الذهب الروسي يغزو أسواق الأردن.. بديل براق للمقبلين على الزواج في ظل ارتفاع أسعار الذهب - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة
"الذهب الروسي": بريق المظهر وسعر الجيب

عبدالله المومني - في ظل الارتفاع المتواصل لأسعار الذهب عالمياً ومحلياً، والذي وصل إلى مستويات قياسية أثقل كاهل الشباب الأردني المقبل على الزواج، تشهد أسواق المجوهرات في المملكة ظاهرة متنامية: الإقبال المتزايد على ما يُعرف بـ"الذهب الروسي".

هذا البديل البراق، والذي يُشبه الذهب الحقيقي في المظهر، أصبح ملاذاً لكثير من الأسر الراغبة في الحفاظ على المظاهر الاجتماعية دون تكبد تكاليف باهظة.


"الذهب الروسي": بريق المظهر وسعر الجيب

"الذهب الروسي" هو مصطلح شائع في السوق المحلي يُطلق على المجوهرات المصنوعة من معادن أساسية مثل النحاس أو النيكل أو السبائك المختلفة، وتُطلى بطبقة رقيقة من الذهب عيار 18 أو 21 قيراطاً.

لا يُعتبر هذا الذهب حقيقياً من حيث القيمة الجوهرية للمعدن الثمين، بل هو مجرد بديل مطلي يحاكي بريق الذهب الخالص.

ويأتي هذا الإقبال في وقت تُسجل فيه أسعار الذهب الحقيقي ارتفاعات غير مسبوقة.

فبينما تجاوز سعر الأونصة عالمياً حاجز الـ 3300 دولار أمريكي، ومع إضافة تكاليف المصنعية والضرائب في الأردن، أصبحت تكلفة شراء طقم ذهب للعروس أمراً مرهقاً جداً لمعظم الأسر.

أسباب الإقبال: الضغط الاقتصادي والعادات الاجتماعية

تُعزى ظاهرة الإقبال على "الذهب الروسي" بشكل رئيسي إلى عاملين متلازمين:

الضغوط الاقتصادية وارتفاع الأسعار: يواجه الشباب الأردني تحديات اقتصادية كبيرة، بما في ذلك ارتفاع تكاليف المعيشة ومتطلبات الزواج.

ومع وصول أسعار الذهب الحقيقي إلى مستويات غير مسبوقة، أصبح من الصعب جداً على فئة كبيرة من الشباب تأمين المصاغ الذهبي التقليدي الذي يُعد جزءاً لا يتجزأ من مهر العروس وتقاليد الزواج في الأردن.

الحفاظ على المظاهر الاجتماعية: تُعد المصاغات الذهبية جزءاً أساسياً من تجهيزات العروس ورمزاً للمكانة الاجتماعية.

في محاولة للتوفيق بين القدرة الشرائية المحدودة والرغبة في الحفاظ على هذه التقاليد والمظاهر، يلجأ الكثيرون إلى "الذهب الروسي" كحل وسط يقدم المظهر الجمالي دون التكلفة الباهظة.

يقول أحمد سعيد، صاحب محل مجوهرات في وسط البلد بعمان: "شهدنا في الأشهر الأخيرة تحولاً واضحاً.

بدلاً من أن يشتري الشاب طقماً ذهبياً كاملاً، قد يكتفي بخاتم الخطوبة من الذهب الحقيقي ويشتري باقي الطقم من الذهب الروسي لإتمام المظهر.

الطلب على هذا النوع من المجوهرات يتزايد باستمرار."

تحديات ووعي المستهلك

على الرغم من جاذبية "الذهب الروسي" من حيث السعر والمظهر، إلا أنه يحمل في طياته بعض التحديات التي يجب أن يكون المستهلك على دراية بها:

القيمة الاستثمارية: "الذهب الروسي" لا يمتلك أي قيمة استثمارية حقيقية.

قيمته تكمن فقط في مظهره الجمالي، ومع مرور الوقت قد يتغير لونه أو يتعرض الطلاء للخدش، مما يقلل من قيمته الجمالية.

عمر الطلاء: طبقة الطلاء الذهبية رقيقة وقد تتآكل مع الاستخدام المتكرر أو التعرض للمواد الكيميائية مثل العطور ومستحضرات التجميل، مما يكشف عن المعدن الأساسي غير الذهبي.

الحساسية: بعض المعادن المستخدمة في القاعدة (مثل النيكل) قد تسبب حساسية لبعض الأشخاص.

من جانبه، يؤكد أصحاب محلات الصاغة والمجوهرات، ضرورة توعية المستهلكين: "من المهم جداً أن يدرك المقبلون على الزواج والجمهور بشكل عام أن 'الذهب الروسي' هو مجوهرات مطلية وليست ذهباً حقيقياً.

يجب على التجار الإفصاح عن طبيعة المنتج بوضوح، وعلى المشتري السؤال والاستفسار لتجنب أي سوء فهم أو شعور بالخداع."

تحولات في عادات الشراء
تُبرز هذه الظاهرة تحولاً في عادات شراء الذهب في الأردن. فبينما كان الذهب يُشترى في الماضي كاستثمار ومصاغ للعروس، أصبح العامل الاقتصادي يفرض واقعاً جديداً يدفع الكثيرين نحو البدائل.

قد يستمر هذا الاتجاه طالما بقيت أسعار الذهب الحقيقي مرتفعة، مما يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول التقاليد الاجتماعية وكيف تتكيف مع التحديات الاقتصادية الراهنة.

يبقى "الذهب الروسي" حلاً مؤقتاً لسد الفجوة بين الطموحات الاجتماعية والواقع الاقتصادي، ولكن مع ضرورة الوعي الكامل بطبيعته ومحدودية قيمته كاستثمار.

وفي سياق متصل أصدرت النقابة العامة لأصحاب محلات تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات صباح اليوم الثلاثاء، التسعيرة اليومية الرسمية لبيع الذهب في السوق المحلية.

وانخفضت أسعار الذهب بنسب متفاوتة بالسوق المحلي.

وجاءت التسعيرة المعتمدة ليوم الثلاثاء الموافق 27 أيار 2025 على النحو التالي:

عيار 24: بلغ سعر البيع 76.900 دينارًا، وسعر الشراء 74.500 دينارًا للغرام الواحد. عيار 21 (الأكثر تداولًا في السوق المحلي): بلغ سعر البيع 66.700 دينارًا، وسعر الشراء 64.700 دينارًا. عيار 18: سجل سعر البيع 59.000 دينارًا، وسعر الشراء 55.000 دينارًا. عيار 14: بلغ سعر البيع 45.200 دينارًا، وسعر الشراء 40.600 دينارًا. أما فيما يتعلق بأسعار الليرات الذهبية، بلغ سعر الليرة الرشادي في السوق المحلية حوالي 471.900 دينارًا للبيع، و 466.900 دينارًا للشراء.

فيما سجل سعر الليرة الإنجليزية ما يقارب 538.600 دينارًا للبيع، و 533.600 دينارًا للشراء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق