وسط أجواء إيمانية مفعمة بالخشوع والسكينة والدموع، امتلأت أروقة المسجد الحرام وميادينه فى يوم التروية بجموع الحجاج، حيث علت أصوات التهليل والتكبير، وارتفعت أكف الضراعة إلى السماء طلبًا للرحمة والمغفرة.
وبدأ حجاج بيت الله الحرام بالتوافد صباح اليوم الأربعاء الثامن من شهر ذي الحجة إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، تقربًا لله متّبعين ومقتدين بسنة النبي محمد، مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير، في صورة روحانية وإيمانية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية ( واس ) أن قدوم الحجاج المقرنين أو المفردين بإحرامهم إلى منى يوم التروية والمبيت فيها بطريقهم للوقوف بمشعر عرفة، سُنّة مؤكدة.
ويُحرم المتمتعون المتحللون من العمرة من أماكنهم سواءً داخل مكة أو خارجها، حيث يبقى الحجاج بها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة، ثم يعودون إليها بعد "النفرة" من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام (10 - 11 - 12 - 13)، ورمي الجمرات الثلاث، جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجّل.
ووفرت السلطات السعودية الخدمات الأمنية والطبية والتموينية ووسائل النقل للتسهيل على قاصدي بيت الله الحرام حجهم، وأداء مناسكهم بروحانية وطمأنينة.
الخدمات متوفرة بشكل متكامل، والتنظيم يسير بانسيابية عالية، ما سمح للحجاج بأداء نسكهم بيسر وسكينة.
ويُعد يوم التروية هو البداية الفعلية لمناسك الحج، حيث يتوجه الحجاج إلى مشعر منى استعدادًا ليوم عرفة، فى رحلة تتجلى فيها أسمى صور الطاعة والتقرب إلى الله.
هذه اللحظات الروحانية تؤكد أن الحج ليس مجرد طقس، بل تجربة إيمانية عظيمة تترك فى القلب أثرًا لا يُنسى.
يوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة في التقويم الهجري، ويُعد من الأيام المباركة في الإسلام، ويأتي ضمن أيام الحج. يُسمى بهذا الاسم لأن الحجاج في السابق كانوا "يتروون" فيه بالماء استعدادًا ليوم عرفة، حيث لم تكن المياه متوفرة بسهولة في صعيد عرفات.
ماذا يفعل الحجاج في يوم التروية؟
في يوم التروية، يبدأ الحجاج أداء مناسك الحج، ويتوجهون من مكة إلى منى حيث:
يصلّون الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرًا من غير جمع (أي كل صلاة في وقتها، ولكن ركعتين بدل أربع لغير أهل مكة).
يبيتون في منى حتى صباح يوم عرفة (اليوم التاسع من ذي الحجة).
فضله وأهميته:
يُعتبر من أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، التي أقسم الله بها في قوله: "وليالٍ عشر".
يستحب فيه العمل الصالح من صيام وذكر وصدقة.
هو بداية شعائر الحج الأكبر، ولذلك له مكانة عظيمة في قلوب المسلمين.
0 تعليق