الهند، حليف أميركا، الذي رحبت بعودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلطة تعاني الآن من مشاكل خطيرة مع سياساته، فهل يراعي الرئيس الأميركي مخاوفها أم يخسرها؟
هذا ما ناقشه والتر راسل ميد، كاتب عمود الرؤية العالمية في صحيفة وول ستريت جورنال، وأستاذ الاستراتيجية وحكم الدولة في مركز هاملتون للتعليم الكلاسيكي والمدني في جامعة فلوريدا.
يلاحظ ميد أن النخب الهندية وحكومة رئيس الوزراء الهندي ناراندرا مودي أعربوا عن ترحيبهم بإعادة انتخاب ترامب، إلا أن التطورات خلال الأشهر الخمسة الأولى من رئاسته أثارت قلقًا متزايدًا في نيودلهي.
وأرجع الكاتب ذلك التفاؤل الهندي الأولي إلى توقع الهنود أن ينتهج ترامب سياسة خارجية براغماتية ومعاملاتية، تقلل فيها الإدارة الأميركية من المحاضرات حول حقوق الإنسان والديمقراطية.
وحسب الكاتب فإن الهند كانت تنظر بإيجابية لإدارة ترامب السابقة للأسباب التالية:
لكن ميد لاحظ أن خيبات الأمل من ترامب حلت محل الترحيب به، مرجعا ذلك للأمور التالية:
ترحيل المهاجرين الهنود:كانت عمليات الترحيل متوقعة، لكن المعاملة القاسية – بما في ذلك التكبيل واستخدام الطائرات العسكرية – أثارت غضبًا محليًا في الهند.
إعلان
استغلت أحزاب المعارضة هذه القضية لانتقاد عجز حكومة مودي عن حماية الهنود في الخارج.
اضطراب تأشيرات الطلاب:أثار قرار مايو/أيار 2025 بوقف مقابلات تأشيرات الطلاب الجديدة دهشة العائلات الهندية والجامعات الأميركية على حد سواء.
مع تسجيل أكثر من 330 ألف طالب هندي في الولايات المتحدة (متجاوزين بذلك أعداد الطلاب الصينيين) العام الماضي، فإن خطوة إدارة ترامب الأخيرة أضرت بركيزة أساسية من ركائز العلاقات بين الشعبين.
انتقادات لخطوة آبل في الهند:أدى انتقاد ترامب العلني لخطة آبل لنقل التصنيع من الصين إلى الهند إلى تقويض آمال الهند في أن تصبح شريكًا اقتصاديًا رئيسيًا للولايات المتحدة.
في أعقاب الهجوم الإرهابي في كشمير والتوترات الحدودية اللاحقة مع باكستان، أثار رد الفعل الأميركي الداعي إلى ضبط النفس من "كلا الجانبين" استياء الرأي العام الهندي.
كما أحرج ترامب بادعائه، عبر منصة "تروث سوشيال، بأنه توسط في هذا الصراع المسؤولين الهنود، ويخشى الهنود عودة واشنطن إلى السياسات الأميركية القديمة التي تعامل الهند وباكستان كخصمين متساويين.
ولفت ميد إلى أن أهمية الرأي العام في الهند، مشيرا إلى أن الناخبين ووسائل الإعلام الهندية حساسين لكل ما يمكن أن يفسر على أنه إهانات أو معاملة غير عادلة.
مسألتان أساسيتانميد: ما لم يُعدّل ترامب –نبرة إدارته ونهجها، فقد يُبدد تحالفًا حيويًا مع دولة رحّبت في البداية بعودته إلى السلطة.
وأبرز الكاتب أن الهنود ينظرون لعلاقتهم مع واشنطن من خلال مسألتين أساسيتين، أولا النمو الاقتصادي، وهو ما ينعكس في تُرى السياسات المؤثرة على التجارة والهجرة والتعليم من هذا المنظور.
اما المسألة الثانية فهي الكرامة والتقدير، إذ تريد الهند أن يُنظر إليها كقوة عالمية كبرى، لا كلاعب إقليمي يُقارن باستمرار بباكستان.
وحسب ميد، فإن أسلوب ترامب السياسي المتهور ورسائله ذات الدوافع السياسية قد تضر بالعلاقات الأميركية الهندية، وبينما لا تزال المخاوف المشتركة بشأن الصين قائمة، فإن الإيماءات الرمزية والمواقف العامة (خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي) يمكن أن تُقوّض التعاون الاستراتيجي طويل الأمد بين البلدين.
إعلان
وختم ميد بالتأكيد على أن ترامب، ما لم يُعدّل نبرة إدارته ونهجها، فقد يُبدد تحالفًا حيويًا مع دولة رحّبت في البداية بعودته إلى السلطة.
0 تعليق