تيجان ثيام، مصرفي وسياسي إيفواري، وُلد عام 1962 في مدينة أبيدجان، وينحدر من أسرة سياسية بارزة تربطها صلات وثيقة بالرئيس الأول للبلاد.
تلقى تعليمه في فرنسا، وتخرج في أبرز مدارسها، وعمل في مؤسسات كبرى، مثل البنك الدولي وشركة ماكينزي للاستشارات، إضافة إلى مناصب في الحكومة الإيفوارية. وفي عام 2015، تولى قيادة مصرف "كريدي سويس" السويسري.
عاد عام 2023 إلى كوت ديفوار (ساحل العاج)، وفاز برئاسة حزب الديمقراطيين المعارض، وأُعلن رسميا مرشحا لانتخابات الرئاسة عام 2025.
المولد والنشأة
وُلد تيجان أمادو ثيام يوم 29 يوليو/تموز 1962 في مدينة أبيدجان بكوت ديفوار، وينتمي إلى أسرة سياسية بارزة، إذ كان والده -السنغالي الأصل- صحفيا ووزيرا في حكومة الرئيس فيليكس هوفويت بوانيي، بينما كانت والدته ابنة شقيقة الرئيس. أما عمه حبيب ثيام، فقد شغل منصب رئيس الوزراء لمدة 10 سنوات.
وقد أمضى ثيام طفولته المبكرة في فرنسا، التي حصل على جنسيتها عام 1987.

الدراسة والتكوين العلمي
أكمل ثيام تعليمه الثانوي في المدرسة الكلاسيكية في أبيدجان، ثم أصبح عام 1982 أول إيفواري ينجح في امتحان القبول في مدرسة البوليتكنيك العريقة بالعاصمة الفرنسية باريس.
التحق بعد عامين بالمدرسة الوطنية العليا للمناجم في باريس، وتخرج فيها عام 1986، وحصل على منحة لمتابعة دراسة ماجستير إدارة الأعمال من المعهد الأوربي لإدارة الأعمال، وهو معهد فرنسي مرموق، بالتوازي مع مشاركته في برنامج زمالة ماكينزي الفرنسية.
التجربة العملية والسياسية
في عام 1989، انضم ثيام لفترة قصيرة إلى البنك الدولي في العاصمة الأميركية واشنطن، ضمن برنامج المهنيين الشباب، ثم عمل في شركة "ماكينزي وشركاؤه" للاستشارات لمدة 4 سنوات في نيويورك وباريس.
إعلان
عاد ثيام عام 1994 إلى بلاده، بناء على طلب من الرئيس السابق هنري كونان بيديه، لتولي منصب المدير التنفيذي للمكتب الوطني للدراسات الفنية والتنمية، وشملت مهامه التفاوض مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
بحلول عام 1998، عُين رسميا رئيس مجلس إدارة المكتب، ثم أصبح وزيرا للتخطيط والتنمية حتى عام 1999.
نال ثيام تقديرا كبيرا لدوره في إشراك القطاع الخاص في عديد من القطاعات الحيوية، وإسهامه في جذب الاستثمارات الأجنبية التي كانت البلاد في أمس الحاجة إليها، مما قاد إلى إدراج اسمه ضمن قائمة "100 قائد عالمي للمستقبل" الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي عام 1998.
وفي عام 1999، سافر ثيام في مهمة إلى باريس، ثم عاد إلى بلاده بعد انقلاب عسكري قاده الجنرال روبرت غي، الذي وضعه قيد الإقامة الجبرية، وعرض عليه منصب مدير مكتب الرئيس، غير أنه اختار العودة إلى فرنسا.
وصف ثيام فترته في العمل السياسي بأنها كانت صعبة، وأنه شارك في إدارة بلدٍ مر بمرحلة قاسية، مشيرا إلى تفضيله حياة الأعمال على السياسة.

أصبح ثيام عام 2000 شريكا في شركة ماكينزي، ثم عمل بعد عامين في شركة "أفيفا" البريطانية للتأمين، ورُقي إلى منصب الرئيس التنفيذي.
وفي عام 2007، انضم إلى شركة "برودينشال بي إل سي" البريطانية للتأمين، ثم أصبح عام 2009 رئيسا تنفيذيا لها، ليصبح أول أفريقي يتولى رئاسة شركة مدرجة ضمن مؤشر "فوتسي 100" للأوراق المالية.
استقال ثيام عام 2015 من شركة برودينشال، وتولى قيادة مصرف "كريدي سويس" السويسري، أحد أكبر بنوك الاستثمار في العالم.
في أثناء عمله في القطاع المصرفي المؤسسي، أطلق مع آخرين في فبراير/شباط 2012 شركة "فريدوم أكويزيشن" للاستحواذ، التي اتخذت من نيويورك مقرا لها.
إعلان
وقد أطلق ثيام خطة جذرية، مدتها 3 سنوات، لإعادة تنظيم المصرف السويسري، الأمر الذي دفع "مجلة يوروموني" إلى منحه عام 2018 لقب "مصرفي العام".
قدم ثيام عام 2020 استقالته من مصرف كريدي سويس بعد اتهامه بالتورط في فضيحة "تجسس إداري".
وإلى جانب عمله المصرفي، شغل منصب رئيس لجنة الاستثمار رفيعة المستوى، التي أنشئت في أثناء قمة مجموعة العشرين عام 2010، إضافة إلى عضويته في اللجنة الأولمبية الدولية، وتعيينه عام 2020 مبعوثا خاصا للاتحاد الأفريقي إلى الجهات الدولية بشأن جائحة كوفيد-19.
كما مُنح عام 2011 وسام جوقة الشرف الفرنسي برتبة فارس، تقديرا لمساهمته القيمة في الحياة المدنية أكثر من 20 عاما.

مرشح للرئاسة
عاد ثيام إلى كوت ديفوار للمشاركة في سباق رئاسة "حزب الديمقراطيين" المعارض، الذي أسسه جده فيليكس بوانيي، ليفوز بزعامته في أثناء مؤتمر ياموسكرو أواخر 2023.
بدأ ثيام إعادة هيكلة الحزب وتحضير قواعده لخوض الانتخابات الرئاسية التي تقرر عقدها في أكتوبر/تشرين الأول 2025، مركزا على الخطاب التنموي والشفافية ومحاربة الفساد.
وبموجب الدستور الإيفواري، أعلن ثيام تخليه عن جنسيته الفرنسية تمهيدا لترشحه في الانتخابات الرئاسية. وفي 18 أبريل/نيسان 2025، أعلن الحزب رسميا ترشيحه لخوض الانتخابات بعد حصوله على 99.5% من أصوات مندوبي الحزب.
0 تعليق