غزة الجائعة.. عندما يصبح الطعام فخا للموت - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

توجّه سكان القطاع نحو مراكز توزيع المساعدات في حي تل السلطان جنوب قطاع غزة، بعدما أغلق الاحتلال الإسرائيلي المعابر لأكثر من 90 يوما، وحُرموا من أبسط مقومات الحياة.

لكن ما كان يُفترض أن يكون لحظة "إغاثة إنسانية"، تحوّل إلى عرض مهين من الإذلال المُقنّن، أشرفت عليه شركة أميركية مدعومة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وسط إجراءات أمنية مشددة، ومشاهد تُحاكي السجون لا مخيمات الإغاثة.

وثّقت عدسات المواطنين في حي تل السلطان برفح لحظات الوصول إلى مركز توزيع المساعدات، الذي كانت تُشرف عليه مؤسسة أميركية، في يوم شهد إطلاق نار كثيفا من قبل قوات الاحتلال، وهروب عناصر المؤسسة الأميركية من الموقع مع توافد المواطنين على المساعدات.

انتشرت الصور والمقاطع كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة تلك التي أظهرت مرتزقا أميركيا مُلثّما وهو يقف بتعالٍ أمام الجموع الجائعة، في مشهد يعكس قمة الاستغلال لمعاناة سكان غزة.

وظهرت أيضا أقفاص حديدية وممرات ضيقة بُنيت لتنظيم دخول الناس، لكنها بدت أشبه بـ"مسارات إذلال" تُذكّر بمشاهد الاعتقال لا الإغاثة، مما أثار موجة غضب وتساؤلات واسعة بين مغرّدين فلسطينيين وعرب، عبّروا عنها بعبارات: "ما الذي يحدث في غزة؟ هل هذه مجاعة مُهندسة؟ هل أصبح الطعام أداة إذلال جديدة؟".

إعلان

وقال مغرّدون إن المرتزق الأميركي ظهر كمن يستعرض نفسه في عرض دموي، يظن أنه نجم أمام الكاميرا، بينما الناس تبحث فقط عن لقمة عيش.

وأضاف آخرون: "الغزيون لم يخوضوا حربا فقط، بل عاشوا واحدة من أبشع تجارب الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث، دامت أكثر من 19 شهرا من العزلة والتجويع والترويع".

واعتبر عدد منهم أن ما حدث كان محاولة مكشوفة للتحكّم بالشعب الفلسطيني، وإظهار صورة كاذبة للعالم بأن أزمة الجوع قد انتهت. لكن ما جرى كشف أن الهدف كان إذلال الناس لا إنقاذهم، بل أشار بعضهم إلى أن المساعدات التي وُزعت مسروقة من مؤسسات خيرية من قِبل الشركة الأميركية.

وكتب أحد المغردين: "لم يكن المشهد فوضى عابرة، بل لحظة تجريد جديدة للفلسطيني من حقه بالحياة. حتى وهو يطلب الطعام، يُستقبل بالرصاص، وتحرس المروحيات الطرد الغذائي".

إعلان

وأضاف: "هذا النظام الإغاثي الذي رُوّج له كحل إنساني، تحوّل إلى أداة قمع وتهديد. المدنيون باتوا يُعاملون كأهداف لا كضحايا حرب".

وأشار آخر إلى أن توزيع الطعام تحت فوهة البنادق ليس إنقاذا بل إذلال مُقنّن، والجريمة ليست فقط في من أطلق النار، بل في من صمّم هذا المشهد بالكامل، واعتبره "إغاثة".

كما وثقت الجزيرة نت مقاطع مصوّرة تداولها المواطنون على نطاق واسع، تحكي كيف قطعوا 10 كيلومترات سيرا على الأقدام للوصول إلى نقطة التوزيع في تل السلطان، تحت إشراف مباشر من الشركة الأميركية.

وقال شهود عيان إنهم خاطروا بكل شيء للحصول على كمية صغيرة من الطعام، لكنهم واجهوا مجزرة حقيقية، حيث فتحت قوات الاحتلال النار، مما أسفر عن استشهاد العشرات وإصابة آخرين، أمام أعين من ينتظرون دورهم، بالإضافة إلى فقدان البعض.

ويرى مغردون أن إسرائيل تُمارس سياسات عقابية ممنهجة ضد أهالي غزة تحت مسمى "المساعدات"، متسائلين: "هل يمكن لأجساد ضعيفة بهذا الشكل أن تقطع عشرات الكيلومترات؟ هكذا تُقدَّم المساعدات؟".

وأضاف آخرون أن الجيش الإسرائيلي أراد إذلال الناس عبر إجبارهم على الوقوف في طوابير طويلة تحت الشمس، يتحكّم بمن يُعطى ومن يُمنع، في عملية وُصفت بأنها أسرع فشل في تاريخ ما سُمّي بالإغاثة الدولية.

وقال أحد النشطاء: "لم نتوقّع انهيار العملية بهذه السرعة، الجيش الأميركي هرب أمام السيل الجرّار من البشر. التجويع هو أقذر وأجبن أسلوب لمحاربة الإرادة".

إعلان

في المقابل، حذّر آخرون من أن القادم قد يكون أسوأ: "بعد هذا، لا أحد يعرف إن كانت ستدخل مساعدات أخرى. المجاعة لم تنتهِ أصلا".

وقال ناشط: "لا نلوم الناس، فهؤلاء عاشوا أكثر من 18 شهرا في جوع لا يُطاق. من حقهم البحث عن لقمة، ومن الظلم أن نُخوّنهم".

وكتب آخر: "للأسف لا يوجد بديل، ولا توجد حلول حقيقية… والواقع يزداد صعوبة يومًا بعد يوم".

من جهة أخرى، يرى بعض المغردين أنه لا يمكن الجزم بفشل خطة توزيع المساعدات بشكل كامل، رغم المشهد القاسي، لكن المؤكد أن "لا أحد يستطيع إجبار الجوعى على الاصطفاف في طابور"، متوقعين أن تُتخذ إجراءات جديدة لإعادة هيكلة منصات التوزيع إنشائيا وعملياتيا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق