يُشترى الذهب أساساً للزينة والهدايا والتقاليد الاجتماعية وليس بالضرورة كاستثمار بحت

عبدالله المومني - لطالما كان الذهب "الملاذ الآمن" للمستثمرين حول العالم، وفي الأردن، يحظى المعدن الأصفر بشعبية استثنائية سواء للادخار، الزينة، أو كاستثمار يحمي القيمة في أوقات التضخم والتقلبات الاقتصادية.

لكن مع ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية، يزداد التساؤل: كيف يمكن شراء الذهب بذكاء؟ وما هي أفضل النصائح للاستثمار فيه بشكل فعال في السوق الأردني؟

---

شراء الذهب: من المصاغ إلى السبائك

تتعدد طرق شراء الذهب في الأردن، وكل منها يناسب غرضاً مختلفاً:

المصاغ الذهبي (المجوهرات):

الغرض: يُشترى أساساً للزينة والهدايا والتقاليد الاجتماعية، وليس بالضرورة كاستثمار بحت. العيارات الشائعة: في الأردن، يُفضل الذهب عيار 21 قيراطاً للمجوهرات التقليدية، وعيار 18 قيراطاً للمجوهرات العصرية التي تتطلب مرونة في التصميم. اعتبارات الشراء: عند شراء المصاغ، ستدفع "أجور المصنعية" (تكلفة الصياغة والتصميم) بالإضافة إلى سعر الذهب الخام. هذه الأجور قد تكون مرتفعة وتتراوح من 3 إلى 8 دنانير للغرام الواحد أو أكثر، وتُخصم غالباً عند إعادة البيع، مما يعني خسارة جزء من القيمة المدفوعة.

النصيحة: إذا كان الهدف استثمارياً، فالمصاغ هو الخيار الأقل كفاءة بسبب المصنعية المرتفعة.

السبائك الذهبية والليرات الذهبية (عيار 24 و21  قيراط):

الغرض: تُعتبر الخيار الأمثل للاستثمار وحفظ القيمة. العيار: غالباً ما تكون من عيار 24 أو 21 قيراطاً (99.9% ذهب خالص)، أو 995. أجور المصنعية: تكون أجور مصنعيتها قليلة جداً مقارنة بالمجوهرات، أو قد تكون صفرية للسبائك الكبيرة، مما يجعلها تحتفظ بقيمتها بشكل أفضل. الانتشار: يمكن شراؤها من محلات الصاغة الكبرى المتخصصة في السبائك والعملات، أو من البنوك التي تقدم هذه الخدمة. النصيحة: للمستثمرين، شراء السبائك بأوزان مختلفة (من غرام واحد إلى كيلو غرامات) هو الأفضل.

الذهب الورقي (صناديق الاستثمار المتداولة - ETFs):

الغرض: استثمار في الذهب دون حيازته مادياً. الآلية: هي صناديق متداولة في البورصات، تتبع سعر الذهب. شراء أسهم في هذه الصناديق يعني امتلاك حصة في الذهب الذي يحتفظ به الصندوق. الميزة: توفر سيولة عالية، ويمكن الشراء والبيع بسهولة عبر وسيط مالي. لا توجد تكاليف تخزين أو تأمين. النصيحة: مناسبة للمستثمرين الذين يرغبون في تتبع سعر الذهب العالمي دون التعامل مع الذهب المادي.

نصائح ذهبية للاستثمار في الذهب في الأردن:

حدد هدفك من الشراء:

زينة أم استثمار؟ إذا كان للزينة، فلا تتردد في شراء المصاغ الذي يعجبك. إذا كان للاستثمار، ركز على السبائك والليرات الذهبية (عيار 24 أو 22).

ركز على عيار 24 قيراط للاستثمار:

هو الخيار الأفضل لأنه يضمن أعلى نسبة نقاء وأقل خسارة في قيمة المصنعية عند البيع.

شراء الذهب المادي من تجار موثوقين:

اشترِ الذهب (خاصة السبائك) من محلات الصاغة المعروفة وذات السمعة الطيبة في الأردن. تأكد من وجود الختم ( الدمغة) الرسمي على الذهب، والذي يشير إلى العيار والنقاء، فهو ضمان لوزنه وجودته. احتفظ بفاتورة الشراء، فهي وثيقتك القانونية وتُظهر وزن الذهب وعياره وسعر الشراء.

فهم فارق البيع والشراء (Spread):

عند شراء الذهب، ستلاحظ أن هناك سعراً للشراء وسعراً للبيع (سعر البائع أعلى من سعر المشتري). هذا الفارق هو هامش ربح التاجر. كلما قل هذا الفارق، كان أفضل لاستثمارك. عادة ما يكون الفارق في السبائك والليرات أقل من المصاغ.

تخزين الذهب بشكل آمن:

بعد الشراء، احرص على تخزين الذهب في مكان آمن. يمكن أن يكون ذلك في خزنة منزلية مؤمنة، أو في خزائن الودائع الآمنة لدى البنوك مقابل رسوم رمزية.

تابع أسعار الذهب العالمية والمحلية:

أسعار الذهب تتأثر بالعديد من العوامل الاقتصادية والسياسية العالمية (مثل أسعار الفائدة الأمريكية، قوة الدولار، التضخم، الأزمات الجيوسياسية). تابع هذه المؤشرات لاتخاذ قرار الشراء أو البيع في الوقت المناسب. في الأردن، تتبع أسعار الذهب العالمية مع إضافة تكاليف الشحن والجمارك وهامش الربح المحلي.

الاستثمار طويل الأجل:

يُعد الذهب استثماراً جيداً على المدى الطويل كحماية ضد التضخم وتقلبات الأسواق. لا يُنصح بالاستثمار فيه للمضاربة اليومية، حيث يمكن أن تكون التقلبات قصيرة المدى مفاجئة.

تنويع المحفظة الاستثمارية:

لا تضع كل بيضك في سلة واحدة. الذهب جزء مهم من أي محفظة استثمارية متنوعة، لكن لا ينبغي أن يكون هو الوحيد.

فكر في مزيج من العقارات، الأسهم، السندات، والودائع.

 شراء الذهب في الأردن، سواء للزينة أو الاستثمار، يتطلب فهماً واضحاً لأنواعه، أعيرته، وآليات السوق.

باتباع هذه النصائح، يمكن للمستهلك والمستثمر اتخاذ قرارات مستنيرة تحافظ على قيمة أموالهم وتُضيف بريقاً حقيقياً لمستقبلهم المالي.