انطلقت قافلة "الصمود" المغاربية، التي تنظمها "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين"، من تونس باتجاه معبر رفح على الحدود المصرية مع الأراضي الفلسطينية عبر الأراضي الليبية والمصرية، في خطوة غير مسبوقة جسدت تضامنا واسعا مع غزة.
وحظيت القافلة، التي مرت بمحافظات سوسة، صفاقس، قابس ومدنين، وصولا إلى معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا، بوداع شعبي حاشد واهتمام لافت من النشطاء على منصات التواصل، حيث غصّت المدن بجماهير انتظرت مرور القافلة تحت أشعة الشمس الحارقة، وسط أجواء من الفخر والإصرار.
وتداولت منصات التواصل لقطات مؤثرة لوداع المشاركين لعائلاتهم، في مشاهد جسدت عزم بلد آثر الوقوف مع فلسطين رغم المسافات.
وأشاد النشطاء بما وصفوه بـ"الزحف الشعبي" الذي رافق القافلة، رافعين شعارات أبرزها: "سلام على أبطال قافلة الصمود، سلام على كاسري المعابر والحدود"، في دلالة على رمزية الحدث بوصفه بداية محتملة لقوافل برية عربية جديدة نحو غزة.
إعلان
ولم تكتف المنصات الرقمية بالتغطية، بل أطلقت دعوات لمساندة القافلة إعلاميا وشعبيا حتى بلوغها مبتغاها في غزة، محذرة من ترك القافلة دون دعم أو تغطية جماهيرية تكسر جدار الصمت.
واعتبرت التدوينات أن كل مشاركة أو تفاعل هو حماية للقافلة وصفعة في وجه التطبيع، في ظل تصاعد جرائم الإبادة بحق أهل غزة.
ووصف كتاب ومثقفون القافلة بأنها "غير مسبوقة"، وتعيد إلى الأذهان مشاهد دعم صمود الفلسطينيين عام 1948.
بينما أشار ناشطون إلى رمزية انطلاق القافلة، مستحضرين مبادرات رمزية سابقة من بينها قوافل فرحات حشاد لدعم فلسطين رغم واقع الاحتلال آنذاك، مؤكدين أن أولوية القضية لا تحتمل المزايدات.
من جهة أخرى، رأى كثيرون أن القافلة تمثل معركة إعلامية لتعرية الاحتلال وفضح ممارساته، معتبرين أن تغطية إعلام الاحتلال للحدث تعكس عمق أثر هذه التحركات في معركة الصورة أمام العالم.
ورغم مشاعر الفخر، أبدى البعض تخوفه من مواجهة "امتحان صعب" شبيه بمصير سفينة "مادلين"، لكن هذه المرة على يد أنظمة عربية، لا الاحتلال الإسرائيلي فقط.
ولم يقتصر التفاعل على الجمهور العادي، بل شاركت شخصيات نخبويّة من أطباء ومهندسين ومرشحين سابقين للرئاسة، معتبرين أن القافلة تحولت إلى "مسيرة خضراء" جديدة، ورسالة شعبية قوية تطالب بفتح الحدود ودعم القضية الفلسطينية بلا شروط.
إعلان
وخلص النشطاء إلى أن التحركات البرية والبحرية الراهنة تعبّر عن إرادة إنسانية أقوى من الحصار، وأن التضامن الحقيقي لا يُقاس بالمسافات، بل بالمواقف التي تكتب تاريخ الشعوب.
0 تعليق