أعلنت شركة أوبن إيه آي عن إطلاق "كودكس"، أحدث أدواتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي والمخصصة لمهام هندسة البرمجيات، ويأتي هذا المساعد الجديد لينضم إلى عائلة وكلاء الذكاء الاصطناعي التابعة للشركة، والتي تضم "أوبريتور" و"ديب ريسيرش"، في خطوة تهدف إلى تغيير طريقة تعامل المطورين مع مهام البرمجة اليومية.
ووصفت أوبن إيه آي "كودكس" بأنه وكيل برمجي يعمل في بيئة سحابية آمنة، وقادر على تنفيذ مهام متعددة بشكل متزامن، بما في ذلك كتابة الشيفرات، إصلاح الأخطاء البرمجية، تشغيل الاختبارات، وإدارة المهام البرمجية المختلفة، وكل ذلك من خلال بيئة معزولة تم تجهيزها مسبقًا بملفات المشروع الخاص بالمستخدم.
وكتبت الشركة في تدوينة عبر موقعها الرسمي: "كودكس يمكنه تنفيذ مهام مثل كتابة خصائص جديدة للبرامج، الإجابة عن أسئلة تخص قاعدة الشيفرة، إصلاح الأعطال، واقتراح طلبات سحب (Pull Requests) للمراجعة، وكل مهمة تتم داخل بيئة سحابية مستقلة".
ويعد إطلاق "كودكس" خطوة جديدة متقدمة في مسار استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير البرمجيات، فبينما ساهم "أوبريتور" في أتمتة المهام الإدارية الروتينية، ووفّر "ديب ريسيرش" آلية بحث معمقة للمستخدمين، يأتي "كودكس" ليغوص أعمق في جوهر عملية التطوير البرمجي نفسها، عبر تولي المهام التقنية المعقدة مباشرة.
يعمل "كودكس" كمساعد تقني شامل للمطورين، حيث يستطيع تنفيذ عدة مهام برمجية في آن واحد، يمكنه مثلًا كتابة أجزاء جديدة من الشيفرة البرمجية، الإجابة عن الاستفسارات الفنية المتعلقة بالمشروع، تصحيح الأخطاء، واقتراح تعديلات يمكن للمستخدم مراجعتها وإدراجها ضمن مشروعه.
كما يقوم بتشغيل اختبارات لضمان جودة الكود، ويواصل التحقق والإصلاح إلى أن يتأكد من سلامة النتائج، وعند الانتهاء من المهمة، يقوم بحفظ التعديلات وعرض ما تم تغييره بالتفصيل، ما يتيح للمستخدم مراجعة العمل أو طلب تعديلات إضافية.
وإلى جانب "كودكس"، تواصل أوبن إيه آي تطوير "أوبريتور" كمساعد افتراضي مختص بتنفيذ المهام الروتينية كإدارة الملفات وتنظيم المواعيد وتبسيط سير العمل، أما "ديب ريسيرش"، فيعنى بتوفير إجابات دقيقة تستند إلى تحليل عميق للمعلومات، ما يجعله أداة مفيدة للتعامل مع الأسئلة المعقدة التي تتطلب تفكيرًا نقديًا وتحليلًا دقيقًا.
وبتكامل هذه الأدوات الثلاث، تقدم الشركة حزمة متكاملة من الحلول الذكية التي تستهدف رفع كفاءة العمل، سواء في الجوانب الإدارية أو البحثية أو التقنية.
تصاعد استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات أعاد طرح التساؤلات حول ما إذا كانت هذه التكنولوجيا ستؤدي إلى تقليص فرص العمل للبشر، فبينما كانت تُستخدم سابقًا في أتمتة المهام البسيطة، باتت اليوم قادرة على تولي مهام أكثر تعقيدًا، ما أثار مخاوف بشأن مصير العاملين، خصوصًا مع توسع قدرات أدوات مثل "كودكس" و"أوبريتور" و"ديب ريسيرش".
وفي المقابل، تؤكد أوبن إيه آي أن هذه الأدوات لا تهدف إلى إحلال الذكاء الاصطناعي محل البشر، بل تسعى إلى دعمهم وتعزيز قدراتهم، من خلال توفير أدوات ذكية تسهم في تحسين الإنتاجية وتخفيف العبء عن المطورين والباحثين على حد سواء.
أخبار متعلقة :