في محاكمة وصفت بأنها الأولى من نوعها في قضية أثارت غضبًا عالميًا، استمعت محكمة سويدية إلى شهادة مؤثرة من شقيق الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة، الذي أعدمه تنظيم داعش حرقًا حياً في سوريا عام 2015، وذلك خلال محاكمة المتهم السويدي من أصل عراقي الإرهابي أسامة كريِّم، بتهمة الضلوع في الجريمة، وفقا لوكالة فرانس بريس.
وروى جودت الكساسبة، المحامي وشقيق الشهيد، أمام محكمة ستوكهولم، معاناة أسرته النفسية والجسدية المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات، قائلًا إن والدته أُدخلت المستشفى فور علمها بإعدام ابنها، وإن شقيقته الكبرى أصيبت بداء السكري، فيما يعاني والده من أمراض مزمنة وحالة نفسية "يُرثى لها" ولا يزال يبكي باستمرار.
وأضاف جودت أنه تلقى خبر أسر شقيقه أواخر عام 2014، وتوجه على الفور إلى مقر قيادة سلاح الجو الأردني حيث أخبره القائد أن الطيار المحتجز يُعتقد أنه في منزل داخل سوريا، قائلاً: "كنت في حالة نفسية سيئة جدًا".
وفي جلسة الأربعاء، التزم المتهم أسامة كريِّم الصمت ورفض الإجابة عن أسئلة الادعاء العام، متجنبًا النظر إلى المدعي العام هنريك أولين.
لكن خلال استجواب سابق في شباط/فبراير الماضي، زعم كريِّم أنه لم يكن يعلم ما سيحدث في موقع الإعدام، مدعيًا أنه لم يمكث أكثر من 20 دقيقة هناك، قبل أن يدرك وجود الكاميرات.
وقال حينها: "كنت مرعوبًا، كانت تلك أول مرة أرى فيها شخصًا يحترق".
وكانت طائرة الشهيد معاذ الكساسبة قد أُسقطت يوم 24 كانون الأول/ديسمبر 2014 قرب مدينة الرقة السورية، معقل تنظيم "داعش" آنذاك.
وبعد نحو ستة أسابيع، نشر التنظيم مقطع فيديو مروّعًا أظهر الطيار الأردني داخل قفص حديدي يرتدي زيًا برتقاليًا قبل أن يتم إشعال النار فيه.
وتُعد المحاكمة التي بدأت في 4 حزيران/يونيو الجاري أول تحرك قضائي لمحاكمة مشتبه به على خلفية هذه الجريمة، والتي خلّفت أثرًا بالغًا في الأردن، خصوصًا أن الكساسبة كان يشارك ضمن تحالف دولي ضد التنظيم الإرهابي بقيادة الولايات المتحدة.
وتناول التحقيق القضائي في السويد أن عائلة الكساسبة تُعدّ ركيزة أساسية في الجيش الأردني، وهو ما زاد من وقع الفاجعة التي لم تندمل آثارها بعد.
0 تعليق