عاجل

لماذا تنسحب فاغنر من مالي بعد أربع سنوات من الحرب؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

أعلنت مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية الخاصة انسحابها النهائي من مالي، بعد نحو 4 سنوات هناك، وستستبدل بالفيلق الأفريقي التابع لوزارة الدفاع، لكن التحديات الأمنية لا تزال كبيرة لدى باماكو.

وقالت صحيفة لوبوان -في تقرير بقلم عدلان مدي- إن المجموعة التي استدعاها المجلس العسكري في باماكو عام 2021، وبقيت قرابة 4 سنوات في مالي بذريعة محاربة الجماعات الجهادية والأزوادية، نفت رسميا أي وجود لها على الأراضي المالية.

وفي جرد لحصيلة هذا الوجود، قال مبروك كاهي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة ورقلة بالجزائر، إن "الأوضاع الداخلية في مالي تظهر فشل فاغنر في مهمتها، لأنها منيت بهزائم فادحة صحبة الجيش المالي، في مواجهة الطوارق والجماعات المسلحة، وقتل العديد من عناصرها وأُسر، مما أضر بشدة بسمعتها".

أما الخبير في شؤون الدفاع أكرم خريف فيقول إن "مرتزقة فاغنر فعلت ما لم ينجح أحد في فعله من قبل، وهو إعادة الهدوء إلى منطقة الحدود الثلاثية والاستيلاء على مدن شمالية، مثل كيدال معقل الأزواديين، ولكن جنودها تصرفوا بوحشية بالغة لدرجة أن غالبية سكان شمال مالي سقطوا الآن في قبضة الانفصاليين".

إعلان

ومع ذلك، لم يتحسن الوضع الأمني كما يقول الخبير، لأن باماكو العاصمة تحاصرها كتيبة ماسينا التي تقاتل الحكومة المالية، وتشن هجمات يومية على قواعد فاما في الشمال، ورجح أن عواقب الانسحاب ستكون وخيمة على باماكو، "لأن فاغنر كانت العمود الفقري للجيش المالي.

ويأتي رحيل فاغنر نتيجة جملة عوامل -حسب الصحيفة- أولها حل المجموعة رسميا بعد اختفاء زعيمها يفغيني بريغوجين في حادث تحطم طائرة غامض في أغسطس/آب 2023، بعد وقت قصير من محاولته التمرد المسلح على موسكو، ليقوم فيلق أفريقيا الآن بتنسيق معظم العمليات الأمنية في أفريقيا، تحت السيطرة المباشرة لوزارة الدفاع الروسية.

هزيمة نكراء

ومع أن فيلق أفريقيا "وصلت أول فرقه في منتصف يناير/كانون الثاني، فإن السلطات المالية رفضت الانفصال عن فاغنر التي أصبحت القوة الدافعة لجيشها، واقتصرت مهمة الفيلق على تدريب أول لواء مدرع في مالي وحراسة العاصمة ومقر فاما، المركز النابض للقوة المالية في كاتي بشمال باماكو"، والآن أخذت هذه الفرقة التابعة مباشرة لموسكو زمام الأمور من فاغنر السابقة.

والعامل الآخر يتعلق بالانتكاسات العسكرية العديدة التي مني بها الجيش المالي وقوات فاغنر معا، كما حدث في نهاية يوليو/تموز 2024 قرب تينزاوتين على يد مقاتلي الإطار الإستراتيجي الدائم للدفاع عن شعب أزواد، وهي مجموعة من الجماعات الانفصالية الأزوادية، قالت إن 84 مرتزقا من فاغنر قتلوا في المعركة ومعهم 47 جنديا ماليا.

يقول أكرم خريف إن هذه "المعركة" "فاقمت التوتر بين مالي والجزائر"، وعقب غارات جوية شنتها طائرات مسيرة من مالي على مدنيين على بعد عشرات الأمتار من الحدود مع الجزائر، دعت الجزائر عبر مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، إلى "وقف انتهاكات الجيوش الخاصة التي تستخدمها بعض الدول".

وفي مواجهة هذا التوترات، بادرت موسكو إلى سلسلة من الاتصالات مع الجزائر، مما أسهم في رحيل فاغنر من مالي، ولكنه رحيل يضع مالي في مواجهة التحديات السابقة نفسها، لأنه -كما يخشى موقع مالي أكتو الإخباري- "قد يؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار وعودة أعمال العنف. وقد تملأ الجماعات المتمردة الفراغ الأمني ​​الذي خلفه هذا رحيل فاغنر".

إعلان

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق