تولّد السرعة شعورًا بالإدمان، يَكمن في صوت الإطارات وهي تصرخ، وانفجارات النيتروس الساطعة، والتوتر المتصاعد أثناء التسلل وسط زحام المدينة، ما يجعل التجربة مختلفة تمامًا. أدركت سلسلة Need for Speed هذا منذ وقت طويل، عندما مزجت أسلوب القيادة الآركيدية بثقافة السيارات واللمسة المتمرّدة. ومع ذلك، لا تُعد Need for Speed الوحيدة التي أشعلت الأسفلت بهذا الأسلوب.
اتبعت العديد من ألعاب السباقات نفس الوصفة المشحونة بالأدرينالين، بعضها أضفى لمسته الخاصة، والبعض الآخر سار على نفس النهج بدقة مدهشة. سواء كان الأمر يتعلّق بالسباقات في الشوارع، أو العرض السينمائي، أو حرية العالم المفتوح، أو ذلك الإحساس الفريد بالسرعة، فإن هذه الألعاب تنبض بنفس الطاقة. بل إن بعضها ذهب إلى أبعد من ذلك وزاد من حدة التجربة.
Grid Legends
حينما تمتزج القصة بالسرعة تحت عدسة الكاميرا
قدّمت Grid Legends تجربة قريبة بشكل واضح من أكثر إصدارات Need for Speed درامية، مثل Payback أو The Run، ليس فقط في أسلوب السباقات، بل في الطريقة التي تتعامل بها اللعبة مع العرض والدراما. تعمّدت Codemasters تقديم اللعبة وكأنها فيلم وثائقي عن السباقات تحوّل إلى فيلم أكشن، مدعوم بمشاهد حقيقية حية وحملة سردية كاملة تدور حول التنافس والصراعات ومحاولات العودة.
اعتمد أسلوب القيادة على توازن دقيق بين الآركيد والواقعية الجزئية، مما أتاح انزلاقات خفيفة في المنعطفات دون الحاجة للخوض في تفاصيل مثل ضغط الإطارات. السباقات نفسها تعجّ بالفوضى، مع ذكاء اصطناعي لا يتصرّف كأنّه جزء من حركة مرور مهذبة، بل يدافع عن مراكزه بقوة ويصدم ويتجاوز بجرأة.
أما قائمة السيارات، فتميل أكثر نحو عالم السباقات الاحترافية بدلًا من ثقافة التعديل، ومع ذلك تحتوي على تشكيلة واسعة تشمل سيارات GT والسيارات الخارقة. وبفضل ميزة Race Creator، يمكن إعداد سباقات تبدو وكأنها قُطعت مباشرة من أجواء Underground، بسباقات ليلية، ومدن مضيئة، وفوضى سريعة الإيقاع.
Ridge Racer Unbounded
حينما يصبح الانجراف هو الشخصية بأكملها
لم تكن Ridge Racer Unbounded لعبة هيّنة، بل ظهرت وكأنها تحمل مطرقة ضخمة، تهدم المباني خلال السباقات وتحول كل زاوية إلى فرصة للاحتكاك والدخان. وبينما شعر محبو السلسلة التقليديون بالصدمة من التحول الجذري عن الجذور النقية، وجدت Unbounded مكانها الخاص بين Burnout وNeed for Speed Most Wanted.
اعتمدت التجربة بشكل كبير على التدمير أثناء القيادة. لم يكن الهدف فقط هو الفوز، بل كان تدمير كل شيء في الطريق: واجهات المحلات، الجدران، السيارات المنافسة، وحتى أجزاء المسار نفسه يمكن تفجيرها عند الاصطدام بقوة كافية. قدمت فوضى عنيفة مبالغًا فيها كانت أقرب بكثير إلى NFS 2012 من أي إصدار سابق في السلسلة.
ورغم أن السيارات كانت خيالية، إلا أن نظام التعديل على الأداء أتاح تخصيصًا كافيًا للوصول إلى توازن مثالي بين السيطرة الكاملة والفوضى. كما سمحت أدوات بناء المضامير بإنشاء مسارات شوارع ممتلئة بالفخاخ والممرات السرية والمشاهد الحركية، تمامًا كأنها جزء من عالم Need for Speed الأكثر جنونًا.
Juiced 2: Hot Import Nights
حينما تصبح عروض السيارات أهم من السباقات نفسها
قبل أن تبدأ Need for Speed ProStreet بمغازلة أجواء معارض التعديل، كانت Juiced 2: Hot Import Nights قد سبقتها إلى ذلك بالفعل، فامتلأ كراجها بالأضواء النيونية والإيقاعات الصاخبة التي تعكس روح ثقافة تعديل السيارات في منتصف الألفينات. لم تكن مجرد لعبة سباق بل كانت احتفالًا كاملًا بهوية السيارة. من الجنوط اللامعة إلى أنظمة الهيدروليك والإنارة السفلية، وحتى خاصية تتبع “DNA” السائق، وكأن الكاريزما بحاجة إلى شريط إحصائي خاص بها.
كان أسلوب القيادة أقرب إلى ألعاب الآركيد، لكن أبرز ما ميّز اللعبة هو مدى ارتباطها القوي بفكرة شخصية السيارة. كل تعديل وكل لون وكل تفصيل كان يعبر عن ذوق اللاعب وهويته، مثلما فعلت Underground 2 ولكن مع لمسة استعراضية أكبر.
والأغرب أن الذكاء الاصطناعي لم يكن يسلك المسارات المعتادة بل يتعلم ويتأقلم ويحاول أحيانًا إزعاج اللاعب بمنعطف عدائي أو محاولة تصادم متعمدة.
Burnout Paradise
حينما لا تكون السرعة قاتلة بل تنفجر على شكل حطام
إذا كانت Need for Speed هي ابن العم المتهور لألعاب المحاكاة، فـBurnout Paradise هي ذاك القريب الذي طُرد من التجمع العائلي لأنه كسر كل قواعد الطريق عمدًا. مدينة Paradise هي إحدى أكثر خرائط السباق المفتوح فوضوية على الإطلاق، مليئة بالممرات المخفية خلف اللوحات الإعلانية، وتقاطعات يبدو أنها صممت لتحطيم الأعصاب.
لا وجود لقصة أو مطاردات شرطة أو قوائم ضبط دقيقة. هنا كل شيء يعتمد على القوة والعنف. السرعة هي الحياة، وتحطيم الخصوم هو الفن. الاصطدام المتعمد أثناء الانجراف ليس فقط مسموحًا به، بل هو أساس الفوز. كل سباق يتحول إلى عرض حي لجرأة جنونية، وتفادي قاتل، وتحطيم مذهل.
وبينما تقوم Need for Speed بمعاقبة أخطائك بإطلاق سرب من سيارات الشرطة خلفك، تكتفي Burnout بإعادة سيارتك إلى المسار وتهمس لك: “جرّب مرة أخرى، لكن أسرع”.
اذا شفت اسمي هنا فمعناتها أن الموضوع اشتغل عليه أكثر من واحد من فريق العمل، أو انه تصريح رسمي باسم الموقع. بس لا تخلي هالشي يمنعك من انك تتابعني في تويتر وانستقرام. عادي لا تستحي.
أخبار متعلقة :