تُضفي مشاهدة الأمواج وهي ترتطم بجوانب السفينة بينما تُطلق المدافع وتنتفخ الأشرعة بفعل الرياح إحساسًا لا يُقاوم بالقوة، أو عندما يتردد صدى أجهزة السونار عبر الأعماق بينما تطارد الطوربيدات أهدافها بصمت.
تُلبي ألعاب القتال البحري رغبة خاصة لدى اللاعبين، حيث تمزج بين التوتر والتوقيت والدقة التكتيكية في حزمة جميلة وغالبًا ما تكون قاسية. لا تعتبر منصة Steam غريبة عن عالم البحار المفتوحة، إذ تقدم مجموعة متنوعة من الألعاب التي تتراوح بين محاكاة التاريخ والمعارك متعددة اللاعبين المثيرة. لكن ليس جميعها يقدم نفس مستوى الرضا المليء بنكهة البحر المالحة.
Uboat
لا تسعى Uboat إلى تلميع صورة الحرب، بل تضع اللاعبين مباشرة في قلب الواقع الخانق لعمليات الغواصات خلال الحرب العالمية الثانية، حيث يمكن أن تحدد كل قرار مصير النجاح الصامت أو النهاية في قبر معدني بارد.
على عكس معظم ألعاب القتال البحري، لا تركز هذه اللعبة على تبادل النيران بين السفن، بل تدور حول التخفي، والتوقيت الدقيق، وإدارة التفاصيل الدقيقة بشكل مقلق. يشعر أفراد الطاقم بالتعب أو الذعر أو دوار البحر. تتعطل الأنظمة أثناء المطاردة. ويمكن للمعنويات أن تنهار بسرعة كما تغوص الغواصة نفسها. لا يقتصر دور اللاعبين على قيادة غواصة فحسب؛ بل يديرون ضغطًا هائلًا في بيئة مغلقة تحت الماء.
يتسم القتال بالبطء والتأني، أشبه بلعبة شطرنج تحت الماء. يتطلب رصد قافلة عبر المنظار، وحساب زوايا الإطلاق، وتوجيه الطوربيد بدقة، صبرًا وتركيزًا بالغين. وعند تحقيق إصابة ناجحة، يكون الأمر أشبه بزفرة ارتياح هادئة أكثر من كونه انفجارًا مدويًا. ولكن عندما تبدأ المدمرات بإلقاء قنابل الأعماق (Depth Charges) *؟ يتحطم الهدوء بانفجار الأنابيب وتساقط الأضواء وصرير الهيكل.
لا توجد هنا دلائل إرشادية أو دعم مباشر، بل بقاء خام ملفوف في محاكاة دقيقة ومتشابكة التفاصيل. لمن يفضلون التشويق، تقدم Uboat التجربة التي ينشدونها.
* قنابل الأعماق (Depth Charges) هي أسلحة بحرية مضادة للغواصات، صُممت خصيصًا لتدمير الغواصات أو إلحاق الضرر بها وهي تحت سطح الماء.
يتم إلقاؤها من سفن حربية أو طائرات مروحية، وتنزل إلى عمق معين في الماء قبل أن تنفجر بقوة هائلة. لا تحتاج هذه الشحنات إلى إصابة الغواصة مباشرة، بل يكفي أن تنفجر بالقرب منها لتلحق بها أضرارًا كبيرة بسبب الضغط الناتج عن الانفجار.
تُستخدم هذه الشحنات في الألعاب الحربية البحرية مثل Silent Hunter وWorld of Warships، وغالبًا ما تكون لحظات إطلاقها مرعبة ومتوترة في ألعاب الغواصات، لأنها تهدد حياة الطاقم وتُحدث أضرارًا كارثية داخل الغواصة.
Sea Power: Naval Combat In The Missile Age
لا تستند هذه اللعبة إلى عصر الإبحار أو مسرحيات الحرب العالمية، بل تأخذ Sea Power اللاعبين إلى عالم العمليات البحرية في حقبة الحرب الباردة، حيث تحتل الصواريخ مكانة أهم من القذائف، وتُتّخذ القرارات قبل أن يلاحظك العدو.
طوّر هذه اللعبة أحد العقول التي أبدعت Cold Waters، وتركز على النقاط الظاهرة على الرادار وقراءات السونار والتوجيه الدقيق عن بُعد. لن تطلق قذائف جانبية هنا؛ بل ستخطط لمسارات الاعتراض، وتنشر وسائل مكافحة الغواصات، وتطلق صواريخ أرض-جو قبل أن تتمكن طائرة معادية من تدمير أسطولك. تتسم اللعبة بالمنهجية وأحيانًا تبدو جافة، لكن هذا هو جوهرها. تكمن رهبة القوة البحرية في عصر الصواريخ في مدى تصاعدها بهدوء ونظافة.
تظهر روعة هذه اللعبة في دقتها. يجب أن تتوازن المجموعات البحرية بدقة، ويُعد الاستطلاع أمرًا حيويًا، وكل ضربة تحتاج إلى تخطيط دقيق يشبه خطوات الشطرنج المتقدمة بثلاثة أدوار. صُممت واجهتها لتكون تكتيكية بامتياز، تركز على الوعي بالموقف أكثر من الإبهار السينمائي. وعندما تشتعل الأمور، يأتي وميض الصواريخ المفاجئ كإشارة مؤلمة بأن كل شيء على وشك أن يصبح خطيرًا وبسرعة.
World Of Warships
استلهمت لعبة World of Warships تصميمها من نجاح شركة Wargaming الكبير الآخر: World of Tanks، وقررت نقل المعركة إلى المحيطات حرفيًا. لكن بدلًا من الاشتباكات السريعة، تركز هذه اللعبة على الحركة المدروسة، والتنسيق بين الفرق.
تختلف طريقة لعب كل نوع من السفن بشكل كبير. تعد البوارج بمثابة حصون عائمة، حيث تستبدل السرعة بالضربات المدمرة. أما الطرادات فتقع في المنتصف، وتتميز بقدرتها على التكيف بين الدعم والهجوم. المدمرات خفيفة الحركة ومجهزة بإطلاق الطوربيدات، مما يجعلها بارعة في الالتفاف والكمائن. بينما تقدم حاملات الطائرات نمطًا مختلفًا تمامًا من اللعب، إذ تطلق الأسراب لشن هجمات بعيدة المدى. تمتلك كل فئة نقاط قوة ونقاط ضعف مضادة لها، وتعلم كيفية التفاعل بينها يمثل نصف متعة اللعبة.
تتميز الخرائط في اللعبة بتصميمها المفتوح الواسع، حيث تلعب الجزر دورًا في توفير غطاء ونقاط اختناق، ويعتمد النجاح غالبًا على التنسيق بين أعضاء الفريق والتمركز الذكي. المحاولات الفردية عادةً ما تنتهي سريعًا بالغرق إلى قاع البحر. لكن عندما تتناغم الأمور-مثلما يحدث عند تدمير طراد بضربة واحدة من مسافة بعيدة أو عند قطع طريق حاملة طائرات هاربة بواسطة انتشار الطوربيدات- تشعر بتدفق الإثارة والنشوة.
تتلقى اللعبة تحديثات بشكل متكرر، وتستمر خطوط السفن في التوسع، كما تضيف الفعاليات مثل التعاون مع الأنمي أو الحملات التاريخية نكهة خاصة دون الوقوع في فخ الاستهلاك. ورغم بعض الانتقادات، خاصة فيما يتعلق بنظام الدفع الذي قد يبدو عدوانيًا، إلا أن قليل من الألعاب تستطيع محاكاة إيقاع وثقل المعارك البحرية كما تفعل هذه اللعبة.
لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.
أخبار متعلقة :