تحولت نقاط توزيع المساعدات في غزة تحت إشراف الشركة الأميركية للمساعدات أو ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" إلى مصائد للموت، إذ تتزايد أعداد ضحايا طالبي المساعدات مع ارتفاع وتيرة المجازر الإسرائيلية المرتكبة ضد الفلسطينيين المجوعين.
وبدأت هذه المؤسسة عملها ضمن آلية إسرائيلية أميركية لتوزيع المساعدات في غزة أواخر مايو/أيار الماضي.
وأقامت الشركة الأميركية 4 نقاط توزيع رئيسية، 3 منها في منطقة تل السلطان في رفح جنوبي القطاع، وواحدة على محور نتساريم الذي يفصل شمالي القطاع عن وسطه وجنوبه.
ويتولى متعاقدون أمنيون أميركيون وشركات خاصة مهمة تنظيم الحشود وتوزيع المساعدات، ولم يُعلن على وجه التحديد أي مصدر لتمويل هذه العمليات.
لكن وكالة رويترز نقلت قبل أيام -عن مصدرين مطلعين ومسؤولين أميركيين سابقين- قولهم إن الخارجية الأميركية تدرس منح 500 مليون دولار لـ"مؤسسة غزة الإنسانية".
ومنذ اليوم الأول لعملها في 26 مايو/أيار الماضي، بدأ عداد الشهداء بنيران القوات الإسرائيلية التي تطلق النار على طالبي المساعدات، ليصل مطلع الشهر الجاري إلى 39 شهيدا، إضافة إلى أكثر من 220 جريحا.
وقد تكررت حوادث إطلاق النار على طالبي المساعدات، وارتفع عدد الشهداء بشكل متزايد مع المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بصورة شبه يومية.
إعلان
ووصل إجمالي الشهداء بعد أسبوعين من بدء عمل الشركة الأميركية "الإنسانية" -تحت الإشراف الإسرائيلي المباشر- إلى نحو 224 شهيدا وأكثر من 1850 جريحا.
وكانت الأمم المتحدة قد رفضت الانخراط في هذه الآلية منذ البداية، وقالت إنها تفتقر للنزاهة والحياد. كما انتقدتها بشدة المفوضية العامة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ووصفتها بالنظام المهين لتوزيع المساعدات، ومصيدة الموت.
أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فقالت الثلاثاء إن "الآلية الدموية" التي اعتمدها جيش الاحتلال "تحت غطاء إنساني زائف تحوّلت إلى مصائد موت" أودت بحياة أكثر من 150 مواطنا منذ بدء تنفيذها، بينهم أطفال ونساء.
وأوضحت حماس -في بيان- أن هذه الآلية تعكس "سياسة مدروسة لإدامة المجاعة واستنزاف المدنيين، في إطار حرب إبادة جماعية تُرتكب على مرأى العالم".
وترتكب إسرائيل -بدعم أميركي- إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وقد خلفت حرب الإبادة الإسرائيلية ضحايا يقدرون بنحو 182 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
0 تعليق