كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في أبريل 2025 في دورية Neuroscience & Biobehavioral Reviews عن خريطة دقيقة لكيفية معالجة الدماغ للغة المكتوبة.
وقاد فريق من معهد ماكس بلانك لعلوم الإدراك البشري وعلوم الدماغ هذه الدراسة، التي اعتمدت على تحليل 163 دراسة تصوير عصبي للوصول إلى فهم معمق لآليات القراءة في الدماغ.
ووفقًا للباحثين سابرينا توركر، فيليب كونكه، جيزا هارتفيجسن وبياتريس فوماتشيلي، أظهرت نتائج التحليل أن مناطق متعددة من الدماغ، خاصة في نصفه الأيسر والمخيخ، تعمل بتناغم أثناء قراءة المحتوى المكتوب، وقد تبين أن نوع المادة المقروءة يحدد بدقة أي مناطق دماغية يتم تنشيطها.
كيف يتعامل الدماغ مع الحروف والنصوص؟
أظهرت الدراسة أن قراءة الحروف تُنشط تجمعًا محددًا في القشرة القذالية اليسرى، بينما تؤدي قراءة الكلمات والجمل والفقرات إلى تنشيط مناطق أوسع في نصف الدماغ الأيسر.
أما في حالة قراءة كلمات غير حقيقية (شبه كلمات)، فقد تم تنشيط مناطق دماغية مختلفة، مما يشير إلى أن الدماغ يعاني في التمييز بين اللغة المفهومة وتلك غير المعروفة.
القراءة الصامتة مقابل القراءة بصوت عالٍ
من أبرز ما توصلت إليه الدراسة هو الفرق في النشاط الدماغي بين القراءة الصامتة والقراءة الجهرية. حيث تبين أن القراءة بصوت عالٍ تُحفز مناطق مرتبطة بالصوت والحركة، بينما تعتمد القراءة الصامتة على مناطق أكثر تعقيدًا تُعرف باسم “شبكة الطلب المتعدد”، ما يدل على أن القراءة الصامتة تتطلب موارد عقلية أكبر.
مهام القراءة الصريحة والضمنية
كما درست الدراسة كيفية استجابة الدماغ لمهام القراءة الصريحة مثل قراءة الكلمات الصامتة، واتخاذ القرارات اللغوية. هذه الأنشطة أدت إلى تنشيط واضح في مناطق مثل قشرة المخيخ والفص الجبهي المداري الأيسر. في المقابل، فعّلت القراءة الضمنية مناطق على جانبي الفص الجبهي السفلي بالإضافة إلى مناطق قشرية في الجزيرة.
أهمية هذه الاكتشافات
تشكل هذه النتائج خطوة هامة في فهم اضطرابات القراءة مثل عسر القراءة. إذ يمكن لهذه المعلومات أن تساعد المعلمين والأطباء في تطوير استراتيجيات تعليمية وعلاجية مخصصة بناءً على كيفية تفاعل الدماغ مع أنواع القراءة المختلفة.
أخبار متعلقة :