب المصغرة، بالإضافة إلى مواجهات الزعماء، وشخصيات السلسلة المعروفة مع ظهور بعض الوجوه الجديدة، وكانت مصممة بشكل مفاجئ على قدر كبير من الإتقان، في وقت كان من السهل جدًا فيه استغلال شهرة Crash لإنتاج لعبة تجارية سريعة.
ورغم أن اللعبة طُورت بالتعاون مع Cerny Games (نسبة إلى Mark Cerny الذي سيصبح لاحقًا من الشخصيات البارزة في PlayStation)، إلا أنها بقيت في ظل السلسلة الأساسية وألعاب فرعية مثل Crash Team Racing، ولم تحصل على أي أجزاء تكميلية كما حدث مع CTR، ولم يُعاد إصدارها أو تحديثها إطلاقًا.
وبعد إغلاق Eurocom في عام 2012، من المحتمل أن كل من وُلد بعد نهاية التسعينيات لم تتح له فرصة تجربة ألعاب من هذا النوع، وربما لن يحصل عليها أبدًا.
The Unfinished Swan (Giant Sparrow)
حقّق فريق Giant Sparrow المستقل، المكوّن من ثلاثة مطوّرين فقط، نجاحًا واسعًا، لكن ماذا عن أول تجربة لهم قبلها؟
The Unfinished Swan هي لعبة مغامرات ومتاهات تدور أحداثها في عالم أبيض تمامًا، حيث يحتاج اللاعب إلى رمي بقع من الطلاء للكشف عن تفاصيل البيئة المحيطة، ثم حل الألغاز والتقدم داخل مملكة غامضة. وقد لا يبدو هذا الوصف مثيرًا عند سماعه لأول مرة، لكنه في الواقع يقدم قصة مؤثرة بطريقة غير متوقعة، تدور حول فتى يُدعى Monroe فقد والدته مؤخرًا، ويتبع بجعة هربت من لوحة، وخلال ذلك يكتشف قصة موازية لملك وحيد.
الأسلوب التجريدي الذي اتبعته اللعبة في طريقة اللعب وتصميم العالم جعلها دائمًا تبدو كلعبة خارجة عن المألوف، كما أن مدتها القصيرة لم تساعد على انتشارها الواسع، لكنها تظل تجربة فنية فريدة من نوعها.
ومع النجاح الكبير الذي حققه المشروع الثاني للفريق، ربما يكون هذا هو الوقت الأنسب لإعادة النظر في The Unfinished Swan وإخراجها من عزلتها بعد أن ظلت حبيسة أجهزة الألعاب (الكونسول) لسنوات تجاوزت العقد.
اذا شفت اسمي هنا فمعناتها أن الموضوع اشتغل عليه أكثر من واحد من فريق العمل، أو انه تصريح رسمي باسم الموقع. بس لا تخلي هالشي يمنعك من انك تتابعني في تويتر وانستقرام. عادي لا تستحي.
أخبار متعلقة :