أعلن معهد الكويت للأبحاث العلمية، ممثلاً بمركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية، عن إنشاء محطة الكويت لقياس ارتفاع مستوى سطح البحر، وذلك في خطوة استراتيجية تهدف إلى دعم جهود التخطيط الساحلي المستدام وتعزيز قدرة الدولة على مواجهة التأثيرات المتزايدة لتغيّر المناخ، لا سيما ظاهرة ارتفاع مستوى سطح البحر. وتُعد هذه المحطة هي الأولى والوحيدة في منطقة الخليج العربي التي تقوم حالياً ببث بياناتها في الوقت اللحظي، مما يجعلها أداة محورية في رصد التحولات المناخية الساحلية.

وأوضحت رئيسة المشروع، الباحثة دانة الحوطي من مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية، أن الهدف الأساسي من وراء إنشاء المحطة هو رصد وقياس مستوى سطح البحر بدقة وكفاءة عالية، مما يُعزز من إمكانيات الدولة في تخطيط وإدارة المناطق والمنشآت الساحلية بشكل مستدام ووفق أسس علمية تراعي تأثيرات تغير المناخ.

وقد شارك في هذا المشروع عدد من باحثي مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية وهم: د. يوسف العسيري، ود. العنود الرقم، و علي حماد، ود. محمد الخالدي، وم. فارس العامر.

وأضافت الحوطي أن المحطة تقع في الشمال الغربي للخليج العربي، وتحديداً في مقر المركز العلمي، وهو موقع استراتيجي يتوسط الشريط الساحلي لدولة الكويت. وقد جرى اختياره بعناية فائقة لضمان الحصول على بيانات موثوقة وعالية الجودة تعكس التغيرات الفعلية في منسوب سطح البحر، باعتبارها إحدى أبرز الظواهر المرتبطة بتغير المناخ. كما أن وجود المحطة داخل حرم المركز العلمي يسهم في رفع الوعي المجتمعي من خلال استقبال الزوار والطلبة ضمن برامج التوعية والزيارات الميدانية.

وبيّنت أن المحطة مزوّدة بمجسّين لقياس مستوى سطح البحر، أحدهما فوق سطح الماء والآخر تحته، حيث تُسجّل القراءات بشكل آني وتُرسل إلى قاعدة بيانات مركزية في المعهد. ومن هناك، تُشارك هذه البيانات ضمن شبكة علمية عالمية تُسهم في رصد ومتابعة التغيرات في مستويات سطح البحر على المستوى الدولي، وتعزز من الجهود الدولية لفهم آثار تغيّر المناخ على المناطق الساحلية.

وفي هذا السياق، أشار المعهد إلى أنه بصدد توسيع شبكة الرصد الساحلي لتشمل عدة مواقع إضافية في أنحاء البلاد. ويهدف هذا التوسع إلى دعم التنمية الساحلية المستدامة من خلال توفير بيانات بيئية ومناخية دقيقة تساعد في فهم التحديات المرتبطة بارتفاع منسوب سطح البحر وتغير الأنماط المناخية، بما يعزز من قدرة الدولة على التكيف مع التغيرات المستقبلية والتخطيط الأمثل لمشاريع البنية التحتية الساحلية.