بدأ تطبيق واتساب في طرح ميزة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُعرف باسم "تلخيص الرسائل"، وتهدف هذه الميزة إلى مساعدة المستخدمين على متابعة الرسائل غير المقروءة بسرعة، فإذا كنت من الأشخاص الذين يفتحون واتساب بعد يوم طويل ليجدوا مئات الرسائل الفائتة، فإن هذه الميزة الجديدة توفر لك لمحة سريعة عمّا فاتك دون الحاجة إلى التمرير والقراءة واحدة تلو الأخرى.
الميزة تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي التي تطورها شركة "ميتا" المالكة لواتساب، لكنها تؤكد في الوقت نفسه أن لا واتساب ولا ميتا يمكنهما قراءة محتوى رسائلك، ذلك لأن الميزة تعمل ضمن ما يُعرف باسم "المعالجة الخاصة"، وهي آلية أمنية تقول ميتا إنها تضمن بقاء الرسائل سرية حتى أثناء توليد ملخصات الذكاء الاصطناعي.
بمجرد تفعيل الميزة، سيرى المستخدم خيارًا جديدًا عند الضغط على أيقونة "الرسائل غير المقروءة" داخل الدردشة، وبدلًا من تصفح عشرات أو مئات الرسائل، يحصل المستخدم على ملخص موجز ومنظم على شكل نقاط يوضح مضمون المحادثة، ومن تحدث، وما إذا كانت هناك حاجة للرد أو المتابعة، هذه الملخصات متاحة في المحادثات الفردية والجماعية، وهي مرئية للمستخدم فقط، ولا يتم إعلام الأطراف الأخرى في الدردشة باستخدامك للميزة.
من الناحية التقنية، توضح ميتا أن الملخصات تُنشأ باستخدام تقنية تُعرف باسم "بيئة التنفيذ الموثوقة" أو Trusted Execution Environment (TEE)، وهي جزء آمن من البنية التحتية السحابية التي تُعالج فيها البيانات بشكل معزول عن باقي الأنظمة.
وتقول ميتا إن هذا يضمن ثلاث نقاط أساسية: أولاً، المعالجة السرية التي لا تسمح حتى لميتا أو واتساب بالاطلاع على الرسائل أو الملخصات أثناء توليدها، ثانيًا وجود ضمانات يمكن فرضها بحيث إن حدث أي تلاعب في النظام، فإما أن يتوقف تلقائيًا أو يُصدر إشعارًا بذلك عبر سجلات تدقيق علنية، ثالثًا الشفافية، إذ يسمح للباحثين في الأمن السيبراني بمراجعة النظام بشكل مستقل للتأكد من مصداقية ميتا.
تشدد ميتا أيضًا على أن الملخصات تولد بطريقة لا تعتمد على تتبع المستخدم أو الاحتفاظ بأي بيانات، وبمعنى آخر، لا يتم حفظ الرسائل أو الملخصات، ولا يمكن للذكاء الاصطناعي تذكر أي شيء عن المستخدم بعد إنشاء الملخص.
الميزة غير مفعّلة بشكل تلقائي، ويجب على المستخدم أن يختار تفعيلها بنفسه، كما يمكنه التحكم في أي المحادثات يسمح بتلخيصها من خلال إعدادات الخصوصية المتقدمة داخل التطبيق، وإذا لم يقم المستخدم بتفعيلها، فلن يعمل الذكاء الاصطناعي نهائيًا على رسائله.
تطرح هذه الميزة حاليًا لمستخدمي اللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة، على أن يتم توسيع نطاقها تدريجيًا لتشمل لغات ومناطق أخرى في المستقبل، ومن الواضح أن ميتا تحاول طمأنة المستخدمين الذين يشعرون بالقلق من تدخل أدوات الذكاء الاصطناعي في محادثاتهم الشخصية، بالتأكيد على أن الشركة لا ترى محتوى الرسائل ولا يمكنها الوصول إلى الملخصات.
أخبار متعلقة :