الافتاء الأردنية توضح فضل صيام عشر ذي الحجة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة
أكدت دائرة الإفتاء على عظيم الأجر والمثوبة في صيام هذه الأيام

مع حلول شهر ذي الحجة المبارك، الذي يشهد أداء فريضة الحج، تتزايد تساؤلات المسلمين حول فضل صيام الأيام العشر الأولى منه وأهميتها في الشريعة الإسلامية.

وقد أوضحت دائرة الإفتاء الأردنية موقفها الشرعي في هذا الشأن، مؤكدة على عظيم الأجر والمثوبة في صيام هذه الأيام، مستندة إلى النصوص الشرعية وتأويلات العلماء.

فضل الأيام العشر: أعمال صالحة بلا حصر

أكدت دائرة الإفتاء أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على بذل الأعمال الصالحة في الأيام العشر من ذي الحجة بشكل مطلق، دون تقييدها بنوع معين من العبادات.

واستشهدت الدائرة بحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟" قالوا: ولا الجهاد؟ قال: "وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ" رواه البخاري.

يشمل هذا الفضل العظيم جميع أنواع الطاعات من قراءة القرآن، الذكر، التسبيح، صلة الرحم، والصيام.


وقد بين الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" أن تميز عشر ذي الحجة يعود إلى اجتماع أمهات العبادات فيها: الصلاة، الصيام، الصدقة، والحج، وهو ما لا يتوفر في غيرها من الأيام.

صيام العشر: مندوبٌ وأجره مضاعف

استدلت دائرة الإفتاء بلفظة "الأيام" الواردة في حديث البخاري، حيث أن اليوم يمتد من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

وبما أن الصوم هو أفضل عمل النهار، قياساً على أفضل عمل الليل وهو القيام (كما في العشر الأواخر من رمضان)، فإن صيام الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة يعتبر مستحباً (مندوباً).

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يشير إلى صيامه لهذه الأيام؛ فعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ" رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه.

الإجابة عن التعارض الظاهري: توضيحات العلماء

قد يثير حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم، حيث قالت: "مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَائِمًا فِي الْعَشْرِ قَطُّ"، بعض الالتباس حول صيام النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الأيام.

إلا أن العلماء أجابوا عن هذا التعارض لتوضيح الصورة:

الإمام النووي أوضح في "شرح النووي على مسلم" أن قول عائشة يمكن تأويله بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم هذه الأيام لعارض (مثل المرض، السفر، أو غيرهما)، أو أنها لم تره صائماً، وهذا لا يعني بالضرورة أنه لم يصمها في واقع الأمر. وأكد النووي أن صيام هذه الأيام مستحب استحباباً شديداً، لاسيما اليوم التاسع منها وهو يوم عرفة، الذي سبقت الأحاديث في فضله. ابن حجر العسقلاني ذكر في "فتح الباري" احتمال أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون ترك صيامها خشية أن تُفرض على أمته، على الرغم من حبه لأداء هذا العمل الصالح وفضله.

الخلاصة: فضيلة الصيام حاضرة بقوة

أكدت دائرة الإفتاء الأردنية أنه حتى لو لم يثبت حديث صحيح صريح في صيام النبي صلى الله عليه وسلم لهذه العشر بشكل قطعي، فإن ذلك لا يمنع فضل صيامها وعظيم أجرها. فحديث البخاري السابق يؤكد العموم الشامل لفضل الأعمال الصالحة في هذه الأيام المباركة، والصيام هو أحد أبرز هذه الأعمال الفاضلة.

وعليه، فإن الدائرة تُشجع المسلم على أن يصوم هذه الأيام العشر بقدر استطاعته، لأن أجر صيام التطوع عظيم عند الله تعالى، وعندما يجتمع الصيام مع فضيلة الأيام العشر من ذي الحجة، فإن الأجر يكون مضاعفاً ومباركاً.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق